أبولون
ابولون
Apollon - Apollon
أبولون
أبولون (أبولو) Apollon هو أوسع آلهة الأساطير اليونانية نفوذاً وأسماهم منزلة بعد أبيه زيوس. أمه ليتو Leto وأخته التوأم أرتيميس.
ترجح الأساطير أنه ولد في جزيرة ديلوس الواقعة في بحر إيجة، وأن عبادته انطلقت من تلك الجزيرة إلى اليونان وآسيا الصغرى. ويقال إنه بنى بيديه أسوار طروادة وناصَرَ الطرواديين، وأوقع الخصومة بين آخيل وأغاممنون، في حين كانت بقية الآلهة يناصرون الإغريق.
كانت له وظائف متعدّدة فقد عُبد في البدء إلهاً للشمس ولقّب «فيبوس» أي الساطع، ولهذا اللقب مغزاه عند الشعراء والفنانين. وكان يُعد إلهاً لكل ما هو خيِّر وجميل، كحفظ النظام واحترام القانون وإسعاد الناس وشفاء المرضى وتطهير المذنبين وإبادة الجرذان والزواحف؛ لذا تعددت نعوته وألقابه، ومنها أبولون بيثيون لقتله البيثون Python (ثعبان ضخم) ولكنه، مع ذلك، كان مخوفاً، يعاقب الخارجين على الأنظمة والقوانين الدينية فيرميهم بسهامه، ويرسل الجوائح والأوبئة ليعاقب بعض المدن.. فإذا المؤمنون به دائماً بين رجائه ومخافته. وكان كذلك إلهاً للموسيقى والشعر ورئيساً لأخواته التسع ربات الإلهام اللواتي كن يقمن معه في قمة البرناس. ويرى الفيلسوف نيتشه أنه يمثّل التفكير والحكمة والتأمل بينما يمثّل ديونيزوس الوَلَه الديني.
وكانت مدينة دلفي[ر] أعظم مركز لعبادته وتلقّي إلهامه، حيث تقوم على خدمته كاهنة اسمها «بيثيا» تتلقى إلهامه في طقوس معينة ثم تؤديه إلى الناس وتكشف لهم في أثناء وَجْدها بعض النبوءات مما تفوه به من عبارات وأشعار. وكان لكهنته نفوذ كبير في حياة اليونان السياسية والاجتماعية لأن وحيه يعد تعبيراً عن إرادة والده زيوس[ر] Zeus.
انتقلت عبادته إلى إيطالية فعبده الأتروسكيون ثم الرومان، واتسعت في عهد أغسطس[ر] الذي اتخذه إلهاً، وبنى له معبداً في «تل البلاتين» شكراً له لأنه أظفره على أنطونيوس وكليوباترة في معركة أكتيوم.
وقد أضفى عليه الشاعران «هزيود» و«بندار» بعض السّمات الإنسانية من حبه للموسيقى والشعر والرقص وعشقه بعض الغانيات مثل «كورونيس» التي ولدت منه «إسكولاب» إله الطب. ومن زوجاته الإلهيات الحورية «دفنة» التي هربت منه جزعاً، وتحولت شجرة غار، فضفر من أغصانها إكليلاً لرأسه؛ ومنهن أيضاً «كاليوبة» ربّة الموسيقى التي ولدت «أورفيوس» فوَرِث عن والديه الشعر والموسيقى والقيثارة.
تظهر رسوم أبولون كثيراً على الأواني الإغريقية حيث يبدو عازفاً على القيثارة أو بصحبة ربات الإلهام أو أمام أسوار طروادة.. ووُجدت لـه تماثيل ومجموعات نحتية جميلة نفّذها نحّاتون عظام مثل «فيدياس» و«براكسيتيل» و«برنان». ومُثِّل في العصر الوسيط رامياً للسهام. أما في عصر النهضة فقد غدا موضوعاً أثيراً لدى الفنانين. وصوّره «دورر» إلهاً للشمس وجعل منه «رافائيل» مثالاً أعلى للجمال الذّكري.
عبد الرزاق الأصفر