مسيرة الموسيقارمحمد فوزي مغني وملحن وسينمائي مصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الموسيقارمحمد فوزي مغني وملحن وسينمائي مصري


    محمد فوزي
    من ويكيبيديا
    محمد فوزي (15 أغسطس 1918 - 20 أكتوبر 1966)، مغني وملحن وسينمائي مصري، تربع فوزي على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات في مصر خلال القرن الماضي، وتميز أسلوبه الفني بالبساطة والبهجة، إضافة إلى امتلاكه موهبة في إدارة المال والأعمال والإنتاج الفني. محمد فوزي هو صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر قسما الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا.

    عن حياته[عدل]


    ولد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن الحادي والعشرين من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، منهم المطربتين هدى سلطان، وهند علام.[3] نال محمد فوزي الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م. مال محمد فوزي إلى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يدي أحد رجال المطافئ محمد الخربتلي، وهو من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح. تأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي.

    التحق بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول للموسيقي في القاهرة، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها، حيث تعرف على فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية. تقدم وهو في العشرين من عمره، إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحناً.

    بداية مشواره الفني[عدل]


    حضر إلى القاهرة عام 1938م، واضطربت حياته فيها لفترة قبل العمل في فرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح.

    كان الغناء هاجس محمد فوزي، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْئ رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً ومغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها شاكراً. وفي العام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه (محمد فوزي حبس عبد العال الحو) بمحمد فوزي فقط، فوافق من دون تردد. شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم « أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر. وكان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة» كبيراً غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.

    دأبت الإذاعة المصرية التي رفضته مطرباً، على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه. وبعد ثورة يوليو/تموز 1952؛ دخل الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية «بلدي أحببتك يا بلدي»، والدينية من مثل: «يا تواب يا غفور»، و«إلهي ما أعدلك». وأغاني الأطفال مثل «ماما زمانها جاية» و«ذهب الليل»، والتي غنّاها في فيلم «معجزة السماء». كذلك اشترك مع مديحة يسري، عماد حمدي، شادية، فريد شوقي وهدى سلطان في رحلات قطار الرحمة التي أمرت بتسييره الثورة عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، وقدَّم جانباً من فنه مع الفنانين الآخرين لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية.

    غنى فوزي العديد من الأغاني التي كانت من ألحانه في مجموعة من الأفلام، كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلى مراد ونازك وهدى سلطان أخته ونجاح سلام، وغيرهم الكثير.
    النشيد الوطني الجزائري[عدل]


    في عام 1956 ذهب اثنان من مسؤولي الجزائر إلى مصر وقابلوا محمد فوزي في إذاعة صوت العرب وطلبوا منه تلحين النشيد القومي الجزائري، لكن محمد أبو الفتوح رئيس القسم المغربي في الإذاعة اعترض على فوزي، واعتبره ملحنا خفيفا ولا يصلح لتلحين النشيد القومي. أخذ فوزي الأمر على أنه تشكيك بقدراته وموهبته وقدم نشيد قسما، وقام بتلحين النشيد القومي الجزائري الذي لازال حتى يومنا هذا.[3]
    تأسيس شركة مصرفون ثم تأميمها[عدل]


    عام 1958م استطاع فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما.

    دفع تفوق شركة فوزي وجودة إنتاجها الحكومة إلي تأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966م. يقول أحمد السماحي: "إن التأميم كان السبب في انهيار فوزي فبعدما كان صاحب الشركة وعمودها الفقري وهي كل حياته، بدأ عمله فيها يتقلص، حتى جاءها في أحد الأيام وجد على بابها أحد الأشخاص يقول له سنعطيك مرتبا شهريا مئة جنيه، وسيكون لك فيها مكتب وستكون رئيس الشركة، لكنه وجد مكتبه الخاص في الحجرة التي كانت بوفيه للشاي والقهوة."[3]


    أعماله[عدل]


    مثّل محمد فوزي 36 فيلماً (هذا عدا عن ظهور آخر له في فيلم ليالي القاهرة عام 1939)، وهو بذلك على الأرجح أكثر المطربين الذكور تمثيلاً. كما أنه كان يسمح لملحنين آخرين بالتلحين في الأفلام التي يمثلها (مثل أفلام قبلني يا أبي، ونرجس ، وثورة المدينة ،وليلى بنت الشاطئ)، في حين قام محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش بتلحين كل الأغاني في الأفلام التي مثلوها كلٌ على حدة.
    سيف الجلاد 9 أكتوبر 1944 يوسف وهبي
    قبلة في لبنان 3 يناير 1945 أحمد بدرخان
    أصحاب السعادة 1 أبريل 1946 محمد كريم
    مجد ودموع 4 مارس 1946 أحمد بدرخان
    عدو المرأة 16 ديسمبر 1946 عبد الفتاح حسن
    قبلني يا أبي 8 سبتمبر 1947 أحمد بدرخان
    عروسة البحر 27 سبتمبر 1947 عباس كامل
    صباح الخير 1 ديسمبر 1947 حسين فوزي
    العقل في أجازة 12 مايو 1947 حلمي رفلة
    صاحبة العمارة 18 مارس 1948 عبد الفتاح حسن
    حب وجنون 29 مارس 1948 حلمي رفلة
    نرجس 15 مايو 1948 عبد الفتاح حسن
    الروح والجسد 4 أكتوبر 1948 حلمي رفلة
    بنت حظ 1 نوفمبر 1948 عبد الفتاح حسن
    المرأة شيطان 28 فبراير 1949 عبد الفتاح حسن
    المجنونة 31 يناير 1949 حلمي رفلة
    فاطمة وماريكا وراشيل 25 يوليو 1949 حلمي رفلة
    صاحبة الملاليم 26 سبتمبر 1949 عز الدين ذو الفقار
    بنت باريز 3 أبريل 1950 حلمي رفلة
    آه من الرجالة 2 يونيو 1950 حلمي رفلة
    غرام راقصة 18 سبتمبر 1950 حلمي رفلة
    الزوجة السابعة 10 أبريل 1950 إبراهيم عمارة
    الآنسة ماما 7 أكتوبر 1950 حلمي رفلة
    الحب في خطر 2 يوليو 1951 حلمي رفلة
    نهاية قصة 3 سبتمبر 1951 حلمي رفلة
    ورد الغرام 10 ديسمبر 1951 هنري بركات
    من أين لك هذا 9 يونيو 1952 نيازي مصطفى
    يا حلاوة الحب 29 أكتوبر 1952 حسين فوزي
    ابن للإيجار 13 سبتمبر 1953 حلمي رفلة
    فاعل خير 21 مارس 1953 حلمي رفلة
    دايماً معاك 2 أغسطس 1954 هنري بركات
    بنات حواء 1 مارس 1954 نيازي مصطفى
    ثورة المدينة 30 أكتوبر 1955 حلمي رفلة
    معجزة السماء 19 مارس 1956 عاطف سالم
    ليلى بنت الشاطئ 12 يناير 1959 حسين فوزي
    كل دقة في قلبي 9 فبراير 1959 أحمد ضياء الدين
    أفلام محمد فوزي[عدل]


    قام محمد فوزي بإنتاج عدد من الأفلام بين عامي 1947 و1959، جميعها من بطولته عدا فيلمي فتوات الحسينية، والغائبة.[4] أسرته[عدل]


    هو شقيق للممثلة والمطربة هدى سلطان، والمطربة هند علام.

    تزوج محمد فوزي عام 1943م بزوجته الأولى السيدة هداية وأنجب منها (المهندس نبيل 1944 ـ المهندس سمير 1946 ـ الدكتور منير 1948) وانفصل عنها عام 1952، تزوج عام 1952 بالفنانة مديحة يسري وأنجب منها عمرو عام 1955 (وقد توفي لها ابنان من محمد فوزى)، وانفصل عنها عام 1959م، تزوج عام 1960 بزوجته الثالثة كريمة وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 1961 وظلت معه حتى وفاته.
    وفاته[عدل]


    جنازة الفنان محمد فوزي

    أسس شركة (مصرفون) لتكون أول شركة للأسطوانات في الشرق الأوسط والتي لحق بها استوديو لتسجيل الألحان والأغاني وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينات من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها، بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه أنه لم يتوصّل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو. (المرض هو تليف الغشاء البريتوني الخلفي) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزي) هكذا سماه الدكتور الألماني باسم محمد فوزي. وهكذا دخل محمد فوزي دوّامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م.

    وقد بلغ رصيد محمد فوزي من الأغنيات 400 أغنية منها حوالي 300 في الأفلام من أشهرها "حبيبي وعينيه"، و"شحات الغرام"، و"تملي في قلبي"، و"وحشونا الحبايب"، و"اللي يهواك أهواه"، و"مال القمر ماله"، ومجموعة من أجمل أغنيات الأطفال التي أشهرها "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل طلع الفجر" والأغنية الوطنية الشهيرة "بلدي احببتك يا بلدي" وأغاني المناسبات ك "هاتوا الفوانيس يا ولاد" الخاصة برمضان وأغنية "إنتي يا أمي" الخاصة بعيد الأم، وغيرها من الأغاني وله لحن خاص واسمه "يا مصطفى" والذي أصبح أيقونة في الموسيقى العالمية حيث تم استخدامه في أغاني عالمية كثيرة.

  • #2

    محمد فوزي.. رائد الموسيقى الشبابية وأول من قدم أغنية سياسية للأطفال


    احتار أطباء العالم في تشخيص حالة محمد فوزي، وأصدر المستشفى الألماني الذي كان يعالج به بيانا جاء فيه أنه لم يتم التوصل لمعرفة المرض وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصاب به
    محمد فوزي أسس أول مصنع للأسطوانات في الشرق الأوسط (مصر فون) لمساعدة الاقتصاد المصري
    (مواقع التواصل)
    إيمان محمد
    15/8/2021
    بصياغة ومفردات موسيقية ولغة عصرية، استطاع الفنان المصري محمد فوزي، الذي تحل ذكرى ميلاده في 15 أغسطس/آب أن يصبح واحدا من أهم الموسيقيين في تاريخ الوطن العربي، ولم يكن نبوغ فوزي الذي ولد في عام 1918 في الموسيقى فقط، فقد كان فنانا شاملا خاض بنفس البراعة كل المجالات كالغناء والتلحين والاستعراض والتمثيل الكوميدي والتراجيدي، بجانب الإنتاج والتأليف وتجربته الرائدة كونه أول من أنشأ مصنع للأسطوانات في الشرق الأوسط والذي تم تأميمه عقب "ثورة يوليو 1952".
    أسلوب فوزي المجدد في التلحين والغناء جعله محل انتقاد المشرف المختص في الإذاعة المصرية حين تقدم ليكون مطربا بها، فتم رفضه وقتها بزعم أن الأسلوب غير مألوف، وبعدها بسنوات تم إجازته كمطرب، والمفارقة أنه قدم الأغنية نفسها -التي تم رفضها- في فيلم وحققت نجاحا كبيرا وهي "كلمني طمني" والتي قدمها دون موسيقى واعتمد على الأصوات البشرية بدلا منها.
    علامات النبوغ الأولى
    ظهرت علامات نبوغه الأولى منذ كان طفلا، حيث ولد في قرية أبو الجندي في مركز طنطا بمحافظة الغربية، ونال الشهادة الابتدائية من مدرسة طنطا، ولكنه تأثر بتعلمه المبكر لآلة العود، فوالده كان عاشقا للموسيقى وكان أيضا يجيد العزف على العود لكنه لم يحترف الفن، فلم يخرج الأمر من نطاق الأصدقاء، فنشأ فوزي بين أصدقاء والده من محبي الفن، وقد تعلم الموسيقى على يد محمد الخربتلي، الذي كان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.
    وتأثر فوزي في تلك المرحلة بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وكان يقدم أغانيهما في احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، لكن كل ذلك لم يشبع طموحه الفني فقرر الانتقال إلى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، وقد واجه رفض والده للفكرة، إلا أن والدته كانت تساعده بإرسال مصروف شهري، وبعد فترة قرر أن يعتمد على نفسه بالكامل من خلال العمل في الفرق الفنية.
    فشل في مسرح سيد درويش
    لم يكن طريق محمد فوزي ممهدا، بل واجه الفشل في بدايته حين حل بديلا للمطرب إبراهيم حمودة في مسرحية لسيد درويش، فتم الاستعانة به بدلاً منه، فلم يكن فوزي مستعدا بشكل كاف ولم يكن قد كوّن بعد هويته الخاصة في الغناء، فلم يحقق النجاح المتوقع له إلا أن فشل تجربته لم يثنه عن استكمال طريقه في الغناء.
    السينما الغنائية
    أسهمت السينما في تأريخ أعمال محمد فوزي الغنائية، حيث كان صاحب النصيب الأكبر من الأفلام الغنائية بـ37 فيلما بدأها حين اكتشفه الفنان يوسف وهبي الذي كان يبحث عن فنان لتقديم دور صغير في فيلم "سيف الجلاد" في عام 1944، وكان فوزي في تلك المرحلة يعمل في فرقة بديعة مصابني.
    صغر الدور لم يمنع فوزي من الانطلاق بعدها في عالم التمثيل بجانب الغناء فقدم بعدها بعام البطولة مناصفة مع أنور وجدي ومديحة يسري في فيلم "قبلة في لبنان"، وجاءته البطولة المطلقة بعدها في فيلم "مجد ودموع" أمام نور الهدى، وبعدها شارك نجمات السينما العربية في هذا الوقت في الأفلام مثل فاتن حمامة وصباح وسامية جمال وفايزة أحمد وليلى فوزي وليلى مراد وكون ثنائيا سينمائيا مع الفنانة مديحة يسري التي تزوجها وأنجب منها ابنه عمرو محمد فوزي الذي توفي شابا في حادث أليم.
    نجاح فوزي السينمائي جعله يفكر في أن يخوض تجربة الإنتاج بـ16 فيلما منها "العقل في إجازة" وكان أول من قدم الفنانة شادية سينمائيا في الفيلم، و"حب وجنون" و"الروح والجسد" و"فاطمة وماريكا وراشيل" وكذلك "صاحبة الملاليم" و"المجنونة" و"غرام راقصة"، وأيضا "يا حلاوة الحب" و"فاعل خير"، كما قام بتأليف أفلام "كل دقة في قلبي" و"معجزة السماء" و"من أين لك هذا".
    أول فيلم ملون

    ومن خلال شركة الإنتاج السينمائي التي أسسها قام بتجربة تلوين فيلمين هما (الحب في خطر) و(نهاية قصة) لكن لسوء حظه احترق الفيلمان أثناء وصولهما من فرنسا إلى مصر وبقيت النسخ الأبيض والأسود، وهو ما تسبب له في خسائر فادحة.
    رائد الموسيقى الشبابية

    اتسمت ألحان محمد فوزي بالبساطة والعمق في الوقت نفسه، فكان حريصا على دمج الإيقاعات الشرقية إلى جانب الغربية أيضا، سواء الألحان التي غناها بنفسه أو التي قدمها لمطربين آخرين.
    لقبه الموسيقيون الكبار في عصره بأنه "رائد الموسيقى الشابة والمتجددة"، ومن أهم أغانيه "داري العيون" و"حبيبي وعنيا" و"شحات الغرام" و"طير بينا يا قلبي" و"مال القمر ماله" و"تملي في قلبي" و"راح توحشيني"، وقدم اللون الفرانكو في أغنية "يا مصطفى".
    أغنية سياسية للأطفال

    كان فوزي أبا حنونا يحب أبناءه ولا يبتعد عنهم رغم انفصاله مرتين سواء من زوجته الأولى السيدة هداية عبد المحسن، والتي أنجب منها نبيل وسمير ومنير، وابنه عمر من الفنانة مديحة يسري والتي انفصل عنها أيضا، ثم ابنته الوحيدة إيمان من زوجته كريمة والتي عرفت بـ"فاتنة المعادي"، وبروح الأب وحبه للأطفال كان أول من اهتم بتقديم أغنيات للأطفال، فلحن وغنى "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل"، كما قدم أول أغنية سياسية للأطفال وهي (كان وإن) التي تحدث من خلالها عن "ثورة يوليو" 1952 وتأميم قناة السويس.
    دعم الثورة الجزائرية

    اهتم بتقديم الأغنيات الوطنية مثل (بلدي أحببتك يا بلدي) و(النصر لمصر)، ولحّن النشيد الوطني للجزائر (قسما) من كلمات شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا والذي تم اعتماده رسميا في 1963، بعد استقلال الجزائر، وقد قامت وزارة الثقافة هناك بإطلاق اسم محمد فوزي على معهد الموسيقى العربية هناك تكريما له.

    لم يكن الفنان المصري المرشح الأول لتلحين النشيد، فقد قام الملحن التونسي محمد التريكي في البداية بتقديم لحن للقصيدة وقام بتقسيمها لعدة أبيات فوجد المسؤولون عن الفكرة صعوبة أن تصل للجمهور، فاتصل مفدي زكريا بإذاعة صوت العرب وتم ترشيح محمد فوزي الذي رفض تقاضي مقابل مادي واعتبر الأمر مساندة ودعما للثورة الجزائرية.
    أول مصنع أسطوانات

    موهبة محمد فوزي لم تقف عند التمثيل والغناء، بل كان يسخّر كل إمكانياته من أجل الفن، وكان أيضا يتسم بالذكاء في الإنتاج والتجارة، فكان يقوم بإحضار معدات من هولندا لتسجيل أغنياته، ثم طبعها في اليونان، فشعر بأن هناك عملة حرة يمكن الاستفادة بها في مصر، وهو ما دفعه لأن يفكر في تأسيس أول مصنع للأسطوانات في الشرق الأوسط (مصر فون) لمساعدة الاقتصاد المصري، وبعد "ثورة يوليو" تم تأميم المصنع وقد أصيب بعدها بمرض نادر وتدهورت حالته الصحية حيث انخفض وزنه بشكل خطير حيث وصل إلى 36 كيلوغراما.
    أنت من عند ناصر

    رغم انتشار شائعات عن اضطهاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمحمد فوزي وتسببه في مرضه، فإن محمد فوزي في لقاء إذاعي نادر بعد تأميم شركته تحدث عن رحلة علاجه في عدد من الدول كالولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا، ووجه الشكر لعبد الناصر ولرجال الحكومة المصرية، وقال في اللقاء "خُطب الريس كنا بنسمعها (نسمعها) كلها، فالأجانب مبيقولكش (لا يقولون) أنت من مصر. لا بيقولك (لا.. بل يقولون) أنت من عند ناصر".
    مرض محمد فوزي

    احتار أطباء العالم في تشخيص حالة محمد فوزي، وأصدر المستشفى الألماني الذي كان يعالج به بيانا جاء فيه أنه لم يتم التوصل لمعرفة المرض وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصاب به، وهو ما دفع الطبيب الألماني المعالج له بأن يطلق على مرضه اسم مرض "محمد فوزي".

    وقد حصلت زوجته الفنانة كريمة على دورة في التمريض لتتمكن من مساعدته حيث شاركته معاناته في المرض، وكانت كذلك حريصة على دعمه نفسيا في الأشهر الأخيرة من حياته.
    تنبأ بوفاته قبل ساعات

    قبل وفاته بساعات كتب محمد فوزي رسالة تنبأ خلالها برحيله وكشف عن الآلام التي تعرض لها، فقال: إن الموت علينا حق، إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي، وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرًا في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة، تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرًا تحياتي لأولادي وأسرتي، لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة".

    وقد توفي بعدها بساعات قليلة قي 20 أكتوبر/تشرين الأول 1966 عن عمر 48 عاما.

    المصدر : الجزيرة

    تعليق

    يعمل...
    X