ابن عاشور (محمد الطاهر)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن عاشور (محمد الطاهر)

    عاشور (محمد طاهر)

    Ibn Ashur (Mohammad al-Taher-) - Ibn Ashur (Mohammad al-Taher-)

    ابن عاشور (محمد الطاهر ـ)
    (… ـ 1284هـ/… ـ 1868م)

    الشيخ أبو عبدالله محمد الطاهر بن محمد الشاذلي بن عبدالقادر بن محمد بن عاشور التونسي، نقيب أشراف تونس وكبير علمائها. وفد سلفه من المغرب الأقصى من بلدة «سلا»، وهم من بيت مجد وشرف، وُلِدَ في تونس، أقبل على طلب العلم صغيراً، وقد تلقّى دروسه على شيوخ عصره من علماء تونس وفقهائها، ومنهم: أخوه الشيخ محمد، والشيخ ابن ملوكة، والشيخ الرياحي، وغيرهم. كان ذكيّاً سريع الحفظ والتّعلم، ولذلك برع في علوم عصره سريعاً، بل أصبح قادراً على العطاء والتأليف فيها، وكانت له نفسٌ أبيّة، وفصاحة لسانٍ عرف بها، وقد ألف كتباً عديدة، منها:
    «شفاء القلب الجريح في شرح بردة المديح» مطبوع، «هديّة الأريب إلى أصدق حبيب» مطبوع، وهو في النحو، جعله حاشية على كتاب «قطر الندى وبلّ الصدى» لابن هشام الأنصاري، «الغيث الإفريقي» وهو مخطوط في علم البلاغة، جعله حاشية على شرح العالم التفتازاني لكتاب «تلخيص المفتاح» الذي لخّص فيه العالم الخطيب القزويني كتاب «مفتاح العلوم» للسكاكي، وله تعليقات أو حواش أخرى على كتب عديدة، منها:حاشية على شرح ابن سعيد الأشموني على كتاب «الخلاصة»، حاشية على كتاب المحلّي على «جمع الجوامع»، حاشية على كتاب العلاّمة عبد الحكيم «المطوّل».
    وتقديراً لعلمه وفهمه وحسن سيرته ولي قضاء الجماعة في تونس سنة 1267هـ، ثم نُقَلَ إلى منصب الإفتاء، وظلّ في هذا المنصب إلى أن عيّن نقيباً للأشراف.
    وكان حاكمُ تونس في عهده الباي محمد الصادق باشا يقدّره كثيراً، ويحتفظ له بمكانة خاصة في نفسه.
    وما زال ابن عاشور محمد الطاهر في مكانته السامية، نقيباً للأشراف بتونس، إلى أن توفي. كان بارعاً في كتاباته النثرية، مثلما كان بارعاً في نظم الشعر، ومن نثره نصٌّ خاطب به بعض إخوانه، يحثّه على طلب العلم، وترك التكاسل، منه: «فلولا أن السلام من تحيّة الإسلام، لما كان لتحيّتي بساحتك مستقرٌّ ومقام، وحينئذٍ تسمع ما لاتجد لإنكاره من سبيل، تُهدى بموجبه إن صادفك التوفيق بأوضح دليل، وليرتسم أولاً بخزانة خيالك أني لم أركب فيما أقول مطيّة اعتساف، ولا حدث فيما سيقرع سمعك عن طريق إنصاف، مقدّماً للعفو إمام دليل، متجافياً عن شيم اللئام، كما قيل:
    إنّ الوفاءَ على الكرام فريضةٌ
    واللؤمُ مقرونٌ بذي الأخلافِ
    وترى الكريمَ لمن يعاشرُ منصِفاً
    وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ
    ومن شعره هذه الأبيات التي يهنّىء فيها أخاه العلامة أبا عبد الله محمد بمناسبة علمية:
    هو العلمُ ضاءَتْ من سناهُ المحافلُ
    وشاعَتْ له بينَ الأنامِ فضائلُ
    مزايا تجلَّتْ بالمحاسن وَالْبَهَا
    تَقَاعَدَ عن اِدْرَاكِهِنّ الُمحَاوِلُ
    رقى لسماءِ القومِ حتى غَدَوا بها
    بدوراً ضياْهم للبريَّة شاملُ
    وله من قصيدة مدح بها الباي محمد الصادق باشا:
    رأى طلعةَ الباشا المشير ِتَحَفُّها
    سُرَادِقُ عزٍّ مَا أَجَلَّ وأَفْخَمَا
    مَلِيْكٌ يُقَادُ النَّصرُ طوعاً لِعَزْمِهِ
    وَإنْ عُدّتِ الأَقْيَالُ كانَ المُقَدَمَا
    تَصَدّى لحفظِ الدِّين بالحزمِ والنُّهَا
    فَشَيَّدَ أركاناً وأَوْضَحَ مَعْلَمَا
    عبدو محمد
يعمل...
X