حرب فضاء (حرب نجوم)
Star Wars - Guerre des étoiles
حرب الفضاء (حرب النجوم)
حرب الفضاء space war، أو حرب النجوم star war، فن حرب موسع يضيف إلى مسارح الأعمال القتالية التقليدية البرية والبحرية والجوية مسرحاً جديداً وهو مسرح الفضاء، وتقوم على ابتكار وسائط فضائية ضاربة تعتمد على مبادئ فيزيائية جديدة، تأخذ مكانها ضمن منظومة آلة الحرب التي تشمل أسلحة نووية مطورة.
لمحة تاريخية
جاءت بدايات حرب الفضاء مع مطلع ثمانينات القرن العشرين، إذ قدم الرئيس الأمريكي رونالد ريغان Ronald Reagan اقتراحاته حول ما سماه بحرب النجوم في آذار 1983، جزءاً من حملة للفوز بزيادة المخصصات المالية لوزارة الدفاع وتعزيز موقف الولايات المتحدة تجاه سياسة الرقابة العالمية على السلاح. وأعقب ذلك الإعلان عن حرب النجوم تحت اسم مبادرة الدفاع الاستراتيجي strategic defense initiative في سياق خطة الرئيس ريغان المستقبلية لإنشاء درع واقٍ من الصواريخ، يضع السلاح النووي التقليدي في المقام الثاني، وقد وصفت هذه الخطة التي طرحتها الإدارة الأمريكية بأنها الخطة الأكثر شمولاً منذ بداية العصر النووي.
الدوافع وراء حرب الفضاء
قد تكون الحاجة إلى ورقة رابحة على طاولة المفاوضات المتسمة بالمساومات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤييتي في جنيف من الدواعي الرئيسة لطرح برنامج حرب الفضاء، فقد أراد الرئيس الأمريكي لهذا البرنامج أن يكون «سد ناري» barrage fire من أجل صراعه لرفض القيود على الأسلحة الهجومية في مفاوضات الحد من الأسلحة الاستراتيجية Strategic Arms Limitation Talks المعروفة اختصاراً بـ «سالت» SALT، فجاء هذا البرنامج لإحراج الخصم في اتفاقية سالت -2- لعام 1979 (التي ظلت غير مبرمة)، وإجبار الاتحاد السوڤييتي على تقديم تنازلات جديدة في مضمار أسلحة التدمير الشامل[ر]، ويُمكِّن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بموقع متميز في عصر القطبية المزدوجة آنئذ.
ظلت الأهداف الحقيقية لمبادرة الدفاع الاستراتيجي محاطة بسرية تامة تحت تسمية سلبية، مما أثار جدلاً متواصلاً حولها بين السوڤييت والأمريكيين.
خفَّت وتيرة حرب الفضاء بعد انهيار الاتحاد السوڤييتي في25 كانون الأول 1991، ثم عادت إلى الظهور وخصوصاً بعد أحداث أيلول 2001 وظهور قوى نووية جديدة على الساحة.
استراتيجية حرب الفضاء
تقوم استراتيجية حرب الفضاء على تسخير الفضاء الخارجي لإحباط أي ضربة صاروخية نووية توجّه إلى الولايات المتحدة أو حلفائها من «العدو المحتمل». وتعتقد روسية أن هذه الحرب «الدفاعية» ليست إلا وقاية للولايات المتحدة من ضربة جوابية تعقب الضربة النووية الأولى التي يفترض بأنها «أمريكية».
أسلحة حرب الفضاء
توزع الأسلحة في الفضاء وعلى الأرض بترتيب معين يمكّن من تدمير الصواريخ العابرة للقارات وغيرها. ففي المرابطة الفضائية توضع أجهزة الليزر الكيمياوي chemical laser (الشكل -1) ومسرِّعات الجسيمات الأولية accelerators of elementary particles وليزر أشعة رونتجن والضخ النووي laser of x ray and nuclear pumping (الشكل -2) للتأثير على الصواريخ العابرة على الفرع الصاعد من محاركها المتوقعة وخصوصاً قبل انفصام رؤوسها النووية على ارتفاع 10-500 كم. وتوضع المدافع الكهرومغنطيسية electro magnetic cannons وسواتل الصواريخ المصغرة الموجهة ذاتياًself-guided missile satellite للتأثير على الرؤوس النووية على الفرع العلوي من محاركها على ارتفاع 500-1200كم. في حين توضع قذائف الاعتراض الموجهة ذاتياً self-guided projectile للتأثير على الرؤوس النووية على الفرع النازل من محاركها بعد الرجوع إلى طبقات الجو.
أما في المرابطة الأرضية فتوضع أجهزة ليزرية تنعكس أشعتها بمرآة طبقية فضائية لتدمير الصواريخ البالستية المتوسطة المدى، إضافة إلى الصواريخ المضادة counter missiles بنوعيها بعيدة المدى للتأثير على الرؤوس النووية على ارتفاع 100-800 كم في الطبقات الجوية العليا (الميزوسفير mesosphere، الإيونوسفير ionospher، الإكزوسفير exosphere) أو على ارتفاع 9-15 كم في طبقة الستراتوسفير stratosphere، إضافة إلى استخدام الطائرات المقاتلة من طراز F15 على سبيل المثال لتدمير ما تبقى من الرؤوس النووية .
تتصدى الوسائط الفضائية المذكورة للضربة النووية سواء أكانت ضربة جوابية أم ضربة أولى، والتي تقوم أساساً على الصواريخ البالستية العابرة للقارات (أرض - أرض) intercontinental missiles (surface - surface) (الشكل -3) بمدى حتى 14-15 ألف كيلو متر، وقد تكون من الصواريخ ذات الحامل الراجع «إلى جو الأرض» المتعدد الرؤوس المستقلة الاستهداف (multiple independently targetable re-entry vehicle) MIRV المتوافرة لدى الروس والأمريكيين على حد سواء،علماً بأن الصواريخ الروسية من هذا النوع دقيقة جداً وقادرة على إصابة الصواريخ الأمريكية في مقراتها تحت الأرض silos، مما دفع الأمريكيين إلى تطوير صاروخ متميز بحامل راجع قابل للمناورة (manoeuvrable re-entry vehicle) MARV في إطار توسيع القدرة النووية الهجومية وتحسينها واستخدام تقانة التخفي stealth technology في الطائرات مما يجعلها عصية على الالتقاط سواء بالحواس البشرية أو بالرادار.
قيادة الأعمال القتالية
يتم التصدي للضربة الصاروخية بأسلحة الفضاء وفق التسلسل المذكور سابقاً، من مقر قيادة مجهز بنظم القيادة والسيطرة بالمفهوم الجديد وبالتعاون مع البحرية وخصوصاً الغواصات النووية القادرة على إطلاق أسلحة الفضاء إلى مداراتها، ومع الطيران وخصوصاً طائرات الشبح F-117 وغيرها القادرة على اعتراض الرؤوس النووية في الجو.
التأمين
تقوم حرب الفضاء على مبدأ الجاهزية القتالية الدائمة المؤتمتة استعداداً للتدخل الفوري، والاستفادة القصوى من تقانات المجسات المختلفة وخصوصاً سواتل الإنذار المبكر وأعمال الاستخبارات والاستطلاع بمجالاتهما كافة.
تتطلب حرب الفضاء منظومة أمن رفيعة المستوى لمكافحة أعمال التجسس والتخريب مدعومة بأحدث الوسائط الإلكترونية، وخدمة فنية استثنائية لصيانة الأسلحة والمنظومات الفضائية وتجديدها، وتوفير الأموال لمواجهة النفقات الباهظة. تجدر الإشارة إلى أن معدل الإنفاق على مثل هذا المشروع يبلغ 10-15 مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
هاني صوفي
Star Wars - Guerre des étoiles
حرب الفضاء (حرب النجوم)
حرب الفضاء space war، أو حرب النجوم star war، فن حرب موسع يضيف إلى مسارح الأعمال القتالية التقليدية البرية والبحرية والجوية مسرحاً جديداً وهو مسرح الفضاء، وتقوم على ابتكار وسائط فضائية ضاربة تعتمد على مبادئ فيزيائية جديدة، تأخذ مكانها ضمن منظومة آلة الحرب التي تشمل أسلحة نووية مطورة.
لمحة تاريخية
جاءت بدايات حرب الفضاء مع مطلع ثمانينات القرن العشرين، إذ قدم الرئيس الأمريكي رونالد ريغان Ronald Reagan اقتراحاته حول ما سماه بحرب النجوم في آذار 1983، جزءاً من حملة للفوز بزيادة المخصصات المالية لوزارة الدفاع وتعزيز موقف الولايات المتحدة تجاه سياسة الرقابة العالمية على السلاح. وأعقب ذلك الإعلان عن حرب النجوم تحت اسم مبادرة الدفاع الاستراتيجي strategic defense initiative في سياق خطة الرئيس ريغان المستقبلية لإنشاء درع واقٍ من الصواريخ، يضع السلاح النووي التقليدي في المقام الثاني، وقد وصفت هذه الخطة التي طرحتها الإدارة الأمريكية بأنها الخطة الأكثر شمولاً منذ بداية العصر النووي.
الدوافع وراء حرب الفضاء
قد تكون الحاجة إلى ورقة رابحة على طاولة المفاوضات المتسمة بالمساومات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤييتي في جنيف من الدواعي الرئيسة لطرح برنامج حرب الفضاء، فقد أراد الرئيس الأمريكي لهذا البرنامج أن يكون «سد ناري» barrage fire من أجل صراعه لرفض القيود على الأسلحة الهجومية في مفاوضات الحد من الأسلحة الاستراتيجية Strategic Arms Limitation Talks المعروفة اختصاراً بـ «سالت» SALT، فجاء هذا البرنامج لإحراج الخصم في اتفاقية سالت -2- لعام 1979 (التي ظلت غير مبرمة)، وإجبار الاتحاد السوڤييتي على تقديم تنازلات جديدة في مضمار أسلحة التدمير الشامل[ر]، ويُمكِّن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بموقع متميز في عصر القطبية المزدوجة آنئذ.
ظلت الأهداف الحقيقية لمبادرة الدفاع الاستراتيجي محاطة بسرية تامة تحت تسمية سلبية، مما أثار جدلاً متواصلاً حولها بين السوڤييت والأمريكيين.
خفَّت وتيرة حرب الفضاء بعد انهيار الاتحاد السوڤييتي في25 كانون الأول 1991، ثم عادت إلى الظهور وخصوصاً بعد أحداث أيلول 2001 وظهور قوى نووية جديدة على الساحة.
استراتيجية حرب الفضاء
تقوم استراتيجية حرب الفضاء على تسخير الفضاء الخارجي لإحباط أي ضربة صاروخية نووية توجّه إلى الولايات المتحدة أو حلفائها من «العدو المحتمل». وتعتقد روسية أن هذه الحرب «الدفاعية» ليست إلا وقاية للولايات المتحدة من ضربة جوابية تعقب الضربة النووية الأولى التي يفترض بأنها «أمريكية».
أسلحة حرب الفضاء
توزع الأسلحة في الفضاء وعلى الأرض بترتيب معين يمكّن من تدمير الصواريخ العابرة للقارات وغيرها. ففي المرابطة الفضائية توضع أجهزة الليزر الكيمياوي chemical laser (الشكل -1) ومسرِّعات الجسيمات الأولية accelerators of elementary particles وليزر أشعة رونتجن والضخ النووي laser of x ray and nuclear pumping (الشكل -2) للتأثير على الصواريخ العابرة على الفرع الصاعد من محاركها المتوقعة وخصوصاً قبل انفصام رؤوسها النووية على ارتفاع 10-500 كم. وتوضع المدافع الكهرومغنطيسية electro magnetic cannons وسواتل الصواريخ المصغرة الموجهة ذاتياًself-guided missile satellite للتأثير على الرؤوس النووية على الفرع العلوي من محاركها على ارتفاع 500-1200كم. في حين توضع قذائف الاعتراض الموجهة ذاتياً self-guided projectile للتأثير على الرؤوس النووية على الفرع النازل من محاركها بعد الرجوع إلى طبقات الجو.
الشكل (1) محطة فضائية ذات ليزر كيماوي | الشكل (2) ليزر أشعة رونتجن والضخ النووي | |
الشكل (3) أنظمة مختلفة للدفاع ضد ضربة أولى بالصواريخ النووية |
قيادة الأعمال القتالية
يتم التصدي للضربة الصاروخية بأسلحة الفضاء وفق التسلسل المذكور سابقاً، من مقر قيادة مجهز بنظم القيادة والسيطرة بالمفهوم الجديد وبالتعاون مع البحرية وخصوصاً الغواصات النووية القادرة على إطلاق أسلحة الفضاء إلى مداراتها، ومع الطيران وخصوصاً طائرات الشبح F-117 وغيرها القادرة على اعتراض الرؤوس النووية في الجو.
التأمين
تقوم حرب الفضاء على مبدأ الجاهزية القتالية الدائمة المؤتمتة استعداداً للتدخل الفوري، والاستفادة القصوى من تقانات المجسات المختلفة وخصوصاً سواتل الإنذار المبكر وأعمال الاستخبارات والاستطلاع بمجالاتهما كافة.
تتطلب حرب الفضاء منظومة أمن رفيعة المستوى لمكافحة أعمال التجسس والتخريب مدعومة بأحدث الوسائط الإلكترونية، وخدمة فنية استثنائية لصيانة الأسلحة والمنظومات الفضائية وتجديدها، وتوفير الأموال لمواجهة النفقات الباهظة. تجدر الإشارة إلى أن معدل الإنفاق على مثل هذا المشروع يبلغ 10-15 مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
هاني صوفي