_ بول شاوول، ما رأيك في شعراء مثل عباس بيضون وأنسي الحاج وشوقي أبو شقرا وعقل عويط وغسان مطر وأدونيس ؟؟
- يقول: "أنا وعباس بيضون على خلاف فيما يخص المفهوم الشعري، واللغة الشعرية، لكنه شاعر لديه موقعه، وهو مهم حتى لو كنت أنا وهو على خلاف.
أنسي الحاج من الشعراء البارزين، أهم ما كتبه "لن" وهو أول كتاب له. شوقي أبو شقرا شاعر كبير لا يشبه في شعره أحداً، وهو أكثر الشعراء المتفردين في لبنان والعالم العربي، لم يدّع شعارات تمرد ولا جنون الحرية، وإنما بقي هو وقصيدته في عزلة. عقل عويط شاعر من جيل الثمانينات يكتب بشكل جميل ومن قلبه.
غسان مطر من أوائل أصدقائي في الشعر، شاعر ملتزم، ولكن لا يمكن حصر شعره في الالتزام المباشر، وفي اللغة المباشرة أي في الموقف السياسي فقط. شعره مرّ بتجربة عميقة يجعل الشعر يحول الإدراك السياسي إلى إدراك شعوري ولغوي.
عرف غسان كيف يجعل الالتزام يمر بمشاعره ولغته وليس فقط كموقف سياسي ولهذا أعطى قصائد ملتزمة جميلة وقصائد حب أيضا".
ويُضيف قائلا: "أما أدونيس فمنذ ثلاثين عاماً كانت هناك خصومة بيني وبينه، وعندما مرض كنت أول المتصلين به، ومن يومها أخذت على نفسي عهداً بأن لا أتعرض له بعد مرضه. بعض المحطات التلفزيونية العربية اتصلت بي لتطلب مني أن أرد على موقف أدونيس من النظام السوري أي يطلبون مني بكل بساطة أن أشتمه لأني على خصومة معه، فقلت لهم عندما يرد أدونيس على ما أكتبه عن الربيع العربي أرد على ما يكتبه هو، وذلك بسبب العهد الذي أخذته على نفسي.
أدونيس شاعر كبير، وفي خصومتي معه لم أتعرض لشعره بينما هو تعرض لشعري. عندما كتب مقالة شتم فيها بيروت كتبت رداً مفعماً بسببه نفدت جميع طبعات الجريدة حينها.
أدونيس أصبح في الثمانينات من عمره وهو أكثر شباباً من الذين يصغرونه في العمر، فتراه يكتب، يسافر، يشاكس، وما زال في حيويته ويثير الجدل. بينما الشعراء الذين يصغرونه بعشرين وثلاثين عاماً تجمدوا واستنقعوا في أمكنتهم خصوصا كتاب مجلة "شعر" الذين أصبحوا يكتبون بعد الربيع العربي مقالات لا معنى لها كي يهربوا من أخذ موقف من الربيع العربي.
أنا مع استمرار حيوية أدونيس، ولكن ينبغي عليه أن يمارس نقداً ذاتياً على شعره، وألا يظن أن كل ما يكتبه جيد لأن الشاعر عندما يفقد نقده الذاتي على شعره يعلن نهايته أي يقع في النرجسية الميتة والعقيمة".
___