مصور الشهر
مناجاة داخلية ذاتية للطبيعة مع المصور جون دارويل
جون دارويل مصور بريطاني يختلف مع الكثيرين ممن ينظرون إلى الطبيعة نظرة سطحية تعميهم غالبا عن رؤية مكامن الجمال المتعددة التي يمكن تصويرها ، ومن هنا تعامل مع الطبيعة المحدودة المحيطة به ، لكنه حصل على أعمـال رفعته إلى مـواقـع الرواد من مصـوري المناظر الطبيعية .
إذا كان أنسيل آدامز هو الرائد الأهم للتصوير الفوتوغرافي على صعيد المناظر الطبيعيـة ، فـان اداتـه كـانت الطبيعة الأميركية الواسعة والتي تتيح للمتعامل معها التالق والابداع لمـا تتمتـع بـه هـذه الطبيعة من تنـوع .
على عكس ذلك نجد الطبيعة في بريطانيا محدودة ولاتتيح هذا المجال للمتعاملين معها ، ورغم ذلك برز فيها مصورون مهمون انطلقو مع كـامـيـراتـهـم الى طبيعتهم المحدودة ، لكنهم عادوا باعمال مهمـة جاءت معبرة عن طباعهم الذاتية - ونذكر في هذا المجـال جون بلاكمـور رائد المنـاجـاة الداخلية الشخصية في تصوير المناظر الطبيعية ـ ومن هؤلاء المصورين جون دارويل الذي نلتقيـه هنا في حوار شـامـل وصريح .
في منطقة صغيرة من غریترمانشستر ، البريطانية درب جون دارويل كاميرتـه على تصـويـر المناظر الطبيعيـة والذين يعرفون هذه المنطقة يعلمون جيدا ان آخـر مـا يمكن الحديث عنه في هذه المنطقة هو جمـال المناظر الطبيعية إنها منطقة يراها الجميع عادية جدا .
ورغم ذلك لا يعتبر دارويـل أن العنـاد هو الذي يجعله يحصـر نفسه بمنطقته هذه وحدها ، بل يعود ذلك إلى إيمان مبدئي بأن المواضيع الجديرة بالتصوير يمكن العثور عليها في اي مكان خصـوصـاً بالنسبة لأولئـك الباحثين ، أو الراغبين بالبحث ويقـول جـون دارويـل في هذا المجال :
ـ الأمـور تـخـتـلف في هـذه المنطقة بصورة كبيرة بين وقت وآخـر .. ففي الصيف ، تجد المناطق الشجرية حيث اصـور مكتظة بالناس .. فإذا حل الشتاء لا تجد فيها أحدا غيري .
وقد اخذت معظم صوري ضمن مسافة ميل او ميلين مـن هنـا ، حيث يتجول الجميع في هذه الارجاء والسنتـهـم تـردد قـائلة : « با لمانشيستر هذه القديمة المملة حيث الاسمنت المسلح في كل مكان ، والحقيقة انه لن تمر عشر او خمس عشرة سنة ، الا وتختفي معظم المناطق حيث أصـور ... آنها اراض صالحة للبناء وجاهزة له .
ويتابع قائلاً ـ انـا اكتفي بتصوير ما اشاهده ، وما اظنه جميلا ، في منطقة كثيراً ما لا يربطها الناس مع الجمال ... ذهبت الى سكوتلاندا منذ بضعة أشهر ، حيث بقيت فترة طويلة هناك وأنا لا استطيع النقاط الصور ! ذلك ان ما يوجد هنـاك لتصويره يتجاوز كل تصور وفي النهاية بدأت التصوير على احد الشواطيء وكنت سعيدا كل
السعادة . اظنني التقطت بضع لقات افلام في سكوتلاندا . ثم طبعت بعضها الذي وجـدتـه لا ينطبق على منطقتي ، ثم طبعت لقطة شلال في بوسطن ، ووجدت انه اکثر تعبيراً من اي شيء آخرصورته هناك ، وحـول سؤال عمـااذا كـان يحاول ان يظهر للنـاس في صوره ما قد يشاهده اي كان . قال :
ـ قد اتحدث إلى الأبد حول اعمال اشخاص آخرين ، ولكنني اخفق حينما اتحدث عن اعمـالي الخاصة شعوري هو مجرد انه ليس على المناظر الطبيعية ان تكـون دراماتيكيـة دائمـاً حسب تقلید آنسیل آدامز .
ويتابع جون ـ لي صديق من بوسطن ذهب مؤخراً لاجراء مقابلة في كليـة للفنـون ، سأله المعنيـون عن اهتماماته ، فاجاب . . أحب السير الريف ، . ضحكوا جميعهم ولسان حالهم يقول : « أي ريف هذا الذي تتحدث عنـه حـول بولطن ، ؟ !! ... وهؤلاء هم الناس الذين سيعملون على تعليـم ويشـاهـدون ! انهم اشخـاص التـلامـيـذ كيف يبحثون يجولون وعلى عيونهم ما يمنعهم من النظر .
وحـول علاقته بالناس خلال التصوير يقول :
ــ نـادراً ما التقط صوراً في الصيف ، لأن المـنـطقـة تغصر بـالـنـاس حينـذاك تشـاهـدهم يتجولون وهم يعلقون كاميرا على شيء في حقيقة الأمـر كـذلك يحدث لي احياناً انني حالما أجهز كتف وجعبـة أدوات على الكتف الآخر ، الا انهم لا يتطلعون الى ركيزتي ثلاثية الأرجل في موقع ، يلتف حولي الناس ليرددوا إقـوالا لا طائـل منهـا امـثـال : اوه ... لدي كاميرا مثل هذه وبـرايـي فـان عملي يحتاج الى الكثير من التركيز الفكري ...
لا بد لي ان اكون وحـدي , لا استطيع ان اتصور كيف يمكن لأي كان ان يلتقط صورة فوتوغرافية وهو يتسامر مع معارفه أو يتنزه مع العائلة .
اما عن البداية فيقول جون :
ـ في البداية تمنيت ان اكون رساماً ، لذلك دخلت كليـة بولطن للفنون حيث قضيت سنة شاركت خـلالـهـا فـي حـلقـة دراسية تأسيسية ثم تركتها وحصلت على وظيفـة مسـاعـد لمصـور فوتوغرافي محلي يعمل في الحقل الصناعي النجـاري . وقضيت سنتين وانا اصور اعراساً وامارس التـحـمـيض والطبـع . كـانـت المسالة مقتصرة على أخذ الفيلم والذهاب لتصويره ؛ وكان بيننـا تضـارب شخصيـات ؛ اردت ان اتعلم أكثر ، ولكنه لم يكن راغباً
بتعليمي الا ما ارادني ان اعرفه وحين شعرت انني حصلت على قدر من النمو عدت الى الكليـة واتممت الحلقة الدراسية . وقد بدا من الهيئة التعليمية هناك انها راتني على معرفة بما افعله ، لذلك تركوا لي حرية الانطلاق باعمالي الذاتية .
بعد ذلك ترك بولطن وتابع تحصيله العـلمـي فـي كـليـة مانشيستر وظل طيلة السنوات الأربع التي تلت ذلك يعمل كمصور مستقل ويعلم التـصـويـر الفوتوغرافي يوماً من كل اسبوع في - كلية ستوكبورت ، . تعبينه هناك أعطاه الضمانة والطمانينة وفسح له مجال استخدام استديو جيد التجهيز رغم ان الوظيفة واجهته ببعض خيبـات الأمـل كذلك .
ويقول جون في هذا الصدد :
كثيرون هم تلاميذي الذين لا يخرجون للعمل خارج المدرسة بالقدر الكافي الذي يساعدهم على تنمية الكثير من الافكار على انك تجد بينهم واحداً بين حين وآخر . يتفهم الأوضـاع على حقيقتهـا . وهـذا جـيـد بالفعـل هؤلاء يحتاجون الى سنة تقريباً حتى يشعروا بالاستقرار من هنا اكتفي بمحـاولة فسح المجـال لتلاميذي حتى يتمتعوا بما هم بـصـدده . يـاتـيـنـي واحـدهـم متسائلا . ما الذي يحصل لو فعلت كذا ؟ ... ، فاجيبه ، « جرب ، وشاهد ، فبطريقة ما ، اجد انني انا الذي اتعلم اكبر قدر بينما اعلم وهـذا يسـاعـدنـي على الارتباط مع عملي بشكل أفضل .
ويشكو جون دارويل من عدم وجود صالات عرض لاقامة معارض في منطقته ، بحيث تفوت على الناس مشاهدة طبعات اصلية ولا يدركوا النوعية الممكنة .
وعما اذا كان على اتصال مع الكثير من المـصـوريـن الفوتوغرافيين الآخرين يجيب :
- صعوبة في الحصول على دعم ـ يبدو انني معزول واجـد بناء حول عملي هذا مع العلم انني احب الاشتراك مع جماعة لها شخصيتها : اشخاص استطيع مشاركتهم افكارهم . فمن الصعب ان تعمل على افكـارك الذاتيـة وحدها .
ومجمل الأمر انني لست جيداً في مجـال تحسين نفسي بنفسي واعـرف انـه ينبغي من الناس ان يشاهدوا أعمالي ، والا فانني اضيع وقتي فقط لا غير .
ومع ذلك فانـا متوتر الاعصاب دائماً ، وخصوصاً ، عندما اقرا تعليقات مريرة كتبها اشخاص تساورني الظنون انهم لم يحاولوا عرض اعمالهم الذاتية في يوم من الأيام .
أما عن اعمالي فانا ابعث بها الى صالات عرض ومجـلات واحصل على استجـابـة جيدة احياناً ، أو رسالة تساعدني بشكل من الاشكال ، حتى ولو كانت هذه رسـالة رفض على انني احب اعمـالي أمـا حب الآخرين لهـا فمسألة مختلفة وقد شاركت في عدد من المعارض الجمـاعيـة بينما احاول الآن اقامة معرض خاص بي وحدي . ولكنني ما زلت في مرحلة استقصاء نوع ردود الفعل التي تحصل .
على صعيد المعدات ، استقر جون على أقل قدر ممكن منها وعلى مناهج العمل المباشر .. وهـو يقول :
ـ استخدم كاميرا ماميا ( c330 ) وهي متماسكة مع بعضها البعض باشرطة مطاطية ، على انها تنجز العمل المطلوب منهـا رغم ذلك . فـانـا اكـره ان تسقط مني كـاميرا باهظة الثمن في جدول مائي . فإذا سقطت ، الماميا ، ، لا اكون قد خسرت الكثير من المـال علماً انني كنت استخدم كاميرا ٥ × ٤ بوصة في الجامعة ، وأحب البدء باستخدام واحـدة منهـا مـرة اخرى ، لأنها ستمكنني من التقاط مناظر كبيرة واسعة ، بينما بنية ضلع الى١/٤ ٢ المربعة للماميا لا تتفق الا مع مواضيع اصغر ، أما مع فيلم لغة ، فانا التقط المشهد
ذاته من عدد من الزوايا المختلفة ، وانا واثق من ان احدى اللقطات ستنجح .
وحيث ان تعريضاته الضوئية تميـل لنحسب بـالثـواني ، فهو يستخدم الركيزة ثلاثية الأرجـل دائماً . وقد استقر على فيلم ( fp4 ) معير إما عند ٨٠ او ۱۰۰ آزا ، وقفاً على الضوء .
وعن الواقع المادي يقول جون اخيراً :
ــ لم اتـمـكـن ابـدأ ان ادفع تكاليف انتاج عدد الطبعات الذي اريد . لذلك عادة ما اكتفي بطبعة واحـدة لكـل صـورة ، الى حين احتاج لأخرى بالفعل ، ولم يسبق ان حصلت على النتائج التي احب من الورق المطلي بالراتينغ ؛ قبل نزول - الفورد غـالـيـري .....
اوراق ( rc ) فهي ملائمة ونظيفة وهذا هو افضل ما نستطيع قوله عنها ، واما عن الطبـع فإمـا ان احبه او اگرهه ، استطيـع قضاء ثلاثة ايام احياناً في الغرفة المظلمة دون ان احصل على ما يكافئني على جهـودي . واحب اعمـال الاسود والابيض حيث السيطرة تظل في يدي من البداية حتى النهـايـة ، فـإمـا ان احقق النجاح أو اتسبب بالفشل ، وإذا فشلت ، لا يـلام عـلى ذلك أحـد غيري .. اخذت لقطات ملونة .
ولكن يبدو انني لا اميـل الى التعامل معها ، ومن هنا اوكلت عملية طبعها لغيري⏹
ملاحظة : جميع هذه الصور التقطت بكاميرا ماميا ( c330 ) وعدسة ٨٠ ملم .
مناجاة داخلية ذاتية للطبيعة مع المصور جون دارويل
جون دارويل مصور بريطاني يختلف مع الكثيرين ممن ينظرون إلى الطبيعة نظرة سطحية تعميهم غالبا عن رؤية مكامن الجمال المتعددة التي يمكن تصويرها ، ومن هنا تعامل مع الطبيعة المحدودة المحيطة به ، لكنه حصل على أعمـال رفعته إلى مـواقـع الرواد من مصـوري المناظر الطبيعية .
إذا كان أنسيل آدامز هو الرائد الأهم للتصوير الفوتوغرافي على صعيد المناظر الطبيعيـة ، فـان اداتـه كـانت الطبيعة الأميركية الواسعة والتي تتيح للمتعامل معها التالق والابداع لمـا تتمتـع بـه هـذه الطبيعة من تنـوع .
على عكس ذلك نجد الطبيعة في بريطانيا محدودة ولاتتيح هذا المجال للمتعاملين معها ، ورغم ذلك برز فيها مصورون مهمون انطلقو مع كـامـيـراتـهـم الى طبيعتهم المحدودة ، لكنهم عادوا باعمال مهمـة جاءت معبرة عن طباعهم الذاتية - ونذكر في هذا المجـال جون بلاكمـور رائد المنـاجـاة الداخلية الشخصية في تصوير المناظر الطبيعية ـ ومن هؤلاء المصورين جون دارويل الذي نلتقيـه هنا في حوار شـامـل وصريح .
في منطقة صغيرة من غریترمانشستر ، البريطانية درب جون دارويل كاميرتـه على تصـويـر المناظر الطبيعيـة والذين يعرفون هذه المنطقة يعلمون جيدا ان آخـر مـا يمكن الحديث عنه في هذه المنطقة هو جمـال المناظر الطبيعية إنها منطقة يراها الجميع عادية جدا .
ورغم ذلك لا يعتبر دارويـل أن العنـاد هو الذي يجعله يحصـر نفسه بمنطقته هذه وحدها ، بل يعود ذلك إلى إيمان مبدئي بأن المواضيع الجديرة بالتصوير يمكن العثور عليها في اي مكان خصـوصـاً بالنسبة لأولئـك الباحثين ، أو الراغبين بالبحث ويقـول جـون دارويـل في هذا المجال :
ـ الأمـور تـخـتـلف في هـذه المنطقة بصورة كبيرة بين وقت وآخـر .. ففي الصيف ، تجد المناطق الشجرية حيث اصـور مكتظة بالناس .. فإذا حل الشتاء لا تجد فيها أحدا غيري .
وقد اخذت معظم صوري ضمن مسافة ميل او ميلين مـن هنـا ، حيث يتجول الجميع في هذه الارجاء والسنتـهـم تـردد قـائلة : « با لمانشيستر هذه القديمة المملة حيث الاسمنت المسلح في كل مكان ، والحقيقة انه لن تمر عشر او خمس عشرة سنة ، الا وتختفي معظم المناطق حيث أصـور ... آنها اراض صالحة للبناء وجاهزة له .
ويتابع قائلاً ـ انـا اكتفي بتصوير ما اشاهده ، وما اظنه جميلا ، في منطقة كثيراً ما لا يربطها الناس مع الجمال ... ذهبت الى سكوتلاندا منذ بضعة أشهر ، حيث بقيت فترة طويلة هناك وأنا لا استطيع النقاط الصور ! ذلك ان ما يوجد هنـاك لتصويره يتجاوز كل تصور وفي النهاية بدأت التصوير على احد الشواطيء وكنت سعيدا كل
السعادة . اظنني التقطت بضع لقات افلام في سكوتلاندا . ثم طبعت بعضها الذي وجـدتـه لا ينطبق على منطقتي ، ثم طبعت لقطة شلال في بوسطن ، ووجدت انه اکثر تعبيراً من اي شيء آخرصورته هناك ، وحـول سؤال عمـااذا كـان يحاول ان يظهر للنـاس في صوره ما قد يشاهده اي كان . قال :
ـ قد اتحدث إلى الأبد حول اعمال اشخاص آخرين ، ولكنني اخفق حينما اتحدث عن اعمـالي الخاصة شعوري هو مجرد انه ليس على المناظر الطبيعية ان تكـون دراماتيكيـة دائمـاً حسب تقلید آنسیل آدامز .
ويتابع جون ـ لي صديق من بوسطن ذهب مؤخراً لاجراء مقابلة في كليـة للفنـون ، سأله المعنيـون عن اهتماماته ، فاجاب . . أحب السير الريف ، . ضحكوا جميعهم ولسان حالهم يقول : « أي ريف هذا الذي تتحدث عنـه حـول بولطن ، ؟ !! ... وهؤلاء هم الناس الذين سيعملون على تعليـم ويشـاهـدون ! انهم اشخـاص التـلامـيـذ كيف يبحثون يجولون وعلى عيونهم ما يمنعهم من النظر .
وحـول علاقته بالناس خلال التصوير يقول :
ــ نـادراً ما التقط صوراً في الصيف ، لأن المـنـطقـة تغصر بـالـنـاس حينـذاك تشـاهـدهم يتجولون وهم يعلقون كاميرا على شيء في حقيقة الأمـر كـذلك يحدث لي احياناً انني حالما أجهز كتف وجعبـة أدوات على الكتف الآخر ، الا انهم لا يتطلعون الى ركيزتي ثلاثية الأرجل في موقع ، يلتف حولي الناس ليرددوا إقـوالا لا طائـل منهـا امـثـال : اوه ... لدي كاميرا مثل هذه وبـرايـي فـان عملي يحتاج الى الكثير من التركيز الفكري ...
لا بد لي ان اكون وحـدي , لا استطيع ان اتصور كيف يمكن لأي كان ان يلتقط صورة فوتوغرافية وهو يتسامر مع معارفه أو يتنزه مع العائلة .
اما عن البداية فيقول جون :
ـ في البداية تمنيت ان اكون رساماً ، لذلك دخلت كليـة بولطن للفنون حيث قضيت سنة شاركت خـلالـهـا فـي حـلقـة دراسية تأسيسية ثم تركتها وحصلت على وظيفـة مسـاعـد لمصـور فوتوغرافي محلي يعمل في الحقل الصناعي النجـاري . وقضيت سنتين وانا اصور اعراساً وامارس التـحـمـيض والطبـع . كـانـت المسالة مقتصرة على أخذ الفيلم والذهاب لتصويره ؛ وكان بيننـا تضـارب شخصيـات ؛ اردت ان اتعلم أكثر ، ولكنه لم يكن راغباً
بتعليمي الا ما ارادني ان اعرفه وحين شعرت انني حصلت على قدر من النمو عدت الى الكليـة واتممت الحلقة الدراسية . وقد بدا من الهيئة التعليمية هناك انها راتني على معرفة بما افعله ، لذلك تركوا لي حرية الانطلاق باعمالي الذاتية .
بعد ذلك ترك بولطن وتابع تحصيله العـلمـي فـي كـليـة مانشيستر وظل طيلة السنوات الأربع التي تلت ذلك يعمل كمصور مستقل ويعلم التـصـويـر الفوتوغرافي يوماً من كل اسبوع في - كلية ستوكبورت ، . تعبينه هناك أعطاه الضمانة والطمانينة وفسح له مجال استخدام استديو جيد التجهيز رغم ان الوظيفة واجهته ببعض خيبـات الأمـل كذلك .
ويقول جون في هذا الصدد :
كثيرون هم تلاميذي الذين لا يخرجون للعمل خارج المدرسة بالقدر الكافي الذي يساعدهم على تنمية الكثير من الافكار على انك تجد بينهم واحداً بين حين وآخر . يتفهم الأوضـاع على حقيقتهـا . وهـذا جـيـد بالفعـل هؤلاء يحتاجون الى سنة تقريباً حتى يشعروا بالاستقرار من هنا اكتفي بمحـاولة فسح المجـال لتلاميذي حتى يتمتعوا بما هم بـصـدده . يـاتـيـنـي واحـدهـم متسائلا . ما الذي يحصل لو فعلت كذا ؟ ... ، فاجيبه ، « جرب ، وشاهد ، فبطريقة ما ، اجد انني انا الذي اتعلم اكبر قدر بينما اعلم وهـذا يسـاعـدنـي على الارتباط مع عملي بشكل أفضل .
ويشكو جون دارويل من عدم وجود صالات عرض لاقامة معارض في منطقته ، بحيث تفوت على الناس مشاهدة طبعات اصلية ولا يدركوا النوعية الممكنة .
وعما اذا كان على اتصال مع الكثير من المـصـوريـن الفوتوغرافيين الآخرين يجيب :
- صعوبة في الحصول على دعم ـ يبدو انني معزول واجـد بناء حول عملي هذا مع العلم انني احب الاشتراك مع جماعة لها شخصيتها : اشخاص استطيع مشاركتهم افكارهم . فمن الصعب ان تعمل على افكـارك الذاتيـة وحدها .
ومجمل الأمر انني لست جيداً في مجـال تحسين نفسي بنفسي واعـرف انـه ينبغي من الناس ان يشاهدوا أعمالي ، والا فانني اضيع وقتي فقط لا غير .
ومع ذلك فانـا متوتر الاعصاب دائماً ، وخصوصاً ، عندما اقرا تعليقات مريرة كتبها اشخاص تساورني الظنون انهم لم يحاولوا عرض اعمالهم الذاتية في يوم من الأيام .
أما عن اعمالي فانا ابعث بها الى صالات عرض ومجـلات واحصل على استجـابـة جيدة احياناً ، أو رسالة تساعدني بشكل من الاشكال ، حتى ولو كانت هذه رسـالة رفض على انني احب اعمـالي أمـا حب الآخرين لهـا فمسألة مختلفة وقد شاركت في عدد من المعارض الجمـاعيـة بينما احاول الآن اقامة معرض خاص بي وحدي . ولكنني ما زلت في مرحلة استقصاء نوع ردود الفعل التي تحصل .
على صعيد المعدات ، استقر جون على أقل قدر ممكن منها وعلى مناهج العمل المباشر .. وهـو يقول :
ـ استخدم كاميرا ماميا ( c330 ) وهي متماسكة مع بعضها البعض باشرطة مطاطية ، على انها تنجز العمل المطلوب منهـا رغم ذلك . فـانـا اكـره ان تسقط مني كـاميرا باهظة الثمن في جدول مائي . فإذا سقطت ، الماميا ، ، لا اكون قد خسرت الكثير من المـال علماً انني كنت استخدم كاميرا ٥ × ٤ بوصة في الجامعة ، وأحب البدء باستخدام واحـدة منهـا مـرة اخرى ، لأنها ستمكنني من التقاط مناظر كبيرة واسعة ، بينما بنية ضلع الى١/٤ ٢ المربعة للماميا لا تتفق الا مع مواضيع اصغر ، أما مع فيلم لغة ، فانا التقط المشهد
ذاته من عدد من الزوايا المختلفة ، وانا واثق من ان احدى اللقطات ستنجح .
وحيث ان تعريضاته الضوئية تميـل لنحسب بـالثـواني ، فهو يستخدم الركيزة ثلاثية الأرجـل دائماً . وقد استقر على فيلم ( fp4 ) معير إما عند ٨٠ او ۱۰۰ آزا ، وقفاً على الضوء .
وعن الواقع المادي يقول جون اخيراً :
ــ لم اتـمـكـن ابـدأ ان ادفع تكاليف انتاج عدد الطبعات الذي اريد . لذلك عادة ما اكتفي بطبعة واحـدة لكـل صـورة ، الى حين احتاج لأخرى بالفعل ، ولم يسبق ان حصلت على النتائج التي احب من الورق المطلي بالراتينغ ؛ قبل نزول - الفورد غـالـيـري .....
اوراق ( rc ) فهي ملائمة ونظيفة وهذا هو افضل ما نستطيع قوله عنها ، واما عن الطبـع فإمـا ان احبه او اگرهه ، استطيـع قضاء ثلاثة ايام احياناً في الغرفة المظلمة دون ان احصل على ما يكافئني على جهـودي . واحب اعمـال الاسود والابيض حيث السيطرة تظل في يدي من البداية حتى النهـايـة ، فـإمـا ان احقق النجاح أو اتسبب بالفشل ، وإذا فشلت ، لا يـلام عـلى ذلك أحـد غيري .. اخذت لقطات ملونة .
ولكن يبدو انني لا اميـل الى التعامل معها ، ومن هنا اوكلت عملية طبعها لغيري⏹
ملاحظة : جميع هذه الصور التقطت بكاميرا ماميا ( c330 ) وعدسة ٨٠ ملم .
تعليق