اربري (ارثر جون)
Arberry (Arthur John-) - Arberry (Arthur John-)
آربري (آرثر جون -)
(1905-1969)
آرثر جون أربري Arthur John Arberry مستشرق إنكليزي ولد في مدينة بورتسموث جنوبي إنكلترة وبرز في دراسة التصوف الإسلامي والأدب الفارسي. أمضى آربري دراسته الثانوية في بورتسموث ولتفوقه حصل على منحة دراسية لدراسة الآداب الكلاسيكية (اليونانية واللاتينية) في كلية بمبروك Pembroke من جامعة كمبردج عام 1924 بوصفه الطالب الأول في السنة. وحصل على المرتبة الأولى مرتين في الآداب الكلاسيكية المؤهلة للحصول على بكالوريوس الآداب. وانكب على دراسة العربية والفارسية فدرس العربية على يد الأستاذ رينولد ألن نيكلسون سنة 1927 وتأثر به كثيراً وتوثقت بينهما مودة حتى وفاة هذا الأستاذ.
حصل على المرتبة الأولى مرتين في مواد الدراسات الشرقية (1929). ولتفوقه هذا منح ميدالية وليم براون، كما نال عدة منح أخرى واختير في عام 1931 زميلاً باحثاً في كلية بمبروك التي تخرج فيها.
آثر آربري أن يمضي السنة الأولى من زمالته في القاهرة. فجاء إليها عام 1931. وبعد زواجه عام 1932 عاد إلى مصر وعُين في كلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة اليوم) رئيساً لقسم الدراسات القديمة (اليونانية واللاتينية)، وبقي في هذه الوظيفة من تشرين الأول 1932 حتى تموز 1934. ونشر في مجلتها كتاب «النبات» المنسوب إلى أرسطو، وهو في الحقيقة لنقولاوس، وزوده بتعليقات وفيرة. وإبان إقامته في مصر زار فلسطين ولبنان وسورية ليجمع مواد لأبحاثه المقبلة. وفي مصر أيضاً ترجم إلى الإنكليزية مسرحية «مجنون ليلى» للشاعر أحمد شوقي، ونشرها عام 1933، كما نشر تحقيقاً لكتاب «التعرف إلى أهل التصوف» للكلاباذي، وهو من أقدم الكتب في التصوف (القاهرة 1934)، وترجمه إلى الإنكليزية بعنوان The Doctrine of the Sufis (كمبردج 1935). وفي صيف عام 1934، عُيّن مساعد محافظ مكتبة في «مكتبة الديوان الهندي» Indian Office في لندن.
وفي عام 1935 نشر كتاباً في التصوف هو كتاب «المواقف والمخاطبات» للنّفّري وترجمه إلى الإنكليزية.
منحته جامعة كمبردج درجة الدكتوراه في الآداب عام 1936. وفي هذه السنة أيضاً أصدر «فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الديوان الهندي». وأتبعه في عام 1937 بكتاب «فهرست الكتب الفارسية» في المكتبة نفسها. وتتابعت بعد ذلك أعماله في فهرسة المخطوطات العربية والفارسية. وفي عام 1944 عين آربري أستاذاً للغة الفارسية في «مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية» في إنكلترة وبعد عامين انتخب رئيساً لقسم الشرق الأوسط في تلك المدرسة.
وابتداء من عام 1947 صار أستاذاً في جامعة كمبردج. وفي هذه السنة أصدر آربري عدة كتب. وفي أوائل الخمسينات أخذ آربري على عاتقه القيام بترجمة جديدة للقرآن الكريم فأصدر في عام 1956 ترجمته المفسّرة في مجلدين.
ومنذ 1956 تكاثرت الأمراض والآلام على آربري وظل يعانيها معاناة شديدة حتى توفي في 2 تشرين الأول 1969 في بيته بكمبردج.
كان آربري هادئ الطبع، صفي الضمير، يحبه كل من يعرفه، وكان مرهف الإحساس الشعري، رشيق الأسلوب، واسع الاطلاع على كل ما يتصل باهتماماته من أبحاث. وهو أشبه ما يكون بأستاذه نيكلسون: إنتاجاً وأخلاقاً وذوقاً أدبياً وجمال أسلوب.
عمار صندوق