من اعلام الشهباء وكبار مهندسيها
بهجت المدرِّس: 1908-2004م
ولد بهجت المدرِّس في مدينة حلب في باب النصر عام 1908
درس المرحلة الابتدائية في المدرسة الشرقية الخاصة التي كان مقرَّها بـحي الفرافرة، و أكمل تحصيله العلمي في مدرسة السلطاني (ثانوية المأمون حالياً) حيث تخرَّج منها في عام1927م
سافر إلى فرنسا لـدراسة الهندسة هناك، و انتسب إلى المدرسة الخاصة بالأشغال العامة للأبنية و الصنائع في بـاريس
école Spéciale des travaux Publics du Bâtiment et de L’industrie
حيث تخرَّج منها عام 1935 حاملاً دبلوم في الهندسة المدنية
عاد إلى مدينته حلب و افتتح فيها مكتباً خاصاً لـممارسة العمل الهندسي.
أنشأ مع المهندسين القلائل العاملين في مدينة حلب "جمعية المهندسين" التي كانت مهمتها مقتصرةً فقط على حماية حقوق المهندسين و الدفاع عن مصالحهم، إلى أن تحوَّلت بموجب المرسوم التشريعي رقم19 لـعام 1950 إلى نقابة للمهندسين.
كان بهجت المدرِّس عضواً في مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية لـلأيتام (1937-1967م)، أشرف و أنجز خلالها عدة أعمال، منها: بناء مقر الميتم الإسلامي في محلة الخناقية؛ بناء محلات تجارية في الجميلية و في شارع المصابن لـلميتم الإسلامي (يحتوي على مقر شركة فارمكس - أمام بلدية حلب)؛ بناء مكاتب و محلات تجارية في عبارة سينما الحمراء؛ تصميم و إنشاء بناء دار التوليد بـحلب (خلف مشفى الرازي) لـصالح الجمعية الخيرية النسائية بـحلب.
و عندما كان عضواً في مجلس الأوقاف في الأعوام ما بين
1942و1964 نفَّذ و أشرف على عدة دراسات و أعمال، هي: الإشراف على تنفيذ مبنى الأوقاف في عبارة سينما حلب؛ الإشراف على تنفيذ مبنى الأوقاف عند تقاطع شارعي بارون و القوتلي الذي يحتوي على عدة مكاتب و محلات تجارية و منها مقهى الموعد؛ تنفيذ سياج و ملحق جامع الصديق في الجميلية.
كان عضواً في عدد من اللجان و المجالس: عضواً في المجلس البلدي (1951-1959م)، عضواً في لجنة المدارس (1952-1958م)، عضواً في مجلس إدارة شركة الكهرباء و النقل بـحلب (1953-1956م)، و عضواً في لجنة إنشاء مستشفى السل بـحلب
انتخب في عام 1950 لـيكون أول نقيب لـلمهندسين في المنطقة الشمالية (مركزها حلب) و بقي في هذا المنصب حتى عام 1952 و كان رقمه النقابي واحد. كما كان أول رئيس لـلمهندسين في بلدية حلب عند جلاء الفرنسيين، استلم هذا المركز الهام من المهندس الفرنسي Maheu
في عام 1945 و استمر عمله في البلدية حتى عام 1950م. الجدير ذكره هنا أن الأستاذ إحسان الشريف كان وقتئذٍ محافظ مدينة حلب و رئيس بلديتها، أما أمين سر بلدية حلب فـكان المهندس مجد الدين الجابري.
و أثناء قيامه بـمهام رئيس المهندسين في بلدية حلب، تابع تصميم و تنفيذ العديد من المشاريع، أهمها كان مشروع الحديقة العامة (ما بين محلة العزيزية و محطة بغداد) و تمَّ دراسته في بلدية حلب بالاستعانة بمسابقة عالمية فاز بها المكتب الفرنسي Cloude Laure
و مشروع حديقة السبيل، إذ كان السبيل مقتصراً على المقصف الخارجي بـبحرته و جناح الغرف الصيفية التي تمَّ بنائها في العهد العثماني؛ بالإضافة إلى مشروع حديقة الرازي لـلأطفال
و من المدارس التي قام بالإشراف عليها و تنفيذها: الطابق العلوي لـمدرسة فيصل؛ مدرسة قاضي عسكر؛ مدرسة الكلاسة الابتدائية و الإعدادية لـلذكور و الإناث؛ مدرسة باب النيرب الابتدائية و الإعدادية.
نظَّم و وسَّع عدة مراكز و أسواق عامة، منها: توسيع الملعب البلدي و تنظيمه؛ تنظيم مسلخ الذابح؛ تنظيم سوق بيع الغنم؛ بناء خمسة مراكز دخولية
و من المستشفيات التي قام ببنائها: ثلاثة أبنية من مشروع مستشفى الأمراض العقلية، بالإضافة إلى تنظيم و تزفيت باحات كلٍ من المستشفيات التالية: الوطني- الرازي- ابن رشد
أنشأ عدة ساحات عامة و شوارع، و هي على التوالي: ساحة قصر المحافظ؛ ساحة هنانو؛ ساحة جسر الناعورة؛ شارع فيصل نحو السبيل
و من الجسور: جسر الناعورة؛ جسر الجديد؛ جسر جبل النهر؛ و جسور الحديقة العامة. و من الطرق الرئيسية التي أنجزها: الطريق المحيط بـالحديقة العامة و طريق شارع فيصل الذي يبلغ طوله 18كم و عرضه 15و30م، كما أنجز عدة طرق أخرى رئيسية و ثانوية بأطوال مختلفة تتراوح ما بين طول 30 كم و 50 كم أما عرضها فيتراوح ما بين 6 إلى 15 متر
و من الأعمال الأخرى التي قام بها المهندس بهجت المدرِّس: إكمال قناة الفيضان حتى خارج السبيل، بناء جدران استنادية لـجوانب النهر من جسر محطة بغداد حتى جسر المعزة، تبليط جميع الأرصفة الرئيسية، و تنظيم مناطق أسواق الجمعة و الأحد
بقي بهجت المدرِّس ممارساً لـعمله حتى تقاعده في عام 1972م
توفي في 8 آب عام 2004 بـحلب عن عمرٍ يناهز الستة و التسعون عاماً، قدَّم من خلالها عدة أعمال خيرية و مجانية لـلأوقاف و لـغرفة زراعة حلب
رحل عنا جسداً و لكن روحه ما زالت باقية معنا من خلال أعماله الكثيرة التي ندين له بها، رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
له من الأبناء ابن وحيد هو المهندس سمير، يتابع مسيرة والده من بعده.
.......
بقلم الاستاذة رولا المدرس
خاص بصفحة. هنا حلب نهر الذهب