لهاسا Lhasa - Lhasa
لهاسا
لهاسا Lhasa مدينة في جمهورية الصين الشعبية، وعاصمة لإقليم التبت الذي يتمتع باستقلال ذاتي، يرد ذكرها في بعض المراجع العربية تحت اسم لاسا من دون حرف الهاء.
تقع في القسم الجنوبي الشرقي من هضبة التبت، وتشرف على الحواف الشمالية لجبال الهيمالايا، ترتفع 3600م فوق مستوى سطح البحر، وتعدّ بذلك ثاني مدينة في العالم ارتفاعاً، بعد مدينة لاباز في بوليفيا، يجتازها نهر تسنغ بو Zangbo، وهو الاسم التبتي لنهر براهمابوترا Brahmaputra الذي ينبع من هضبة التبت، ويجتاز كلاً من الهند وبنغلادش ليصب في المحيط الهندي، بعد أن يقطع ثلاثة آلاف كيلومتر بين المنبع والمصب.
تختلف المصادر في ذكرها أعداد سكان المدينة، إذ يشير بعضها إلى أنه يراوح بين 100-110 آلاف نسمة، وذلك في فترة الثمانينات من القرن العشرين، وحسب إحصائية عام2000 وصل العدد إلى 384 ألف نسمة. ومن المرجح أن يكون هذا العدد صحيحاً، ذلك لأن الحكومة الصينية أولت هذه المدينة ومنطقتها أهمية كبيرة، حيث أنشأت فيها العديد من الصناعات التي تعتمد على المواد الأولية المتوافرة في تلك المنطقة من ناحية، ونقلت إليها كثيراً من الأيدي العاملة في تلك الصناعات من ناحية ثانية سواء أكانت صناعة مواد البناء بالدرجة الأولى أم صناعة المواد الغذائية والمنسوجات وخاصة الصوفية والقطنية والحريرية بالدرجة الثانية،إضافة إلى صناعة المزركشات والمطرزات الحريرية والعُدد المكنية.
تحتل مدينة لهاسا مكانة متميزة عند التبتيين، إذ يطلقون عليها اسم مدينة الشمس أو المدينة المقدسة، كونها مقراً روحياً للكهنة البوذيين أتباع الديانة اللامية الذين يسيطرون على مختلف أوجه الحياة العامة، هذا من جانب ومن جانب آخر فإنها كانت مقراً لزعيم الكهنة الذي يدعى «الدالاي لاما»، لذلك لاغرابة إن شاهد المرء في هذه المدينة العشرات من الأديرة والمعابد المنتشرة في شتى أرجاء المدينة، والتي من أشهرها وأكثرها قداسة عند أهل المدينة، معبد جوكانغ Jokhang الذي يضم تمثالاً نفيساً لبوذا.
مدينة لهاسا
ولعلَّ من أشهر معالم لهاسا الأثرية قصر «بوتالا» الذي شيده «الدالاي لاما» الأول قبيل منتصف القرن السابع عشر 1645م والذي يقع بالقرب منها، ويحوي على ألف حجرة وتحول إلى متحف في الوقت الحاضر، وكان هذا القصر المقر الرئيسي «للدالاي لاما» منذ ذلك التاريخ حتى عام 1959، عندما ضمت الصين إقليم التبت إليها ففر «الدالاي لاما» إلى الهند، والتجأ إليها.
كانت لهاسا تدعى بالمدينة المحرمة لبعدها وارتفاعها وصعوبة مسالكها من ناحية، ولأن رجال الدين التبتيين يناصبون الأجانب العداء من ناحية ثانية، وحتى عام 1904 كان محرماً على الأوربيين دخول هذه المدينة.
إن موقع المدينة على ارتفاع عال وبُعدها عن المؤثرات البحرية جعل مناخها ينتمي إلى مناخ الأقاليم الجبلية القاري، حيث تكون درجة الحرارة شتاءً ما بين -2 ْم حتى -4 ْ درجة مئوية، في حين يكون فصل الصيف لطيفاً حيث تراوح درجة الحرارة بين 14- 18 درجة مئوية، أمطارها شتوية تراوح بين700- 1000مم سنوياً.
ولأهمية هذه المدينة وموقعها فقد عملت الحكومة الصينية على تشجيع السياحة بتحسين وضع طرق المواصلات، والنقل بالسيارات بدلاً من الاعتماد على الخيول وحيوان الياك، وأصبحت لهاسا ترتبط مع العديد من مناطق الصين بعدد من الطرق التي ترتفع في بعض الأحيان إلى 4200م، وقد وصلت أطوال الطرق التي تربطها مع المناطق المجاورة لها إلى 2413كم، متسلقة الجبال ومجتازة الأودية والمجاري التي يعلوها عدد كبير من الجسور الطويلة والضخمة، كما أقامت الحكومة الصينية مطاراً يبعد عن المدينة 100كم من أجل تشجيع السياحة والنقل من وإلى هذه المدينة، وتبقى لهاسا محط أنظار التبتيين الذين يأتون إليها من كل أنحاء البلاد لقدسيتها عند أتباع الديانة البوذية عموماً واللامية خصوصاً.
محمد صافيتا
لهاسا
لهاسا Lhasa مدينة في جمهورية الصين الشعبية، وعاصمة لإقليم التبت الذي يتمتع باستقلال ذاتي، يرد ذكرها في بعض المراجع العربية تحت اسم لاسا من دون حرف الهاء.
تقع في القسم الجنوبي الشرقي من هضبة التبت، وتشرف على الحواف الشمالية لجبال الهيمالايا، ترتفع 3600م فوق مستوى سطح البحر، وتعدّ بذلك ثاني مدينة في العالم ارتفاعاً، بعد مدينة لاباز في بوليفيا، يجتازها نهر تسنغ بو Zangbo، وهو الاسم التبتي لنهر براهمابوترا Brahmaputra الذي ينبع من هضبة التبت، ويجتاز كلاً من الهند وبنغلادش ليصب في المحيط الهندي، بعد أن يقطع ثلاثة آلاف كيلومتر بين المنبع والمصب.
تختلف المصادر في ذكرها أعداد سكان المدينة، إذ يشير بعضها إلى أنه يراوح بين 100-110 آلاف نسمة، وذلك في فترة الثمانينات من القرن العشرين، وحسب إحصائية عام2000 وصل العدد إلى 384 ألف نسمة. ومن المرجح أن يكون هذا العدد صحيحاً، ذلك لأن الحكومة الصينية أولت هذه المدينة ومنطقتها أهمية كبيرة، حيث أنشأت فيها العديد من الصناعات التي تعتمد على المواد الأولية المتوافرة في تلك المنطقة من ناحية، ونقلت إليها كثيراً من الأيدي العاملة في تلك الصناعات من ناحية ثانية سواء أكانت صناعة مواد البناء بالدرجة الأولى أم صناعة المواد الغذائية والمنسوجات وخاصة الصوفية والقطنية والحريرية بالدرجة الثانية،إضافة إلى صناعة المزركشات والمطرزات الحريرية والعُدد المكنية.
تحتل مدينة لهاسا مكانة متميزة عند التبتيين، إذ يطلقون عليها اسم مدينة الشمس أو المدينة المقدسة، كونها مقراً روحياً للكهنة البوذيين أتباع الديانة اللامية الذين يسيطرون على مختلف أوجه الحياة العامة، هذا من جانب ومن جانب آخر فإنها كانت مقراً لزعيم الكهنة الذي يدعى «الدالاي لاما»، لذلك لاغرابة إن شاهد المرء في هذه المدينة العشرات من الأديرة والمعابد المنتشرة في شتى أرجاء المدينة، والتي من أشهرها وأكثرها قداسة عند أهل المدينة، معبد جوكانغ Jokhang الذي يضم تمثالاً نفيساً لبوذا.
مدينة لهاسا
ولعلَّ من أشهر معالم لهاسا الأثرية قصر «بوتالا» الذي شيده «الدالاي لاما» الأول قبيل منتصف القرن السابع عشر 1645م والذي يقع بالقرب منها، ويحوي على ألف حجرة وتحول إلى متحف في الوقت الحاضر، وكان هذا القصر المقر الرئيسي «للدالاي لاما» منذ ذلك التاريخ حتى عام 1959، عندما ضمت الصين إقليم التبت إليها ففر «الدالاي لاما» إلى الهند، والتجأ إليها.
كانت لهاسا تدعى بالمدينة المحرمة لبعدها وارتفاعها وصعوبة مسالكها من ناحية، ولأن رجال الدين التبتيين يناصبون الأجانب العداء من ناحية ثانية، وحتى عام 1904 كان محرماً على الأوربيين دخول هذه المدينة.
إن موقع المدينة على ارتفاع عال وبُعدها عن المؤثرات البحرية جعل مناخها ينتمي إلى مناخ الأقاليم الجبلية القاري، حيث تكون درجة الحرارة شتاءً ما بين -2 ْم حتى -4 ْ درجة مئوية، في حين يكون فصل الصيف لطيفاً حيث تراوح درجة الحرارة بين 14- 18 درجة مئوية، أمطارها شتوية تراوح بين700- 1000مم سنوياً.
ولأهمية هذه المدينة وموقعها فقد عملت الحكومة الصينية على تشجيع السياحة بتحسين وضع طرق المواصلات، والنقل بالسيارات بدلاً من الاعتماد على الخيول وحيوان الياك، وأصبحت لهاسا ترتبط مع العديد من مناطق الصين بعدد من الطرق التي ترتفع في بعض الأحيان إلى 4200م، وقد وصلت أطوال الطرق التي تربطها مع المناطق المجاورة لها إلى 2413كم، متسلقة الجبال ومجتازة الأودية والمجاري التي يعلوها عدد كبير من الجسور الطويلة والضخمة، كما أقامت الحكومة الصينية مطاراً يبعد عن المدينة 100كم من أجل تشجيع السياحة والنقل من وإلى هذه المدينة، وتبقى لهاسا محط أنظار التبتيين الذين يأتون إليها من كل أنحاء البلاد لقدسيتها عند أتباع الديانة البوذية عموماً واللامية خصوصاً.
محمد صافيتا