كن انت
يسري الماضي بين مذاهب العقل وبين لوائح السهر ،،،
و يعوم المستقبل في محيط الأمل فيغرق بظل إرتد عن قناديل الغد ،،
كن انت يا صاح ،و كيف تخلع ثوب المسارات في لحظة فيروزها السفر ؟
إفرش أجنحة بردتك بين الأرض و الفضاء المسير ،،،
و إغمس قبعتك بحلاك وإخلع عنك الضجر ،،،
حاضرك له ظل فلا تبعثرة بين أصداء التذمر ،،،
و انت يا ذاك الحالم ترسم الشمس كل يوم بعين الدهر،،،
ماذا لو أنك قفزت من نفسك برهة ؟
و حللت ضيفا على محافل التاريخ طوعا،،،
إن المحاسن كنز والكنز لا يفتح مداراته بعين منزوعة البصر،،،
فإفتح كنزك المسطرة سعفاته على حاضر انت فيه الحرف و السطر ،،،
و إركب موكب البهاء ولا تتملق ،،
إن المرء كالغدير يجري بين المسافات فإن صب حمله سقى و إن جف نهجه دنى ،،،
وهذه الأرض تدور و انت بين المحطات رفيقها ،،،
فلن ترسو احلامك في مرفأ التمني إلا بجفن متأملا ،،،
فكن كما يجب أن تكون ،حديقة بالبصيرة تزهر ،،،
ولا تسلط ناظريك على منفى بالحضور مستتر
كصاحب الظل التائه بين مزامير العمر ،،،
عينه على الماضي و ألأخرى على المستقبل و في الحاضر أعور ،،،
* عبدالله ابراهيم جربوع