ارسلان Arslan -نسب أسرة لبنانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ارسلان Arslan -نسب أسرة لبنانية

    ارسلان

    Arslan - Arslan


    أَرْسَلان



    نسب أسرة لبنانية من أسر الأمراء الدروز. ولفظة أرسلان فارسية وتركية تعني «أسد» وقد تلفظ آرْسَلان ورُسْلان.

    يذكر سليلو هذه الأسرة أنهم ينتمون إِلى المناذرة اللخميين, وأنّ جدهم الأول هو أرسلان ابن مالك بن بركات بن المنذر أحد أحفاد المنذر بن ماء السماء, ولد سنة 109هـ/727م في المعرّة, وكانت عشيرته تقيم فيها, ولما قدم أبو جعفر المنصور العباسي دمشق سنة 141هـ/758م سار إِليه أرسلان مع أخيه المنذر ووجوه عشيرته للتهنئة, فلقي من الخليفة أحسن قبول وأقطعه وإِخوته الجبال المطلّة على بيروت والساحل ليجاوروا الجراجمة (الَمرَدَة) ويصدوهم, فنزل بقومه في حصن يعرف بحصن أبي الجيش في وادي التيم سنة 142هـ/759م وتفرقت عشائرهم في البلاد وعمروها وحصنوا بيروت وأصلحوا أسوارها, وجرت وقائع كثيرة بينهم وبين الجراجمة وقراصنة الروم الذين كانوا يغيرون على سواحل الشام في أيام الدولة العباسية.

    وقد أظهر الأرسلانيون في هذه المعارك بسالة وشجاعة نالتا إِعجاب الخلفاء وتقديرهم. إِلاّ أن الأرسلانيين انقسموا على أنفسهم في أواخر الخلافة العباسية وتفرقت كلمتهم فانحاز بعضهم إِلى الحمدانيين أو المرداسيين أو السلاجقة من حكام بعض مناطق سورية, وانحاز آخرون إِلى الفاطميين حكام مصر وجنوبي بلاد الشام. ولما جاء الصليبيون واستولوا على مدن الساحل دارت بينهم وبين الأرسلانيين معارك كثيرة, فتعرضوا للتنكيل والقهر, وضيّق عليهم الصليبيون حتى اقتصرت ممتلكاتهم على بعض وادي التيم ومقاطعة الغرب, وكان حكام دمشق من البوريين والزنكيين والأيوبيين يستعينون بهم في وقائعهم مع الصليبيين وينجدونهم حين يتعرضون لغزو هؤلاء الفرنجة. كذلك أبلى الأرسلانيون بلاءً حسناً في حرب المغول, ونالوا رضى الملك المظفر قطز سلطان المماليك, وظلت أمورهم بين مدٍّ وجزر حتى دالت دولة المماليك. وفي العهد العثماني اتسعت ولاية الأرسلانيين حتى شملت قسماً كبيراً من أرض لبنان, ولكن انقسامهم وتنازعهم السلطة أضعفهم ومكّن المعنيين من إِقامة دولتهم في لبنان وأجزاء كبيرة من سورية, وكان بين الفريقين معارك كثيرة. كذلك اختلف الأرسلانيون مع الشهابيين بعد أن قويت شوكة هؤلاء. وحدث أن الأمير إِسماعيل بن يوسف رسلان صاحب مقاطعة الغرب التحتانية كان قد تزوج الأميرة زليخا الشهابية فلم يرزق منها بولد. وتزوج من ابنة عمه بدر السماء فولدت له بنتاً, فلمّا مات سنة 1184هـ/1770م ادعى الأمير يوسف الشهابي أن إِسماعيل أوصى بمتروكاته إِلى الأمراء الشهابيين, واختلف الفريقان في قسمتها. ثم جرى الاتفاق على أن يكون لآل شهاب الثلثان وللأمير فخر الدين بن حيدر والأمير بشير من آل أرسلان الثلث من التركة.

    وينحدر الأمراء الأرسلانيون المعروفون اليوم في لبنان من الأمير فخر الدين أرسلان بن حيدر المتوفى سنة 1195هـ/1780م.

    أما أشهر من برز من الأرسلانيين في القرن التاسع عشر فهم:

    ـ عباس بن فخر الدين (ت 1809) وزوجته حبوس بنت الأمير بشير بن محمد رسلان (1768-1826). ومن أخبار عباس أنه حضر وقائع أحمد باشا الجزار في لبنان وأبلى فيها بلاء حسناً, ثم انحاز إِلى الأمير بشير بن عمر الشهابي حين قدم والياً سنة 1797, وقاتل إِلى جانبه حين دهم عسكر الجزار الشويفات سنة 1800 وهزمهم. وخلّف أربعة أولاد ذكور قصّر فتولت امرأته السيدة حبوس حكم المقاطعة بفضل ذكائها وحسن سياستها, إِذ كانت حازمة سديدة الرأي, أنشأت أولادها وربتهم تربية حسنة وأدارت دفة الحكم بمقدرة وفطنة, ووالت الأمير بشير الثاني وساعدته بأموالها, وخرجت معه إِلى حوران لما أخرج من لبنان, ورجعت إِلى منصبها حين عادت الولاية إِليه, ولكنها لم تلبث أن تدخلت في النزاع بين الأمير بشير الشهابي والشيخ بشير جنبلاط, فساندت الشيخ بشيراً, واضطرت إِلى تحمل العاقبة, فصودرت أموالها وشدد عليها وتوفيت إِثر ذلك. وقد اشتهر من أولادها أحمد وأمين وحيدر الذين كان لهم دورهم السياسي المعروف في لبنان.

    ـ ملحم بن حيدر بن عباس (1820-1873), كان متقناً الفقه, وله مشاركة في النحو والفرائض والحساب, ولما كانت حوادث 1860 لم يتدخل فيها إِلاّ لمساعدة المصابين وصيانة أهل وطنه ولاسيما النصارى, فلما جاء محمد فؤاد باشا لإِخماد الحركة سجنه في بيروت, ولكن موقفه المنصف من النصارى أخرجه من السجن, وأرجعت إِليه أملاكه, وتولى قائمقامية الشوف مدة, فلمّا عظم نفوذه فصل عن القائمقامية, فنزل بيروت وأقام فيها.

    ـ محمد بن أمين بن عباس (1838-1869), أشهر الأرسلانيين في القرن التاسع عشر, كان محباً للعلم, قرأ العربية وتعلم التركية والفرنسية, تولى قائمقامية الدروز عندما مرض والده وهو في العشرين من عمره, فلمّا مات الأب تولاها أصالةً. وبعد حوادث عام 1860 انتقل إِلى بيروت وتفرغ للتأليف والمطالعة وأسس الجمعية العلمية السورية في بيروت وتولى رئاستها, أصبح عضواً في مجلس الشورى في الآستانة فكان نافذ الكلمة فيها, وتوفي في الآستانة. ترك مؤلفات منها «تشحيذ الأذهان في المنطق» و «الكلمة في النحو والصرف» و «التحفة الرشدية في اللغة التركية» و «عظمة وسقوط العرب» ورواية «فرح بن سرور». ولم يطبع من كتبه إِلاّ «التحفة الرشدية».

    أما أشهر رجال هذه الأسرة في القرن العشرين فهم:

    ـ شكيب أرسلان (1286-1366هـ/1869-1946م) شاعر وكاتب ومؤرخ ورجل سياسة, عرف بأمير البيان, وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق.

    كان والد شكيب الأمير حمّود بن حسن ابن يونس مؤسس الفرع الأصغر من الأسرة الأرسلانية في العصر الحديث. وكان مديراً للشويفات بلبنان يعيش على بسطة من الحياة مع زوجته وأولاده الأربعة: نسيب وشكيب وحسن وعادل.

    تلقى شكيب وأخوه نسيب العلوم الابتدائية من قراءة وكتابة وتلاوة للقرآن في الشويفات, وكان نسيب يكبره بسنة ونصف السنة فنشأا توأمين.

    انتقل شكيب إِلى مدرسة الحكمة في بيروت وأمضى فيها سبع سنوات ثم انتقل إِلى المدرسة السلطانية في بيروت سنة 1887م ودرس فيها الفقه والتوحيد على الشيخ محمد عبده والشيخ أحمد عباس وأتقن التركية وتعلم مبادئ الإِنكليزية. وعندما أنهى دراسته سافر إِلى بعض الأقطار العربية فزار دمشق ثم ارتحل إِلى مصر وهناك اجتمع بالشيخ محمد عبده الذي كان قد استقر في القاهرة, ثم سافر بعد ذلك إِلى الآستانة في سنة 1890م والتقى جمال الدين الأفغاني[ر] وسمع منه وتأثر به, ثم سافر إِلى فرنسة سنة 1892م وهناك تعرف أحمد شوقي[ر] ونشأت بينهما صداقة, وعاد بعدها إِلى بيروت والتقى محمد رشيد رضا[ر] وتوثقت الصلة بينهما.

    عيّن مديراً للشويفات (1902) ثم غدا القائمقام فيها, ثم اختير نائباً عن حوران في مجلس المبعوثان بالآستانة سنة 1909م.

    وعندما قامت إِيطالية بعدوانها على طرابلس الغرب سنة 1911م أخذ شكيب يكتب المقالات, يستحث المسؤولين في الآستانة ومصر لنجدتها, ثم قدم إِلى مصر متطوعاً مع طائفة من المجاهدين, واستطاع أن يدخل طرابلس الغرب متخفياً. وعندما احتلّ الإِيطاليون طرابلس وبرقة عاد إِلى مصر, وهناك وطَّد معرفته برشيد رضا وتأثر به, وكان ذلك منبعاً لكثير من آرائه. ثم سافر إِلى تركية مفتشاً لبعثات الهلال الأحمر المصري. وفي سنة 1941 سافر إِلى المدينة المنوّرة لإِنشاء مدرسة فيها. وعندما احتدم الخلاف بين العرب والأتراك في أثناء الحرب العالمية الأولى اتخذ موقفا معتدلاً, وحاول إِزالة التوتر بين الطرفين فلم يفلح, واتهم بميوله العثمانية, ولكنه كان يرى في تقربه من الأتراك خدمة لوطنه, وحاول التخفيف من مظالم جمال باشا فتوسط عنده من أجل عدد من المواطنين. وعندما علّق جمال باشا الأحرار على المشانق ذهب شكيب يشكوه إِلى الباب العالي مما أغضب الوالي عليه.

    وعندما وقع بعد الحرب ما كان يحذّر منه شباب العرب
يعمل...
X