ليرنر (اي، ) Lerner I. M. - Lerner I. M.
ليرنر (آي. إم. ـ)
(1910 ـ 1977)
آي إم. ليرنر I. M. Lerner عالم وراثي قدم إسهامات جيدة في مجالات علوم وراثة المجموعات population genetics، والوراثة الكمية quantitative genetics والتطور evolution، وعلوم تربية الحيوان والدواجن.
كان والده تاجراً روسياً في هاربين Harbin بمنشوريا، وقد تأثرت تجارته بعد الثورة البلشفية، فتابع ابنه الدراسة في مدارس خاصة ثم رسمية، وحصل عام 1927 على دبلوم من مدرسة تجارية. وابتدأ بعدها يفكر في الهجرة إلى أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية. ولصعوبات الهجرة إلى الولايات المتحدة آنذاك فقد قرر الهجرة إلى كندا التي كانت تستقدم مهاجرين للعمل الزراعي فيها.
وصل ليرنر إلى ڤانكوفر Vancouver في العام المذكور وباشر العمل في الزراعة ورعاية الدواجن في جامعة بريتيش كولومبيا British Columbia، وسرعان ما عُيّن فيها مساعداً لباحث في وراثة الدواجن. وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير تحت إشرافه. وفي عام 1931 التقى العالم المشهور ثيودوسيوس دُبزهانسكي Theodosius Dobzhansky في ڤانكوفر وتأثر باهتمامه الشديد ببحوث الوراثة، وبعد عامين حصل على منحة دراسية من قسم الدواجن بجامعة كاليفورنيا في بركلي Berkeley، ونال منها درجة الدكتوراه في الوراثة وعُين مدرساً فيها. ومنذ ذلك الحين تحدد مصيره العلمي والعملي في مجال تربية الدواجن، ثم ترقى فيها وصولاً إلى درجة أستاذ، وأمضى فيها مدة 25 عاماً.
نشر ليرنر في سنوات عمله في بركلي أكثر من 175 بحثاً علمياً، وكانت من جملة اهتماماته بحوث عدة تتعلق بوراثة عدد من المكونات التي ترتبط بإنتاج البيض، وبآثار الاصطفاء selection [ر. الاصطفاء الحيواني] المترافق مع التربية الداخلية [ر: القرابة الوراثية] وموضوعات وراثية أخرى. وأسهمت هذه الدراسات في تنفيذ أدلة selection indices استخدمها مربو الدجاج على نطاق واسع، ومن ثم حققوا زيادات كبيرة في إنتاج البيض.
نشر ليرنر كتابين أولهما عام 1950، وكان عنوانه «وراثة المجموعات والتحسين الحيواني» Population Genetics and Animal Improvement، والثاني في عام 1958 بعنوان «الأسس الوراثية للاصطفاء» Genetic Basis of Selection. وكان لهما دور مهم في نقل تربية الحيوان من «فن» إلى «علم» مبني على الوراثة المندلية المتعددة العوامل. ونشر كتاباً آخرَ في عام 1954بعنوان «الاستتباب الوراثي» Genetic Homeostasis حدد فيه نظريات مهمة تربط ما بين الاصطفاء الطبيعي والنشوء. واهتم في أثناء الخمسينيات من القرن العشرين باستخدام الحيوانات المخبرية والمدجَّنة في دراسات تلقي الضوء على الأسس الوراثية للاصطفاء والنشوء. وفي أثناء الستينيات من القرن نفسه، حتى وفاته انتقلت أعماله تدريجياً من البحث العلمي إلى الأنشطة الإدارية والتحكيمية العلمية. وشرح العوامل الوراثية المختلفة المتعلقة بالنشوء من خلال محاضرات ودراسات عدة، وعمل محرراً في المجلة العلمية المسماة Evolution، وسكرتيراً للسلطة الدولية للمؤتمرات الوراثية International Commission on Genetic Congresses.
اهتم في أثناء حياته الجامعية بالتدريس، ووضع كتاباً بعنوان «الوراثة، التطور والمجتمع» Heredity, Evolution and Society، ورافقه مقرر دراسي يشرح لغير المختصين دور العلم في صياغة السياسات العامة. ولقي كل من المقرر والكتاب نجاحاً كبيراً.
حصل ليرنر على جوائز تقديرية عدة، وكان من أهمها- من وجهة نظره- انتخابه عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences، وفي الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب American Academy of Arts and Sciences، إضافة إلى عدد كبير من الجوائز العلمية ودرجات الشرف من جامعات وهيئات علمية أمريكية وأوربية.
أسامة عارف العوا
ليرنر (آي. إم. ـ)
(1910 ـ 1977)
آي إم. ليرنر I. M. Lerner عالم وراثي قدم إسهامات جيدة في مجالات علوم وراثة المجموعات population genetics، والوراثة الكمية quantitative genetics والتطور evolution، وعلوم تربية الحيوان والدواجن.
كان والده تاجراً روسياً في هاربين Harbin بمنشوريا، وقد تأثرت تجارته بعد الثورة البلشفية، فتابع ابنه الدراسة في مدارس خاصة ثم رسمية، وحصل عام 1927 على دبلوم من مدرسة تجارية. وابتدأ بعدها يفكر في الهجرة إلى أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية. ولصعوبات الهجرة إلى الولايات المتحدة آنذاك فقد قرر الهجرة إلى كندا التي كانت تستقدم مهاجرين للعمل الزراعي فيها.
وصل ليرنر إلى ڤانكوفر Vancouver في العام المذكور وباشر العمل في الزراعة ورعاية الدواجن في جامعة بريتيش كولومبيا British Columbia، وسرعان ما عُيّن فيها مساعداً لباحث في وراثة الدواجن. وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير تحت إشرافه. وفي عام 1931 التقى العالم المشهور ثيودوسيوس دُبزهانسكي Theodosius Dobzhansky في ڤانكوفر وتأثر باهتمامه الشديد ببحوث الوراثة، وبعد عامين حصل على منحة دراسية من قسم الدواجن بجامعة كاليفورنيا في بركلي Berkeley، ونال منها درجة الدكتوراه في الوراثة وعُين مدرساً فيها. ومنذ ذلك الحين تحدد مصيره العلمي والعملي في مجال تربية الدواجن، ثم ترقى فيها وصولاً إلى درجة أستاذ، وأمضى فيها مدة 25 عاماً.
نشر ليرنر في سنوات عمله في بركلي أكثر من 175 بحثاً علمياً، وكانت من جملة اهتماماته بحوث عدة تتعلق بوراثة عدد من المكونات التي ترتبط بإنتاج البيض، وبآثار الاصطفاء selection [ر. الاصطفاء الحيواني] المترافق مع التربية الداخلية [ر: القرابة الوراثية] وموضوعات وراثية أخرى. وأسهمت هذه الدراسات في تنفيذ أدلة selection indices استخدمها مربو الدجاج على نطاق واسع، ومن ثم حققوا زيادات كبيرة في إنتاج البيض.
نشر ليرنر كتابين أولهما عام 1950، وكان عنوانه «وراثة المجموعات والتحسين الحيواني» Population Genetics and Animal Improvement، والثاني في عام 1958 بعنوان «الأسس الوراثية للاصطفاء» Genetic Basis of Selection. وكان لهما دور مهم في نقل تربية الحيوان من «فن» إلى «علم» مبني على الوراثة المندلية المتعددة العوامل. ونشر كتاباً آخرَ في عام 1954بعنوان «الاستتباب الوراثي» Genetic Homeostasis حدد فيه نظريات مهمة تربط ما بين الاصطفاء الطبيعي والنشوء. واهتم في أثناء الخمسينيات من القرن العشرين باستخدام الحيوانات المخبرية والمدجَّنة في دراسات تلقي الضوء على الأسس الوراثية للاصطفاء والنشوء. وفي أثناء الستينيات من القرن نفسه، حتى وفاته انتقلت أعماله تدريجياً من البحث العلمي إلى الأنشطة الإدارية والتحكيمية العلمية. وشرح العوامل الوراثية المختلفة المتعلقة بالنشوء من خلال محاضرات ودراسات عدة، وعمل محرراً في المجلة العلمية المسماة Evolution، وسكرتيراً للسلطة الدولية للمؤتمرات الوراثية International Commission on Genetic Congresses.
اهتم في أثناء حياته الجامعية بالتدريس، ووضع كتاباً بعنوان «الوراثة، التطور والمجتمع» Heredity, Evolution and Society، ورافقه مقرر دراسي يشرح لغير المختصين دور العلم في صياغة السياسات العامة. ولقي كل من المقرر والكتاب نجاحاً كبيراً.
حصل ليرنر على جوائز تقديرية عدة، وكان من أهمها- من وجهة نظره- انتخابه عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences، وفي الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب American Academy of Arts and Sciences، إضافة إلى عدد كبير من الجوائز العلمية ودرجات الشرف من جامعات وهيئات علمية أمريكية وأوربية.
أسامة عارف العوا