ماركوني (غوليلم)
Marconi (Guglielmo-) - Marconi (Guglielmo-)
ماركوني (غُوليلمو ـ)
(1874 ـ 1937)
ولد غوليلمو ماركوني Guglielmo Marconi في مدينة بولونيا Bologna بإيطاليا لأم إيرلندية وأب إيطالي ثري. تلقى تعليمه في مدارس خاصة بمدينته وفي فلورنسا Florence وليغهورن Leghorn، ثم تابع دراسته في معهد ليفورنو Livorno للتقانة. وقد لفت انتباهه هناك - وهو ابن ستة عشرة سنة - مقال ذُكر فيه إمكانية استخدام أمواج الراديو لتأمين الاتصال بين نقطة وأخرى من دون أسلاك. وكانت أحدث وسيلة للاتصال حينئذٍ هي استخدام البرق السلكي. وكان هرتز [ر] Hertz قد تمكن عام 1888 من توليد الأمواج الراديوية باستخدام وشيعة رومكورف Ruhmkorff coil وذلك بانطلاق شرارة بين مسريين تفصل بينهما مسافة 30سم، ومن التقاطها من على مسافة محدودة مخبرياً.
عزم ماركوني على التصدي لمسألة تأمين الاتصال بين نقطتين لاسلكياً، وشرع بإجراء تجارب قريباً من منزله في بولونيا، وقد تمكن في عام واحد من إرسال إشارات مسافة تتجاوز مدى الرؤية بل تقع خلف تلة، واستقبالها كذلك، وأعانه على ذلك أخ له، ومما ساعده على إنجازه ذاك استخدامه وسيلة كشف ابتكرها إدوارد برانلي E.Branly تسمى coherer، أي المتماسكة؛ وهي عبارة عن برادة من معدني الفضة والزنك (التوتياء) موضوعة في أنبوب زجاجي تصبح جيدة التوصيل للتيار الكهربائي عند تعرضها لموجة كهرمغنطيسية وتعود إلى التوصيل الرديء بالنقر عليها، وهكذا فهي وسيلة تصلح لأغراض البرق اللاسلكي. ثم زاد المسافة إلى ميلين، وحاز براءة اختراع بذلك عام 1896. إلا أن الحكومة الإيطالية لم تعر ذلك الإنجاز الرائع الاهتمام الكافي، بخلاف البحرية البريطانية التي وجدت في ذلك ضالتها وبادرت إلى تركيب تجهيزات ماركوني في بعض سفنها. وقام ماركوني عام1897 بإنشاء شركة في لندن للعناية بالبرق اللاسلكي فتمكن من زيادة مدى التقاط إشاراته اللاسلكية عام 1899 حتى غدت تغطي المسافة الفاصلة بين شاطئ بريطانيا وشاطئ فرنسا.
ظن كثيرون أن تحدب سطح الأرض سيحول دون انتشار أمواج الراديو إلى أكثر من200 ميل، إلا أن ماركوني تمكن عام 1901 من إرسال هذه الأمواج والتقاطها بعد قطعها المحيط الأطلسي، وعلت الجميع دهشة عارمة لهذا الإنجاز، وتلا ذلك تطور سريع للصناعات اللاسلكية، وانتشر استخدام نظامه في البحرية البريطانية والإيطالية وغيرهما.
استمر ماركوني في تحسين معداته و تقديم المزيد من مبتكراته، و انتشرت تجهيزاته حتى غدت في خدمة الجماهير عام 1907. و في عام 1909 حاز ماركوني جائزة نوبل في الفيزياء بالمشاركة مع كارل براون Karl Ferdinand Braun الذي أدخل تحسينات على أجهزة الإرسال التي استخدمها مما زاد من مدى عملها وحسَّن من أدائها. وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى قام ماركوني بتطوير أنظمة إرسال واستقبال تعمل بالأمواج الراديوية القصيرة بهدف الحفاظ على سرية الاتصالات اللاسلكية في القوات المسلحة الإيطالية.
حاز ماركوني شهادة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات، كما أحرز ميداليات عديدة منها ميدالية جون فرتز John Fritz وميدالية كلفن Kelvin وميدالية ألبرت Albert للجمعية الملكية للفنون، وفي عام 1914 انتخب عضواً في مجلس الشيوخ الإيطالي، وأطلق عليه لقب مركيز عام 1929 وغدا عام 1930 رئيساً للأكاديمية الملكية في إيطاليا.
توفي في روما بعد أن شق الطريق لتطور الراديو (المذياع) والتلفاز وغيرهما من مبتكرات العصر الحديث.
أحمد حصري
Marconi (Guglielmo-) - Marconi (Guglielmo-)
ماركوني (غُوليلمو ـ)
(1874 ـ 1937)
ولد غوليلمو ماركوني Guglielmo Marconi في مدينة بولونيا Bologna بإيطاليا لأم إيرلندية وأب إيطالي ثري. تلقى تعليمه في مدارس خاصة بمدينته وفي فلورنسا Florence وليغهورن Leghorn، ثم تابع دراسته في معهد ليفورنو Livorno للتقانة. وقد لفت انتباهه هناك - وهو ابن ستة عشرة سنة - مقال ذُكر فيه إمكانية استخدام أمواج الراديو لتأمين الاتصال بين نقطة وأخرى من دون أسلاك. وكانت أحدث وسيلة للاتصال حينئذٍ هي استخدام البرق السلكي. وكان هرتز [ر] Hertz قد تمكن عام 1888 من توليد الأمواج الراديوية باستخدام وشيعة رومكورف Ruhmkorff coil وذلك بانطلاق شرارة بين مسريين تفصل بينهما مسافة 30سم، ومن التقاطها من على مسافة محدودة مخبرياً.
ظن كثيرون أن تحدب سطح الأرض سيحول دون انتشار أمواج الراديو إلى أكثر من200 ميل، إلا أن ماركوني تمكن عام 1901 من إرسال هذه الأمواج والتقاطها بعد قطعها المحيط الأطلسي، وعلت الجميع دهشة عارمة لهذا الإنجاز، وتلا ذلك تطور سريع للصناعات اللاسلكية، وانتشر استخدام نظامه في البحرية البريطانية والإيطالية وغيرهما.
استمر ماركوني في تحسين معداته و تقديم المزيد من مبتكراته، و انتشرت تجهيزاته حتى غدت في خدمة الجماهير عام 1907. و في عام 1909 حاز ماركوني جائزة نوبل في الفيزياء بالمشاركة مع كارل براون Karl Ferdinand Braun الذي أدخل تحسينات على أجهزة الإرسال التي استخدمها مما زاد من مدى عملها وحسَّن من أدائها. وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى قام ماركوني بتطوير أنظمة إرسال واستقبال تعمل بالأمواج الراديوية القصيرة بهدف الحفاظ على سرية الاتصالات اللاسلكية في القوات المسلحة الإيطالية.
حاز ماركوني شهادة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات، كما أحرز ميداليات عديدة منها ميدالية جون فرتز John Fritz وميدالية كلفن Kelvin وميدالية ألبرت Albert للجمعية الملكية للفنون، وفي عام 1914 انتخب عضواً في مجلس الشيوخ الإيطالي، وأطلق عليه لقب مركيز عام 1929 وغدا عام 1930 رئيساً للأكاديمية الملكية في إيطاليا.
توفي في روما بعد أن شق الطريق لتطور الراديو (المذياع) والتلفاز وغيرهما من مبتكرات العصر الحديث.
أحمد حصري