لسكوف(نيقولاي سيميونوفيتش)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لسكوف(نيقولاي سيميونوفيتش)

    لسكوف (نيقولاي سيميونوفيتش) Leskov (Nikolay Semyonovich-) - Leskov (Nikolay Semyonovich-)
    لسكوڤ (نيقولاي سيميونوفيتش ـ)

    ( 1831ـ 1895)



    نيقولاي سيميونوڤيتش لسكوڤ Nikolay Simeonovich Leskov كاتب وروائي روسي، اشتهر برواياته الساخرة. وُلد في بلدة غوروخوڤو Gorokhovo من إقليم أُريول Oreol، حيث كان أبوه موظفاً صغيراً في محكمة الجنايات، وتوفي في بطرسبورغ.

    أمضى لسكوڤ طفولته في دار أحد أقربائه في بلدته، ثم انتقل إلى العيش مع أبيه في دار ريفية في ضواحي البلدة، وأتم علومه الأولى في المدرسة الثانوية هناك. توفي أبوه وهو في السادسة عشرة من عمره فاضطر إلى القبول بوظيفة متواضعة في المحكمة، وانتقل بعد عامين إلى العيش مع خاله الأستاذ في كلية الطب في كييڤ، حيث خالط الطبقات المثقفة وتعرف عدداً من كبار الأدباء فيها وتأثر بهم. أسَرَته كييڤ بعمارتها القديمة وفنونها، ودرس اللغتين الأُكرانية والبولندية. استقر في بطرسبورغ في عام 1861، وتفرغ للكتابة والأدب مستهلاً نشاطه بمقالات وتعليقات ساخرة في الصحف. أبدع سلسلة من الحكايات الواقعية مثل «عمل الإطفاء» Pogaschee delo (1862) و«الساخر» Yazvitelney (1863) و«الليدي ماكبث من قضاء مْتْسينْسك» Ledy Makbet Mtsenskogo Uezda (1865)، التي صارت موضوع أوبرا للموسيقار شوستاكوڤيتش [ر]، وكذلك مسرحية «المبذر» Rastotchitel (1867) التي استعرض فيها الحياة في روسيا.

    كتب قصصاً وروايات عدة موجهة ضد الجيل الجديد باسم مستعار هو م. ستبنيتسكي M.Stebnitskey، منها قصة «ثور المسك» Ovtsebik (1863) ، و«لا إلى أي مكان» Nekouda (1864)، و«المهمَلون» Oboidionneye (1865).

    حاول لسكوڤ البرهان على إخفاق المعسكر الثوري في روسيا وعدم وجود تربة له، فرسم صوراً هزلية ساخرة للعدميين nihilists في قصته «إنسان غامض» Zagadochney chelovek (1870)، مع أنه لم يرَ نفسه خصماً لهم، وإنما أراد أن يقدم نماذج عن المغالين منهم.

    في أواسط سبعينيات القرن التاسع عشر حدث تحول ملحوظ في تصورات لسكوڤ، فعمد إلى تصوير الواقع الاجتماعي لروسيا القيصرية بأسلوب ساخر في روايته الطويلة «المضحك المبكي» Smekh I gore (1871). وشرع في رسم لوحة كاملة لنماذج الورعين والأتقياء والوطنيين المناضلين والموهوبين، فكتب رواية «الكنسيون» Soboryane (1872)، وقصة «الغريب المفتون» Ocharovanney strannik وغيرها. وقد جمع لسكوڤ في شخصه وأدبه بين الثقة والشك وبين المثالية والريبة، وعبّر عن اعتقاد راسخ بأصالة الشعب الروسي وقواه الخلاقة، وبرزت هذه الصفات على وجه الخصوص في قصته الساخرة «الإرادة الحديدية» Jeleznaya vola (1876)، وفي «حكاية الأحول الأعسر من تولا والبرغوث الفولاذي» Skaz o toulskoy kosoy levshe I o stalnoy blokhe (1881)، وبطلها حداد أعسر أحول غير أنه ماهر في صنعته، يتصدى لرجال في السلطة فاقدي الضمير، ومع أن نهايته كانت مأساوية فقد تمكن من تحقيق نصر معنوي. ولغة الحكاية أصيلة بليغة كثيرة الألوان، يتحدث بطلها بلغة فكهة ساخرة إلى مجتمع غريب عنه، فيطرح مفاهيم كثيرة بعباراته الخاصة، أو يخترع تراكيب لغوية جديدة.

    تعزز تقرُّب لسكوڤ من المعسكر الديمقراطي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن التاسع عشر ، فنهج على نقد النظام الاجتماعي القائم في روسيا القيصرية، وأعاد النظر في كثير من قناعاته السابقة في قصصه التي كتبها في تلك الحقبة - وخاصة في قصتيه «وسيلة بسيطة» Prostoe sredstvo (1917)، و«كياسة إدارية» Administrativnaya gratsiya (1934) - والتي يكشف فيها سيئات الحكم المطلق والجهاز الإداري في روسيا، ويبدي تعاطفاً مع البرجوازية الواعية.

    برع لسكوڤ في فن النقد السياسي الساخر، وخاصة في قصته «يوم شتوي» Zimny den (1894)، غير أن المثالي عنده ليس ثورياً وإنما واعظ ومبشر يسعى إلى إصلاح المجتمع والنظام بالإقناع الروحي والدعوة للتقيد بمُثُل الإنجيل والخير والعدالة. أما آخر قصة كتبها فكانت «جحر الأرنب» Zayachiy remiz (1891-1894) ونشرت عام 1917، يسخر فيها من الرجعية السياسية في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر، ويستخدم الخيال الفكاهي وسيلة لرسم صور ساخرة للمحافظين وحراس النظام المعتادين على الصيد في الماء العكر.

    استطاع لسكوڤ أن يجمع بمهارة ومزاجٍ مرح بين الأسلوب الأدبي الرفيع والتعبير الشعبي في نتاج غني أثرى اللغة الروسية وحوّلها إلى لغة عصرية يفهمها الجميع.

    م.و.ج
يعمل...
X