مجاور (يوسف يعقوب شيباني)
Ibn al-Mudjawir (Yusuf ibn Yakub al-Shibani-) - Ibn al-Mudjawir (Yusuf ibn Yakub al-Shibani-)
ابن المجاور (يوسف بن يعقوب الشيباني ـ)
(601 ـ 690 هـ/1205 ـ 1291م)
أبو العز، نجم الدين يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي المعروف بابن المجاور، مؤرخ، عالم بالحديث، وفي بعض المراجع يُكنى بأبي الفتح وأحياناً يُلقب بـ جمال الدين. ولد في دمشق، وتعلّم فيها.
سمع من أبيه، كما سمع أيضاً من التاج الكندي تاريخ بغداد للخطيب والخضر كامل السروجي، وابن مندويه وغيرهم. وسمع الحديث منه كثير من محدثي دمشق مثل: إسماعيل بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل بن عمر الختني الدمشقي المعروف بابن الحموي الذي أخذ عنه أمالي ابن سمعون، وزين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن إبراهيم التنوخي الدمشقي، وأبو الحسن علي بن عثمان الخراط الشاغوري، ومن أهل مصر أخذ عنه أمين الدين أبو الفضل عبد المحسن بن أحمد المحمودي المعروف بابن الصابوني المصري.
ارتبط اسم ابن المجاور بالمؤلَّف الشهير «تأريخ المستبصر»، الذي نسبه (بروكلمان Brockelmann) وآخرون إلى ابن المجاور الدمشقي خطأً ونقل ذلك خير الدين الزركلي في أعلامه، وكان جعفر الحسني أول من نبّه لهذا الخطأ، في مجلة «المجمع» بدمشق (32/383) وأشار إلى ما ورد في كتاب «تأريخ المستبصر» من التصريح باسم والد المؤلف وأخيه إذ ورد فيه «وكتب والدي محمد بن مسعود بن علي بن أحمد بن المجاور البغدادي النيسابوري»، وبذلك تبين أن المؤلف هو ابن المجاور بن محمد بن مسعود البغدادي النيسابوري. ويُعدّ هذا الكتاب من نفائس كتب الرحلات، إذ يمثل جولة أثرية، في مكة وبلاد اليمن وما يليهما، قام بها ابن المجاور البغدادي النيسابوري في عامي 625 و626هـ، وهي السنة نفسها التي أنهى بها ياقوت معجمه، رجع إليه العيدروس في كتابه «النور السافر»، مما يدل على بقاء الكتاب في اليمن مدة طويلة، وكان أول من نبّه على أهميته المستشرق سبرنجر عام 1864م، ونشر أول مرة في ليدن مابين 1951 و1954، بعناية أوسكر لوفغرين، واعتني فيه بذكر عادات أهالي تلك البلاد، ولاسيما الزواج، والأسماء، وتحصيل الضرائب، وكتب نبذة تاريخية عن كل مدينة زارها، ووصف أهم معالمها وأغرب عاداتها، كقوله في زبيد: «وعددت أبراجها فوجدتها (109)»، ووصفه حصون جبل ملحان، التي تشبه قطع الشطرنج، وبيع الجواري في عدن، وطريقة تفتيش المراكب فيها، وقبائل السرو: الذين يحجون في أول رجب، وأديان مدينة نجران، ونصارى سُقطرى، ويهود تبالة، قال: «ووراء هذا النهر من اليهود مائة ألف ألف، كلهم عرب يعقدون القاف».
وقد ضمّن المؤلف الكتاب (14) رسماً توضيحياً، منها مجسم لمدينة مكة وسورها الذي بناه قتادة سنة 608هـ، وهو يضيف إلى مشاهداته فصولاً من ذاكرته، كالفصول التي حُكي فيها «طرق تخاصم النساء» و«أسماء البلدان التي خربها أصحابها خوفاً من أعدائها» و«سجون الملوك في الأمصار، ومنها: يلدز، حبس الملك قطب الدين الآملي»، وشهور اليهود وعاداتها وأعيادها، وأسماء أمصار الخوارج في العالم، ومنها دمشق؟ وطرق صيد اللؤلؤ، وذكر المدن التي جلا عنها أهلوها، وألقاب ملوك العجم في اليمن، وضمّنه طرفاً من الشعر الفارسي.
عامر عيسى
Ibn al-Mudjawir (Yusuf ibn Yakub al-Shibani-) - Ibn al-Mudjawir (Yusuf ibn Yakub al-Shibani-)
ابن المجاور (يوسف بن يعقوب الشيباني ـ)
(601 ـ 690 هـ/1205 ـ 1291م)
أبو العز، نجم الدين يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي المعروف بابن المجاور، مؤرخ، عالم بالحديث، وفي بعض المراجع يُكنى بأبي الفتح وأحياناً يُلقب بـ جمال الدين. ولد في دمشق، وتعلّم فيها.
سمع من أبيه، كما سمع أيضاً من التاج الكندي تاريخ بغداد للخطيب والخضر كامل السروجي، وابن مندويه وغيرهم. وسمع الحديث منه كثير من محدثي دمشق مثل: إسماعيل بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل بن عمر الختني الدمشقي المعروف بابن الحموي الذي أخذ عنه أمالي ابن سمعون، وزين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن إبراهيم التنوخي الدمشقي، وأبو الحسن علي بن عثمان الخراط الشاغوري، ومن أهل مصر أخذ عنه أمين الدين أبو الفضل عبد المحسن بن أحمد المحمودي المعروف بابن الصابوني المصري.
ارتبط اسم ابن المجاور بالمؤلَّف الشهير «تأريخ المستبصر»، الذي نسبه (بروكلمان Brockelmann) وآخرون إلى ابن المجاور الدمشقي خطأً ونقل ذلك خير الدين الزركلي في أعلامه، وكان جعفر الحسني أول من نبّه لهذا الخطأ، في مجلة «المجمع» بدمشق (32/383) وأشار إلى ما ورد في كتاب «تأريخ المستبصر» من التصريح باسم والد المؤلف وأخيه إذ ورد فيه «وكتب والدي محمد بن مسعود بن علي بن أحمد بن المجاور البغدادي النيسابوري»، وبذلك تبين أن المؤلف هو ابن المجاور بن محمد بن مسعود البغدادي النيسابوري. ويُعدّ هذا الكتاب من نفائس كتب الرحلات، إذ يمثل جولة أثرية، في مكة وبلاد اليمن وما يليهما، قام بها ابن المجاور البغدادي النيسابوري في عامي 625 و626هـ، وهي السنة نفسها التي أنهى بها ياقوت معجمه، رجع إليه العيدروس في كتابه «النور السافر»، مما يدل على بقاء الكتاب في اليمن مدة طويلة، وكان أول من نبّه على أهميته المستشرق سبرنجر عام 1864م، ونشر أول مرة في ليدن مابين 1951 و1954، بعناية أوسكر لوفغرين، واعتني فيه بذكر عادات أهالي تلك البلاد، ولاسيما الزواج، والأسماء، وتحصيل الضرائب، وكتب نبذة تاريخية عن كل مدينة زارها، ووصف أهم معالمها وأغرب عاداتها، كقوله في زبيد: «وعددت أبراجها فوجدتها (109)»، ووصفه حصون جبل ملحان، التي تشبه قطع الشطرنج، وبيع الجواري في عدن، وطريقة تفتيش المراكب فيها، وقبائل السرو: الذين يحجون في أول رجب، وأديان مدينة نجران، ونصارى سُقطرى، ويهود تبالة، قال: «ووراء هذا النهر من اليهود مائة ألف ألف، كلهم عرب يعقدون القاف».
وقد ضمّن المؤلف الكتاب (14) رسماً توضيحياً، منها مجسم لمدينة مكة وسورها الذي بناه قتادة سنة 608هـ، وهو يضيف إلى مشاهداته فصولاً من ذاكرته، كالفصول التي حُكي فيها «طرق تخاصم النساء» و«أسماء البلدان التي خربها أصحابها خوفاً من أعدائها» و«سجون الملوك في الأمصار، ومنها: يلدز، حبس الملك قطب الدين الآملي»، وشهور اليهود وعاداتها وأعيادها، وأسماء أمصار الخوارج في العالم، ومنها دمشق؟ وطرق صيد اللؤلؤ، وذكر المدن التي جلا عنها أهلوها، وألقاب ملوك العجم في اليمن، وضمّنه طرفاً من الشعر الفارسي.
عامر عيسى