كلمة العدد
كنا قد وعدنا القراء مراراً بمصارحتهم بكل شاردة وواردة في مجلتهم ومجلتنا « فن التصوير » . ومن جملة هذه الوعود السير قدماً في تطوير هذه المجلة تحريراً وتقنية وشكلا ..
هذا الوعد كما يعلم اصدقاؤنا كنا أوفياء له وما زلنا مصرين على المتابعة وتقديم الأفضل دائماً إن من ناحية الورق ... الطباعة .. وملازمة كل تطور مهما ترتب على ذلك من زيادات في المصاريف الإضافية .
ومن جملة وعودنا اننا لن نعمل على تحميل قرائنا اية اعباء مالية إضافية .. وقد سرنا على ذلك كما هو معلوم طيلة السنوات الثلاث الماضية دون ادنى تلكؤ ، لكن اليوم وبكل أسف نجد أنفسنا مضطرين للرجوع عن هذا الوعد ، ونحن على ثقة تامة بأن من يتتبع الوضع الاقتصادي اللبناني سيفهمنا دون ادنى صعوبة .. فالارتفاع الهائل الذي طرأ على الأسعار عندنا ، من ثمن المواد الأولية إلى أجور اليد العاملة حيث وصلت الزيادات إلى اضعاف أضعاف ما كانت عليه دون أدنى مبالغة ، جعلنا نطرح على كاهل قرائنا القليل القليل من هذا العبء ونحن على يقين من تفهمه .
لن نطرح أمام الأصدقاء هذه الأمور بالأرقام ، مفصلين لهم ما حصل لسعر الورق وأجور الطباعة ، وعمليات الكومبيوتر وما إلى ذلك ... هذه الأمور ، أو واحدة منها تكاد لا تذكر امام الزيادة النسبية التي طرأت على أسعارنا في كل من لبنان وسوريا فقط ، باعتبار هذه الأسعار كان من الضروري تعديلها قبل الوضع الطاريء ... مع الإشارة إلى تثبيت الأسعار وقيمة الاشتراك لبقية الدول العربية على حالها .
إن « فن التصوير » التي عاندت الظروف الأمنية وصدرت ولا تزال في أحلك الظروف لن تقف عند الوضع المالي ، ولن تترك للتردي الاقتصادي الحاصل مجال التأثير سلباً على مسيرتها ، وكل ذلك بفضل تفهم أصدقائها ومحبيها .. وكلامنا هذا بعيد كل البعد عن المزايدة لأنه امر واقع في أعماقنا و أعماق قرائنا⏹
رئيس التحرير
فلاش يقدمه : محمد الأسد
مواضيع بمتناول أيدينا ومصورون حولنا
التصوير الضوئي تحول الآن إلى هواية من احلى وامتع الهوايات ، رغم الزمن الرديء الذي نعيشه ، وقد طغت عليه لغة الحرب ورائحة البارود ، بحيث صار الانسان اسیر واقع يعيشه منذ زمن وبات في شوق لرؤية مشاهد الجمال بدلا من مشاهد القتال ، بعدما أصبحت وسائل الأعلام المرئية مقتصرة على صور الحرب ، حيث نطل يوميا على جثة من هنا وجريح من هناك ، إلى جانب الدمار والمتاريس التي باتت تلف يومياتنا لدرجة أصبحنا غير قادرين على تمييز صور الحياة من صور الحرب لامتزاج الرؤية باليوميات المستحدثة لحضارة القرن العشرين عبر أحدث أنواع الأسلحة واشد انواع القصف والدمار .
من بين هذا الركام ، انهض ، اجدد من معداتي ، واحدد وجهتي ناظراً إلى البعيد ! الشمس ، الهواء ، الضوء والطبيعة ... كلها عناصر توفرت لنا لننعم بها ، ونستغلها لتحسين مستوى التصوير الضوئي ، الذي هو بحق في احسن ايامه ، بعدما أصبحت التقنية موجودة مع توفر إمكانيات نشرها ، بحيث تتيح حتى للهواة التقاط أفضل الصور .
وإذا كان الضوء ، على اختلاف مصادره ، هو المادة الأهم لكل انواع التصوير ، فلا بد من التنبه إلى أن الشمس التي تغمرنا بنورها في معظم أيام السنة يمكن استغلالها للانطلاق بصور تستكشف الطبيعة وجمالها في بلادنا طارحين فيها اهم الايجابيات .
إذن ليس من الضروري أن نسافر إلى مناطق بعيدة للحصول على لقطات تشبع بها حبنا للتصوير الضوئي ، بل يكفي الخروج من الغرفة التي نعيش فيها ، إلى الهواء الطلق لنجد العديد من اللقطات التي تستاهل التسجيل على السلبية ، ويكفي أيضاً استعمال بعض ما هو متوفر لدينا من مرشحات وإضافات لالتقاط مشاهد ناجحة وملفتة للنظر فالمكان الذي نعيش فيه هو في الوقت عينه جديد بالنسبة لغيرنا ، والبلد الذي ولدنا فيه وعشنا وسط شوارعه المألوفة والعادية ، هو مكان إستثنائي وجديد وصالح للاستكشاف بالنسبة لغيرنا ... فلماذا لا نفتح أعيننا في محاولة لابراز جمال بلدنا من خلال لقطات حلوة بين أيدينا .
فاينما كنا .. في المصنع أو الفرن ، في الكاراج أو حتى سوق السمك وبائع الخضار ... فإننا نستطيع ، وبالامكانيات المتاحة صناعة صور جديرة بالعرض والمشاهدة .
ومن خلال مطالعاتي لأشهر مجلات التصوير العالمية وخصوصاً تلك التي تعني باللقطات من خلال التعبير والتكنيك ، أجد من الجائز القول ان لدينا في لبنان ، وعموماً في العالم العربي خامات كثيراً بحاجة إلى صقل وعناية .
وكذلك إلى النوادي التي تسهم في توحيد الجهود وتبادل الآراء ومما لا شك فيه أنه بات لدينا مجلة أصبحت غنية عن التعريف ، وان القيمين عليها هم منا ولنا ، صدورهم مفتوحة لانتاجات القراء ، لذا علينا ان نشبك الخناصر ونوحد الجهد على الكاميرا تحل محل البندقية ، والسلبية محل الرصاصة ، ونعمل معاً لرفع مستوى التصوير الضوئي ، فالخالق عز وجل منحنا العقل والفكر والرؤية لنرى ونبصر ونفكر ، وما علينا إلا توجيه فكرنا وحواسنا نحو الخير ونحو الجمال لننجح في تكوين الصورة التي نطمح إليها⏹
كنا قد وعدنا القراء مراراً بمصارحتهم بكل شاردة وواردة في مجلتهم ومجلتنا « فن التصوير » . ومن جملة هذه الوعود السير قدماً في تطوير هذه المجلة تحريراً وتقنية وشكلا ..
هذا الوعد كما يعلم اصدقاؤنا كنا أوفياء له وما زلنا مصرين على المتابعة وتقديم الأفضل دائماً إن من ناحية الورق ... الطباعة .. وملازمة كل تطور مهما ترتب على ذلك من زيادات في المصاريف الإضافية .
ومن جملة وعودنا اننا لن نعمل على تحميل قرائنا اية اعباء مالية إضافية .. وقد سرنا على ذلك كما هو معلوم طيلة السنوات الثلاث الماضية دون ادنى تلكؤ ، لكن اليوم وبكل أسف نجد أنفسنا مضطرين للرجوع عن هذا الوعد ، ونحن على ثقة تامة بأن من يتتبع الوضع الاقتصادي اللبناني سيفهمنا دون ادنى صعوبة .. فالارتفاع الهائل الذي طرأ على الأسعار عندنا ، من ثمن المواد الأولية إلى أجور اليد العاملة حيث وصلت الزيادات إلى اضعاف أضعاف ما كانت عليه دون أدنى مبالغة ، جعلنا نطرح على كاهل قرائنا القليل القليل من هذا العبء ونحن على يقين من تفهمه .
لن نطرح أمام الأصدقاء هذه الأمور بالأرقام ، مفصلين لهم ما حصل لسعر الورق وأجور الطباعة ، وعمليات الكومبيوتر وما إلى ذلك ... هذه الأمور ، أو واحدة منها تكاد لا تذكر امام الزيادة النسبية التي طرأت على أسعارنا في كل من لبنان وسوريا فقط ، باعتبار هذه الأسعار كان من الضروري تعديلها قبل الوضع الطاريء ... مع الإشارة إلى تثبيت الأسعار وقيمة الاشتراك لبقية الدول العربية على حالها .
إن « فن التصوير » التي عاندت الظروف الأمنية وصدرت ولا تزال في أحلك الظروف لن تقف عند الوضع المالي ، ولن تترك للتردي الاقتصادي الحاصل مجال التأثير سلباً على مسيرتها ، وكل ذلك بفضل تفهم أصدقائها ومحبيها .. وكلامنا هذا بعيد كل البعد عن المزايدة لأنه امر واقع في أعماقنا و أعماق قرائنا⏹
رئيس التحرير
فلاش يقدمه : محمد الأسد
مواضيع بمتناول أيدينا ومصورون حولنا
التصوير الضوئي تحول الآن إلى هواية من احلى وامتع الهوايات ، رغم الزمن الرديء الذي نعيشه ، وقد طغت عليه لغة الحرب ورائحة البارود ، بحيث صار الانسان اسیر واقع يعيشه منذ زمن وبات في شوق لرؤية مشاهد الجمال بدلا من مشاهد القتال ، بعدما أصبحت وسائل الأعلام المرئية مقتصرة على صور الحرب ، حيث نطل يوميا على جثة من هنا وجريح من هناك ، إلى جانب الدمار والمتاريس التي باتت تلف يومياتنا لدرجة أصبحنا غير قادرين على تمييز صور الحياة من صور الحرب لامتزاج الرؤية باليوميات المستحدثة لحضارة القرن العشرين عبر أحدث أنواع الأسلحة واشد انواع القصف والدمار .
من بين هذا الركام ، انهض ، اجدد من معداتي ، واحدد وجهتي ناظراً إلى البعيد ! الشمس ، الهواء ، الضوء والطبيعة ... كلها عناصر توفرت لنا لننعم بها ، ونستغلها لتحسين مستوى التصوير الضوئي ، الذي هو بحق في احسن ايامه ، بعدما أصبحت التقنية موجودة مع توفر إمكانيات نشرها ، بحيث تتيح حتى للهواة التقاط أفضل الصور .
وإذا كان الضوء ، على اختلاف مصادره ، هو المادة الأهم لكل انواع التصوير ، فلا بد من التنبه إلى أن الشمس التي تغمرنا بنورها في معظم أيام السنة يمكن استغلالها للانطلاق بصور تستكشف الطبيعة وجمالها في بلادنا طارحين فيها اهم الايجابيات .
إذن ليس من الضروري أن نسافر إلى مناطق بعيدة للحصول على لقطات تشبع بها حبنا للتصوير الضوئي ، بل يكفي الخروج من الغرفة التي نعيش فيها ، إلى الهواء الطلق لنجد العديد من اللقطات التي تستاهل التسجيل على السلبية ، ويكفي أيضاً استعمال بعض ما هو متوفر لدينا من مرشحات وإضافات لالتقاط مشاهد ناجحة وملفتة للنظر فالمكان الذي نعيش فيه هو في الوقت عينه جديد بالنسبة لغيرنا ، والبلد الذي ولدنا فيه وعشنا وسط شوارعه المألوفة والعادية ، هو مكان إستثنائي وجديد وصالح للاستكشاف بالنسبة لغيرنا ... فلماذا لا نفتح أعيننا في محاولة لابراز جمال بلدنا من خلال لقطات حلوة بين أيدينا .
فاينما كنا .. في المصنع أو الفرن ، في الكاراج أو حتى سوق السمك وبائع الخضار ... فإننا نستطيع ، وبالامكانيات المتاحة صناعة صور جديرة بالعرض والمشاهدة .
ومن خلال مطالعاتي لأشهر مجلات التصوير العالمية وخصوصاً تلك التي تعني باللقطات من خلال التعبير والتكنيك ، أجد من الجائز القول ان لدينا في لبنان ، وعموماً في العالم العربي خامات كثيراً بحاجة إلى صقل وعناية .
وكذلك إلى النوادي التي تسهم في توحيد الجهود وتبادل الآراء ومما لا شك فيه أنه بات لدينا مجلة أصبحت غنية عن التعريف ، وان القيمين عليها هم منا ولنا ، صدورهم مفتوحة لانتاجات القراء ، لذا علينا ان نشبك الخناصر ونوحد الجهد على الكاميرا تحل محل البندقية ، والسلبية محل الرصاصة ، ونعمل معاً لرفع مستوى التصوير الضوئي ، فالخالق عز وجل منحنا العقل والفكر والرؤية لنرى ونبصر ونفكر ، وما علينا إلا توجيه فكرنا وحواسنا نحو الخير ونحو الجمال لننجح في تكوين الصورة التي نطمح إليها⏹
تعليق