"لمى كوكش".. تشكيلات زجاجية ساحرة
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
بإصرارٍ كبيرٍ، وقدرة على تعلّم الجديد والمختلف، استطاعت الخزافةُ التشكيليةُ "لمى كوكش" ابتكار تصميماتها الفنية من الخزف وصهر الزجاج مجسدةً من خلالها رؤيتها الجمالية عن طريق التداخل بين الزجاج بألوانه والخط، فأبدعت مشغولات فنية تبهر الأبصار، صنعت من خلالها بصمتها الخاصة.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الخزافة التشكيلية "لمى كوكش" لتحدثنا عن تجربتها الفنية، حيث قالت: «بدأت علاقتي مع الخزف عام 1985، فقد درسته دراسة بمعاهد خاصة في كلٍّ من "سويسرا" و"ألمانيا "وأتقنته بشكل جيد، فحبي لهذا الفن جعلني أحاول تعلم كل تفاصيله، وحاولت الإبداع فيه من خلال تطوير ما أقوم بصنعه بإضافة لمسات فنية وجمالية إليها، كما أنني قمت بتعليم العديد من الأطفال والنساء تشكيل الخزف بطريقة جمالية وفنية، وفي عام 2005 سافرت إلى "غرناطة" في "إسبانيا" وهناك بدأت خطواتي الأولى بعالم الزجاج الجميل وصهره، فهو يشكل تاريخاً حاضراً ومستقبلاً، فهو يعدُّ من الصناعات الدمشقية العريقة التي عمل بها أجدادنا وما زالت موجودة حتى الآن، وهو فن للتعبير عن الذات لامتلاكه قدرات لإخراج سلوك وثقافة وأفكار بهدف الارتقاء بالحواس، وتوسيع الآفاق والرؤية الفنية، فحبي الدائم للبحث عن الجديد والمختلف وبهدف تطوير مهاراتي الفنية دفعاني لدراسة تقنية صهر الزجاج في "إسبانيا"، وتعلمته بالبداية كإكسسوارات، وبعدها بدأت بتصميمه بطريقة تشكيلية جديدة كاللوحات والتحف الفنية وتصميمات أقرب إلى الديكور بإدخال الخشب معه كفواصل للغرف والأسقف الزجاجية والنوافذ وحاجات مغايرة أقرب إلى الفن التشكيلي، فللزجاج سحره الخاص الذي جذبني من خلال ألوانه المتنوعة وبريقه المميز ونقائه، وبدأت بتطوير مهاراتي بإضافة لمساتي الخاصة ورؤيتي الفنية، فمن خلال أعمالي أسعى دائماً للوصول إلى تشكيلات وتكوينات فنية تجمع بين العراقة والحداثة، لتنتج عملاً فنياً مبتكراً تتناغم عناصره الفنية التراثية والتشكيلية في عمل فني متكامل يحمل الجمال والدقة في العمل، وما يحمله الفنان من مهارات متنوعة وتراكم خبراته وذائقته الفنية التي اكتسبها مع مرور الزمن، فلا بدّ للفنان من ربط الموروث الإبداعي والثقافي والاستفادة منهما بمسيرته الفنية، لأنها شرط أساسي في إقامة الركائز التي يبني عليها الفنان المعاصر ما يبدعه من فن، ليكون أرضية لخلق كيان فني جديد برؤية عميقة واعية قادرة على كشف ما في التراث من قيم وأسرار يصوغها في أعماله المختلفة بشكل خلاق ومميز يمكنه من تقديم أعمالٍ مبتكرة ومعاصرة توضح شخصية الفنان ورؤيته الفنية».
تعرفت على "لمى" منذ عشر سنوات عندما افتتحت محلي "كذا فكرة" للأعمال اليدوية، فهي من المشاركين الدائمين لدي من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الزجاجية الفنية، فهي تمتاز بالذوق الرفيع واللباقة، فلا أستطيع الاستغناء عن أناملها المبدعة وأفكارها المتجددة باستمرار، فهي من الخزافات اللواتي حاولن إضافة بصمة جديدة لفن الخزف والزجاج، وتلقى تصاميمها رواجاً واسعاً وطلباً جيداً، لاتصافها بالأناقة والعراقة والدقة بالعمل والجمال، بالإضافة إلى سعيها الدائم لابتكار التصاميم التي تحمل في طياتها القيم الجمالية والإبداعية، وما يميز قطعها الفنية الاعتناء الكبير بالتفاصيل، والذوق الرفيع باختيار الألوان وتناسقها مع تصاميمها، إضافة إلى الفكرة الإبداعية التي تضيفها، فهي فنانة عاشقة لعملها وصديقة محبة ورائعة، ومثال في الدقة والأمانة والصدق، وإنسانة تحمل طاقة إيجابية للأشخاص الذين حولها، كما أنها تنفرد بتلك الإكسسوارات والتحف المصنوعة من الزجاج، وينعكس إبداعها بهذا الفن الراقي
وعن تقنية صهر الزجاج ومراحل عمله قالت: «يعدُّ صهر الزجاج من الفنون التي تلعب التقنية الدور الرئيسي للتحكم في إمكانيات الإبداع فيها، ودون هذه التقنية لا يمكن لأي خزاف أن يطرح أفكاره وأحاسيسه، وبالنسبة لي فقد استخدمت التقنيات المتاحة من الزجاج اللامع والملون الذي أحضرته من "فرنسا" و"إسبانيا"، فقد كنت أقوم بتكسيره وتعليبه لسهولة شحنه وذلك لعدم وجوده بالأسواق المحلية خلال سنوات الأزمة، كما أن كل عمل فني أقوم بتجسيده يحتاج قالباً خاصاً به قمت بصنعه بنفسي، إضافة لاستخدام أفران خاصة مساحتها كبيرة وحرارتها تتفاوت حسب ألوان الزجاج وطرق تشكيله، ثم يحتاج ثلاثة أيام حتى يبرد لاستعماله بتشكيل لوحات وأعمال متنوعة، ولنجاح العمل لا بدّ من التحكم بدرجات الحرارة للحصول على سطوح زجاجية ذات درجة لونية وملمس خاص، فالعمل الزجاجي يحمل مضموناً تعبيرياً، ومعاني جمالية وفلسفات عدة ويعتمد على شخصية الخزاف وبيئته وثقافته كباقي الفنون التشكيلية، فهو مرآة صادقة للتعبير والتأثير، فمن خلال أعمالي ما زلت أبحث عن أفكار وتقنيات جديدة تنقلني إلى عوالم فنية متنوعة، رغم أنني بدأت بتجربتي الخزفية منذ عشرين عاماً وما زلت حتى الآن أسعى لخلق كيان فني جديد برؤية عصرية، فالفن هو كل حالة جميلة في الحياة ويدخل بكل مفاصل حياتنا مهما كانت مهنتنا وعملنا، فلا بدّ للفنان أن يمتلك النظرة الفنية لكي يرتقي عمله ويتميز، ويكون قادراً على إيصال رسالته الفنية وبالنسبة لي من خلال أعمالي أسعى إلى ارتقاء الجمال وردف الحياة التشكيلية في "سورية" بما هو جديد ومميز، وخصوصاً أنّ هذا الفن جديد في بلدنا».
من أعمالها الزجاجية
وفي حديث مع "نهى رستم" أحد المطلعين على أعمالها قالت: «تعرفت على "لمى" منذ عشر سنوات عندما افتتحت محلي "كذا فكرة" للأعمال اليدوية، فهي من المشاركين الدائمين لدي من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الزجاجية الفنية، فهي تمتاز بالذوق الرفيع واللباقة، فلا أستطيع الاستغناء عن أناملها المبدعة وأفكارها المتجددة باستمرار، فهي من الخزافات اللواتي حاولن إضافة بصمة جديدة لفن الخزف والزجاج، وتلقى تصاميمها رواجاً واسعاً وطلباً جيداً، لاتصافها بالأناقة والعراقة والدقة بالعمل والجمال، بالإضافة إلى سعيها الدائم لابتكار التصاميم التي تحمل في طياتها القيم الجمالية والإبداعية، وما يميز قطعها الفنية الاعتناء الكبير بالتفاصيل، والذوق الرفيع باختيار الألوان وتناسقها مع تصاميمها، إضافة إلى الفكرة الإبداعية التي تضيفها، فهي فنانة عاشقة لعملها وصديقة محبة ورائعة، ومثال في الدقة والأمانة والصدق، وإنسانة تحمل طاقة إيجابية للأشخاص الذين حولها، كما أنها تنفرد بتلك الإكسسوارات والتحف المصنوعة من الزجاج، وينعكس إبداعها بهذا الفن الراقي».
الجدير بالذكر أنّ الخزافة التشكيلية "لمى كوكش" مواليد "دمشق" عام 1961، خريجة أدب إنكليزي، أقامت العديد من المعارض خارج "سورية" في "مدريد" و"غرناطة" في "إسبانيا" لعدة أعوام متلاحقة من 2006 حتى عام 2008، ومعارض مشتركة في "سورية" وشاركت بالعديد من الفعاليات والبازارات الثقافية، وحصلت على جائزة بمعرضها في "غرناطة".
من تصميماتها الفنية