مصور الشهر
رحلة بحرية في المراكب الشراعية مع اليستر بلاك
الإبحار في المراكب الشراعية رياضة بحرية مثيرة وتحتاج إلى مهارة وإختصاص ، وتصوير هذه الرياضة عملية تحتاج إلى نفس المهارة إضافة إلى الامكانيات الفوتوغرافية .
اليستر بلاك طبيب أسنان سابق ، ومصور متخصص حالياً ، إستطاع إنجاز أهم الأعمال في هذا المجال .
اليستر بلاك ما زال يتذكر خروجه من محطة القطارات في لندن ، عام ١٩٧٣ - وإلقائه نظرة على منصة للصحف والمجلات . حيث لفتـته نسخة مـن مـجـلة اليخوت والإبحـار باليخوت ( Yachts and Yachfing ) وعليها صورة بيضاء وسوداء لسبـاق زوارق التجذيف تغطي صفحة الغلاف الأولى . يومها انتابتـه احـاسيس لم يشعـر بهـا منـذ سنوات .
وبـلاك واحـد مـن أصحـاب القرارات السريعة في علاج الملل وهو يقول : « إذا أصبح عملك مملا ، إفعل شيئاً آخر . . في العام ۱۹۷۳ ، كان قد بلغ مرحلة كآبة مع الأربعينيات من عمره بينما الحياة منفتحة امامه . كان طبيب اسنان متخصص في الجـراحـة التقويميـة ، يمـارس أعـمـالـه المـزدهـرة هـذه على الشاطيء الإنجليزي الجنوبي ويعيش حياة ميسورة مريحة مع زوجته وأولاده الأربعة ، إلا أنه بعد عشرين سنة من الإحتراف ، بدأ يشعر ان طب الأسنان لم يعد فيه تحد يواجهه وراح حماسه لعمله يقـل ويقـل بصورة مستمرة .
في هذا المجال قال :
- انت تشعر بطمانينة كبيرة کانسان محترف تمارس مهمـاتك واثقاً من العيش حياة مريحة . ولـكـنـنـي شـعـرت أن الحـيـاة تتجاوزني .
هنالك عنصر آخـر ازعجه هـو - انـه رغم كثـرة مـمـارستـه لعمله الاحـتـرافي ، لم يـلـتـق سـوى أشخاص لا يـرغـبـون بـزيـارتـه وينظرون إلى حرفته على انها عمل غير مرحب به .
قال بلاك :
- طب الأسنان هو مهنة توقع الكآبة في النفس أساساً ، وشعرت برغبة تدفعني الى القيام بعمل لطيف ، شيء مـا يفـرح النفس واعرف أن هذا يبدو سخيفاً ، إلا أن فكرة ابتداع صورة جميلة كانت عنصراً مهماً رغم كل شيء .
في ذلك الوقت كان بلاك بخـار زوارق تجذيف مـاهـر ومصـوراً فـوتـوغـرافيـا هـاويـاً ينتمي إلى نادي الكاميرا . . بدا ينظر إلى صور الإبحار بعين الناقد وشعر انها تفتقر إلى الإثارة التي كانت جوهر الإبحار في جو عاصف . من هنا راح يلتقط صوراً بكـاميـرا خاصة للتصوير تحت الماء . قال عن ذلك .
- رايت ان هنالك مجالا لممارسة التصوير الفوتوغرافي باسلوب مـخـتـلف . اردت الابتعاد عن الصور الوجهية التقليدية وانتاج صور تعبر عن جوهر موضوعها وعن حقيقة ما يدور بقوة .
ثم كانت مشاركته في حلقـة دراسية صيفية في ساوث ويلز ، وقد استغرقت اسبوعين وعملت كنقطة تحول عنده . فقد دعي للانضمام الى « كلية لندن للطبع . كتلميذ خاص ، ممـا يعني إنـه يستطيع حضور المحاضرات التي يعتبـرهـا مفيدة له ويتجـاهـل الباقي ، وهكذا بدون ندم ، خرج بلاك من الـعـالم المـحـتـرم لطب الأسنان واصبح تلميذاً مع شبان في سن اولاده ، حدث انهم الهموه بافكار كانوا أكثر كسلا من العمل عليها ، بينما
تاثروا هـم أنفسهم بتلهفه لاكتساب المعرفة والخبرة في حقل عمل جديد .
في هذا الوقت كـان يـعمـل بكاميرا . نيكونوز ، للتصـويـر تحت الماء مع عدسة ٣٥ ملم ما لبثت أن دغمت بعدسة ، نيكور ٢١ ملم مع تعليبة مانعة لتسرب المـاء تغلف الكاميرا . كمـا أنـه استعمـل فيـلم كـوداكـروم ٦٤ ومرشح کوه ( Skylight ) جيلاتينية داخل العدسات رغم انه تخلى فيما بعد عن المرشحات لانهـا مـالت الى إعطاء السحب مسحة قرنفلية .
بعد سنتين قضاهما في الكلية حيث تلقى محـاضـرات من قبـل محترفين ، تعلم بـلاك ان يكـون مغامراً أكثر في مجال تصويره الفوتوغرافي وادرك أن الضرورة تدعوه الى السفر وهكذا فعل في شباط فبراير ١٩٧٥ ، حيث حزم حـقـائبـه وانطلق إلى الولايات المتحدة لتغطية ، دورة سبـاق المحيط الجنوبي ، وبينما هو هناك ، أدرك أن مواقع الالتقاط التقليدية ، من الشاطيء أو من الزوارق ، اعطت مجالا محدوداً .
من هنـا وبمبادرة نمـوذجيـة عنده ، استاجر طائرة هليكوكبتر .
وبينمـا هـو جـالس على البـاب المفتوح منفرج الساقين ، التقط مجموعة صور مذهلة للمراكب
الشراعيـة بسواريهـا الـعـالـيـة تلقفتهـا منه المجـلات الأميركيـة على الفور قال انه كان محظوظاً .
إلا انه تميز ببعد نظر رائع دون شك حتى انه عام ١٩٧٧ انتج اول روزنامة - تقويم سنويـة للإبحـار بـاليخـوت ذاع صيتها وحملت إسمه Alastair Black Calender of Yachting او روزنامة اليستير بلاك للابحار باليخوت .
رسخ بهـا نفسـه كصاحب إسم مالوف بين أعضاء جمعية الابحار في أميريكا .
منذ ذلك الوقت ، ثـابـر على السفر باستمرار الى مناطق تجري فيها دورات بطولة للابـحـار باليخوت حول العالم . ومع ازدياد المـنـاسـة بين المـصـوريـن الفوتوغرافيين لعمليات الابحار ازداد بلاك طموحاً ، وحول ذلك قال :
ـ فـي احـد الأوقـات كنت المصور الفوتوغرافي الوحيد الذي يعمل من طائرة هليكوبتر .
أما الآن ، فغالباً ما تجد ما يقرب من العشرة يفعلون ذلك ، الأمر الذي يجعل العمل محفوفة بالمخاطر فقد حدث في هاواي يـومـاً ان سقطت طائرة هليوكبتر تحمـل عدداً من المتفرجين في البحر . ومن حسن الحظ أنـه لم يغـرق أحد ، حيث انتي التقطت صوراً جيدة لعـمـليـات الانـقـاذ الدراماتيكية .
على أنه مع ازدحام الجو على هذا الشكل ، عاد بلاك الى اختيار البحر بالذات ، حيث راح يسبح مخترقاً الأمواج المتكسرة بزعائف رجلين وستـرات عـوم لتصـويـر المتزلجين مع الأمـواج وهم يقفزون فوق هذه الأمواج على مقربة منه وعلى الرغم مما في ذلك من انتعاش تطلب الكثير من الصبر والشجاعة كنت تجده يتخبط في الماء طيلة ساعات وهو ممسـك يـكـاميــرات « نيكون وتعليـبـه الـعمـل تـحـت المـاء وعدسته ال ٣٥ ملم ، بـانتـظار المـزيـج المناسب من الضوء
والريح والزاوية .
وهنا قال :
- في بعض الأحيان . قد تحصل على بعض اللقطات الجيدة وقد لا تحصل أحياناً على شيء ذلك انك تعتمد على الطبيعة إلى حد كبير ، ومن الضروري معـرفة الريـاضـة المعنيـة كليـا حتى تستطيع التكهن بمـا هـو مـوشك الحدوث .
تعلم بلاك التزلج مع الأمواج في انجلترا الا أنه يطيـر الى هاواي لالتقاط الصور الأكثـر
دراماتيكية ، لأن الأمواج هنـاك مشهود لها بالروعة وتعثر على أفضل المتزلجين على الأمواج في العالم . هؤلاء كما يقول بلاك يحبون ان يكونوا موضوعاً للتصوير الفوتوغرافي ولكنهم وصلوا معي إلى حـد طلب اجور عملهم كنمـاذج لي لعلمهم أنني ساتمكن من بيـع الصور التي التقطها لهم ! » .
هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي يعرض بلاك للعديد من مخاطر المهنة . فقد حدث له في
احدى المنـاسبـات على سبيل المثال ان اعطب زورقاً مطاطياً يستطيع احتمال ريح شديدة قوية ، عندما وجد نفسه في مسار زورق يعمـل بمحـرك . ولم يكن هناك مجال التفـادي للاصطدام وبلاك اعترف بذلك قائلاً لم تؤد مناورتي الماهرة الى نتيجة هذا هو كل ما في الأمر فانطلقت نحـو زورق كبير يعمـل بـمـحـرك وثقبت الزورق المطاطي .
اما الآن فلديه بحار دفة ماهر في مجـال مناورات الإبـحـار التي تقتضيها الحاجة ، وقد أصبح هذا تدبيرا ضروريا طالما أنه راح يمارس معظم تـصـويـره الفوتوغرافي من زورق كبير يعمل بمحـرك وينطلق بسرعة ، يكفي لملازمة يخوت السباق .
ويقول بلاك :
- رذاذ الماء المالح هو المشكلة الأكبر دائماً من هنا فانا احفظ معدات كاميرتي في أكياس نايلون طرية بينما الكاميرا حول رقبتي مغلفة بسترة ذات سحـاب امامي تفتح بسهولة اما عن الأسلوب . فهو أن تدير ظهرك للرذاذ ثم تتوقع لحظة انقطاع الرذاذ . فتستدير لتأخذ الصورة ، وتسارع الى تغطية الكاميرا ثانية قبلمـا يتطاير الرذاذ التالي تبعاً لصعود وهبوط الزورق على صفحـة الماء ويتابع بلاك :
عندما تكون الأحـوال نموذجية مع الكثير من الريح . والشمس من خلال السحب ، تاتي التجربة مثيرة منعشة تجد نفسك وانت جزء من عمليـة
الإبحار ، تحاول التقاط النشاط القائم في خلال العدسة .
الوقت الوحيد الذي يتمنى فيه بلاك لو أنه عاد إلى عـالم طب الأسنان - إختصاصه الأساسي - هو عندما يصاب بدوار البحر . ولكن هذا لا يصيبه الا عنـدمـا بنسی حبوب السفـر التـي يتعاطاها .
يقول في هذا الصدد .
- يـستـحـيـل عـلى مـصـور فوتوغرافي متخصص بتصوير عمليات الإبحار أن يسقط صريع دوار البحـر بسهولة ، ولكن هذا حصـل لـي ومـا زال يحصـل منـذ طفولتي ، عندما كنت اذهب لصيد
السمك ما زلت أذكر أحد الأيام عندما قضيت فترة بعد الظهر كلها وانـا مصـاب بـدوار البحر بين
الشباك .
إنه عضو في الجمعية الملكية الفوتوغرافية . . وقد حصـل عـلى لقب ، المـصـور الفوتوغرافي الرياضي للعام ٨٤ . فئة الألوان كما حاز على العديد من جوائز « أديداس » للتصوير
الفـوتـوغـرافـي الرياضي الاحترافي .
مع نمو شهرته وازديادها وتضاعف المهمات التي يجري تكليفه بها وجد بلاك نفسه ممزقا بين فكرة البقاء صغيراً يمارس العمل الفوتوغرافي كله وما يرافقه من اجـراءات إداريـة من تلقاء نفسه وفكرة انشاء مؤسسة اليستير بلاك ، تضمه مع أشخاص ينوبون عنه بمهام تسويق أعماله والعناية بشؤون مكتبة شفافياته الأخذة بالاتساع ولكنه بعدما سبق وعمل جماعيا مع ثلاثة من اطباء الأسنان ، صار يعطي قيمة كبيرة لبساطة عمله وحده وهو مسرور من العمل بين اشخـاص يتمتعون بما لديه من خبرة بدلا من التقهقر هاربين منها كما فعلوا في يوم من الأيام .
يعمل بلاك الآن على استكشاف اساليب التصوير الفوتوغرافي تحت الماء ، بعدما اتقن اسالیب الغوص وفنونه ، كما انه منهمك فـي احـتـمـالات الـتـصـويـر الفوتوغرافي القائم على السفر وهو يقول :
- لست مهتمـاً بمجـرد سـجـل بسيط ، بل بصور قوية ومثيرة ، ذلك النوع من الصور التي لا تعمد معظم المجلات الى اختيـارهـا ونشرها للأسف ، لأن المجـلات هذه تفتقر إلى ما يكفي من عنصر المغامرة⏹
هاري قوندقجیان
رحلة بحرية في المراكب الشراعية مع اليستر بلاك
الإبحار في المراكب الشراعية رياضة بحرية مثيرة وتحتاج إلى مهارة وإختصاص ، وتصوير هذه الرياضة عملية تحتاج إلى نفس المهارة إضافة إلى الامكانيات الفوتوغرافية .
اليستر بلاك طبيب أسنان سابق ، ومصور متخصص حالياً ، إستطاع إنجاز أهم الأعمال في هذا المجال .
اليستر بلاك ما زال يتذكر خروجه من محطة القطارات في لندن ، عام ١٩٧٣ - وإلقائه نظرة على منصة للصحف والمجلات . حيث لفتـته نسخة مـن مـجـلة اليخوت والإبحـار باليخوت ( Yachts and Yachfing ) وعليها صورة بيضاء وسوداء لسبـاق زوارق التجذيف تغطي صفحة الغلاف الأولى . يومها انتابتـه احـاسيس لم يشعـر بهـا منـذ سنوات .
وبـلاك واحـد مـن أصحـاب القرارات السريعة في علاج الملل وهو يقول : « إذا أصبح عملك مملا ، إفعل شيئاً آخر . . في العام ۱۹۷۳ ، كان قد بلغ مرحلة كآبة مع الأربعينيات من عمره بينما الحياة منفتحة امامه . كان طبيب اسنان متخصص في الجـراحـة التقويميـة ، يمـارس أعـمـالـه المـزدهـرة هـذه على الشاطيء الإنجليزي الجنوبي ويعيش حياة ميسورة مريحة مع زوجته وأولاده الأربعة ، إلا أنه بعد عشرين سنة من الإحتراف ، بدأ يشعر ان طب الأسنان لم يعد فيه تحد يواجهه وراح حماسه لعمله يقـل ويقـل بصورة مستمرة .
في هذا المجال قال :
- انت تشعر بطمانينة كبيرة کانسان محترف تمارس مهمـاتك واثقاً من العيش حياة مريحة . ولـكـنـنـي شـعـرت أن الحـيـاة تتجاوزني .
هنالك عنصر آخـر ازعجه هـو - انـه رغم كثـرة مـمـارستـه لعمله الاحـتـرافي ، لم يـلـتـق سـوى أشخاص لا يـرغـبـون بـزيـارتـه وينظرون إلى حرفته على انها عمل غير مرحب به .
قال بلاك :
- طب الأسنان هو مهنة توقع الكآبة في النفس أساساً ، وشعرت برغبة تدفعني الى القيام بعمل لطيف ، شيء مـا يفـرح النفس واعرف أن هذا يبدو سخيفاً ، إلا أن فكرة ابتداع صورة جميلة كانت عنصراً مهماً رغم كل شيء .
في ذلك الوقت كان بلاك بخـار زوارق تجذيف مـاهـر ومصـوراً فـوتـوغـرافيـا هـاويـاً ينتمي إلى نادي الكاميرا . . بدا ينظر إلى صور الإبحار بعين الناقد وشعر انها تفتقر إلى الإثارة التي كانت جوهر الإبحار في جو عاصف . من هنا راح يلتقط صوراً بكـاميـرا خاصة للتصوير تحت الماء . قال عن ذلك .
- رايت ان هنالك مجالا لممارسة التصوير الفوتوغرافي باسلوب مـخـتـلف . اردت الابتعاد عن الصور الوجهية التقليدية وانتاج صور تعبر عن جوهر موضوعها وعن حقيقة ما يدور بقوة .
ثم كانت مشاركته في حلقـة دراسية صيفية في ساوث ويلز ، وقد استغرقت اسبوعين وعملت كنقطة تحول عنده . فقد دعي للانضمام الى « كلية لندن للطبع . كتلميذ خاص ، ممـا يعني إنـه يستطيع حضور المحاضرات التي يعتبـرهـا مفيدة له ويتجـاهـل الباقي ، وهكذا بدون ندم ، خرج بلاك من الـعـالم المـحـتـرم لطب الأسنان واصبح تلميذاً مع شبان في سن اولاده ، حدث انهم الهموه بافكار كانوا أكثر كسلا من العمل عليها ، بينما
تاثروا هـم أنفسهم بتلهفه لاكتساب المعرفة والخبرة في حقل عمل جديد .
في هذا الوقت كـان يـعمـل بكاميرا . نيكونوز ، للتصـويـر تحت الماء مع عدسة ٣٥ ملم ما لبثت أن دغمت بعدسة ، نيكور ٢١ ملم مع تعليبة مانعة لتسرب المـاء تغلف الكاميرا . كمـا أنـه استعمـل فيـلم كـوداكـروم ٦٤ ومرشح کوه ( Skylight ) جيلاتينية داخل العدسات رغم انه تخلى فيما بعد عن المرشحات لانهـا مـالت الى إعطاء السحب مسحة قرنفلية .
بعد سنتين قضاهما في الكلية حيث تلقى محـاضـرات من قبـل محترفين ، تعلم بـلاك ان يكـون مغامراً أكثر في مجال تصويره الفوتوغرافي وادرك أن الضرورة تدعوه الى السفر وهكذا فعل في شباط فبراير ١٩٧٥ ، حيث حزم حـقـائبـه وانطلق إلى الولايات المتحدة لتغطية ، دورة سبـاق المحيط الجنوبي ، وبينما هو هناك ، أدرك أن مواقع الالتقاط التقليدية ، من الشاطيء أو من الزوارق ، اعطت مجالا محدوداً .
من هنـا وبمبادرة نمـوذجيـة عنده ، استاجر طائرة هليكوكبتر .
وبينمـا هـو جـالس على البـاب المفتوح منفرج الساقين ، التقط مجموعة صور مذهلة للمراكب
الشراعيـة بسواريهـا الـعـالـيـة تلقفتهـا منه المجـلات الأميركيـة على الفور قال انه كان محظوظاً .
إلا انه تميز ببعد نظر رائع دون شك حتى انه عام ١٩٧٧ انتج اول روزنامة - تقويم سنويـة للإبحـار بـاليخـوت ذاع صيتها وحملت إسمه Alastair Black Calender of Yachting او روزنامة اليستير بلاك للابحار باليخوت .
رسخ بهـا نفسـه كصاحب إسم مالوف بين أعضاء جمعية الابحار في أميريكا .
منذ ذلك الوقت ، ثـابـر على السفر باستمرار الى مناطق تجري فيها دورات بطولة للابـحـار باليخوت حول العالم . ومع ازدياد المـنـاسـة بين المـصـوريـن الفوتوغرافيين لعمليات الابحار ازداد بلاك طموحاً ، وحول ذلك قال :
ـ فـي احـد الأوقـات كنت المصور الفوتوغرافي الوحيد الذي يعمل من طائرة هليكوبتر .
أما الآن ، فغالباً ما تجد ما يقرب من العشرة يفعلون ذلك ، الأمر الذي يجعل العمل محفوفة بالمخاطر فقد حدث في هاواي يـومـاً ان سقطت طائرة هليوكبتر تحمـل عدداً من المتفرجين في البحر . ومن حسن الحظ أنـه لم يغـرق أحد ، حيث انتي التقطت صوراً جيدة لعـمـليـات الانـقـاذ الدراماتيكية .
على أنه مع ازدحام الجو على هذا الشكل ، عاد بلاك الى اختيار البحر بالذات ، حيث راح يسبح مخترقاً الأمواج المتكسرة بزعائف رجلين وستـرات عـوم لتصـويـر المتزلجين مع الأمـواج وهم يقفزون فوق هذه الأمواج على مقربة منه وعلى الرغم مما في ذلك من انتعاش تطلب الكثير من الصبر والشجاعة كنت تجده يتخبط في الماء طيلة ساعات وهو ممسـك يـكـاميــرات « نيكون وتعليـبـه الـعمـل تـحـت المـاء وعدسته ال ٣٥ ملم ، بـانتـظار المـزيـج المناسب من الضوء
والريح والزاوية .
وهنا قال :
- في بعض الأحيان . قد تحصل على بعض اللقطات الجيدة وقد لا تحصل أحياناً على شيء ذلك انك تعتمد على الطبيعة إلى حد كبير ، ومن الضروري معـرفة الريـاضـة المعنيـة كليـا حتى تستطيع التكهن بمـا هـو مـوشك الحدوث .
تعلم بلاك التزلج مع الأمواج في انجلترا الا أنه يطيـر الى هاواي لالتقاط الصور الأكثـر
دراماتيكية ، لأن الأمواج هنـاك مشهود لها بالروعة وتعثر على أفضل المتزلجين على الأمواج في العالم . هؤلاء كما يقول بلاك يحبون ان يكونوا موضوعاً للتصوير الفوتوغرافي ولكنهم وصلوا معي إلى حـد طلب اجور عملهم كنمـاذج لي لعلمهم أنني ساتمكن من بيـع الصور التي التقطها لهم ! » .
هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي يعرض بلاك للعديد من مخاطر المهنة . فقد حدث له في
احدى المنـاسبـات على سبيل المثال ان اعطب زورقاً مطاطياً يستطيع احتمال ريح شديدة قوية ، عندما وجد نفسه في مسار زورق يعمـل بمحـرك . ولم يكن هناك مجال التفـادي للاصطدام وبلاك اعترف بذلك قائلاً لم تؤد مناورتي الماهرة الى نتيجة هذا هو كل ما في الأمر فانطلقت نحـو زورق كبير يعمـل بـمـحـرك وثقبت الزورق المطاطي .
اما الآن فلديه بحار دفة ماهر في مجـال مناورات الإبـحـار التي تقتضيها الحاجة ، وقد أصبح هذا تدبيرا ضروريا طالما أنه راح يمارس معظم تـصـويـره الفوتوغرافي من زورق كبير يعمل بمحـرك وينطلق بسرعة ، يكفي لملازمة يخوت السباق .
ويقول بلاك :
- رذاذ الماء المالح هو المشكلة الأكبر دائماً من هنا فانا احفظ معدات كاميرتي في أكياس نايلون طرية بينما الكاميرا حول رقبتي مغلفة بسترة ذات سحـاب امامي تفتح بسهولة اما عن الأسلوب . فهو أن تدير ظهرك للرذاذ ثم تتوقع لحظة انقطاع الرذاذ . فتستدير لتأخذ الصورة ، وتسارع الى تغطية الكاميرا ثانية قبلمـا يتطاير الرذاذ التالي تبعاً لصعود وهبوط الزورق على صفحـة الماء ويتابع بلاك :
عندما تكون الأحـوال نموذجية مع الكثير من الريح . والشمس من خلال السحب ، تاتي التجربة مثيرة منعشة تجد نفسك وانت جزء من عمليـة
الإبحار ، تحاول التقاط النشاط القائم في خلال العدسة .
الوقت الوحيد الذي يتمنى فيه بلاك لو أنه عاد إلى عـالم طب الأسنان - إختصاصه الأساسي - هو عندما يصاب بدوار البحر . ولكن هذا لا يصيبه الا عنـدمـا بنسی حبوب السفـر التـي يتعاطاها .
يقول في هذا الصدد .
- يـستـحـيـل عـلى مـصـور فوتوغرافي متخصص بتصوير عمليات الإبحار أن يسقط صريع دوار البحـر بسهولة ، ولكن هذا حصـل لـي ومـا زال يحصـل منـذ طفولتي ، عندما كنت اذهب لصيد
السمك ما زلت أذكر أحد الأيام عندما قضيت فترة بعد الظهر كلها وانـا مصـاب بـدوار البحر بين
الشباك .
إنه عضو في الجمعية الملكية الفوتوغرافية . . وقد حصـل عـلى لقب ، المـصـور الفوتوغرافي الرياضي للعام ٨٤ . فئة الألوان كما حاز على العديد من جوائز « أديداس » للتصوير
الفـوتـوغـرافـي الرياضي الاحترافي .
مع نمو شهرته وازديادها وتضاعف المهمات التي يجري تكليفه بها وجد بلاك نفسه ممزقا بين فكرة البقاء صغيراً يمارس العمل الفوتوغرافي كله وما يرافقه من اجـراءات إداريـة من تلقاء نفسه وفكرة انشاء مؤسسة اليستير بلاك ، تضمه مع أشخاص ينوبون عنه بمهام تسويق أعماله والعناية بشؤون مكتبة شفافياته الأخذة بالاتساع ولكنه بعدما سبق وعمل جماعيا مع ثلاثة من اطباء الأسنان ، صار يعطي قيمة كبيرة لبساطة عمله وحده وهو مسرور من العمل بين اشخـاص يتمتعون بما لديه من خبرة بدلا من التقهقر هاربين منها كما فعلوا في يوم من الأيام .
يعمل بلاك الآن على استكشاف اساليب التصوير الفوتوغرافي تحت الماء ، بعدما اتقن اسالیب الغوص وفنونه ، كما انه منهمك فـي احـتـمـالات الـتـصـويـر الفوتوغرافي القائم على السفر وهو يقول :
- لست مهتمـاً بمجـرد سـجـل بسيط ، بل بصور قوية ومثيرة ، ذلك النوع من الصور التي لا تعمد معظم المجلات الى اختيـارهـا ونشرها للأسف ، لأن المجـلات هذه تفتقر إلى ما يكفي من عنصر المغامرة⏹
هاري قوندقجیان
تعليق