لبكي(صلاح)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبكي(صلاح)

    لبكي (صلاح) Labki (Salah-) - Labki (Salah-)
    لبكي (صلاح ـ)

    (1324 ـ 1374هـ/1906 ـ 1955م)



    صلاح بن نعوم لبكي شاعر وأديب ومحامٍ لبناني من (بعبدات)، ولد في البرازيل لأبٍ مهاجر يعمل في الصحافة والسياسة، وقد عاد إلى وطنه سنة 1908، فتلقى ابنه صلاح علومه الأولى في بلدته عند الآباء الكبوشيين. ثم تابع تحصيله العلمي في معهد الحكمة في بيروت وفي مدرسة عينطورة، وتخرّج في الحقوق في معهد الحقوق الفرنسي ببيروت سنة 1930، فحصّل ثقافة واسعة في العربية والفرنسية، واهتمّ بالأدب العربي القديم والمعاصر، كما اهتمَّ بالشعر الفرنسي، ولاسيما الرومنسي والرمزي منه، زاول المحاماة حتى آخر أيامه، ومارس مهنة الصحافة، فحرّر في «البشير» و«الحديث» و«العمل»، وترأّس جمعية «أهل القلم» التي كان من مؤسّسيها، واستُدعي لإلقاء محاضرات في معهد البحوث والدراسات العربية العالية بالقاهرة، كان نتيجتها كتاب «لبنان الشاعر» الذي يعدّ مرجعاً مهماً في دراسة الشعر العربي الحديث في لبنان.

    صدر لصلاح لبكي مجموعات شعرية هي: «أرجوحة القمر» (1938) عن منشورات المكشوف؛ وهي مؤلفة من ثمانٍ وعشرين قصيدة محورها اليأس والأمل، ونال صلاح بها جائزة مدرسة الحكمة الأدبية سنة 1938، و«مواعيد» (1943) عن منشورات المكشوف؛ وتضمّ اثنتين وعشرين قصيدة، و«سأم» مطولة شعرية (1949) عن منشورات الثقافة اللبنانية، و«غرباء» نشرت بعد وفاته (1956)، و«حنين» نشرت بعد وفاته (1961).

    وصدر له في النثر «من أعماق الجبل» مجموعة أساطير لبنانية - منشورات المكشوف، و«لبنان الشاعر» منشورات الحكمة، بيروت (1954)، و«التيارات الأدبية الحديثة في لبنان» منشورات الجامعة العربية.

    دار معظم شعر صلاح حول اليأس والأمل والحياة والموت، فتغنّى بأحلامه، ولكنّ السوداوية هيمنت على شعره وموضوعاته الذاتية، وكان للطبيعة المتصلة بهذه الذاتية نصيب كبير في مجموعاته، فوصف مشاهدها، كالليل والمساء، والربيع والشتاء، والمطر والعاصفة، والطير والغاب والقرية. وقد سيطرت عليه فكرة الموت الرومنسية وهو الموت الصوفي المنقذ من الحياة المتردية، فقال في قصيدته «أغنية الموت» مخاطباً الموت العظيم ومرحباً به على طريقة بودلير في قصيدته «الرحلة» Voyage، وكأنّه يستقبل من يحبّ:

    ما أنتَ في غيــــبِكَ أو

    في قدسِكَ المؤمَّدِ؟

    هل أنـتَ إلاّ وحيُ حـبٍّ

    جامحٍ مُزَغردِ؟

    مرحـى متى مـا جئتَنـي

    تمحو منَ الْعُمْرِ غدي

    شعر صلاح وليد ثقافتين: عربية وفرنسية، وهو -كأترابه من شعراء النصف الأول من القرن العشرين- يسعى إلى تجديد الشعر العربي متأثراً بالجديد القادم إلينا من وراء البحار، فضلاً عن أنه كان يعيش تجاربه؛ ولذلك نهل من المذهب الرومنسي صدق التجربة ورؤاها، ومن المذهب الرمزي صفاءه وعمقه وشفافيته، فتوزع شعره بين هذين المذهبين، فهو ليس رومنسياً خالصاً أو غناءً أو عاطفة متقدّمة على سواها، وليس رمزياً خالصاً أو صناعة واضحة، وإنّما هو بوح مخملي وأداء عذب صقيل، ولذلك ألحقه بعض الدارسين بهؤلاء، وألحقه سواهم بأولئك، وفي هذا وذاك شيء غير قليل من الصواب؛ لأن المذهبين الشعريين تقاطعا في شعره من خلال شاعرية عربية صافية، وقد تجلّى ذلك في صورة المرأة التي انتقاها من خفقات القلوب وبهجة الروض الربيعية ووشوشات السمر ونقيّ الأحلام. وهو عاشق يبحث عن المجهول في خفايا تلك الصورة، ولا يطمح إلى اللقاء أو الوصال، ولا يتمنّى أن تستجاب دعواته حتى لا يفقد لذة البحث عن هذه الحبيبة، ولذلك كانت هذه الصورة ملوّنة بألوان رومنسية روحية وأخرى رمزية غامضة ومغيّبة، ومن ذلك قوله:

    أنتِ طيبٌ منَ الزَّهرْ

    لستِ منْ طينةِ البشرْ

    أنتِ منْ دفقةِ الضِّيـا

    ءِ على موجةِ السَّحَرْ

    نغمٌ أنتِ واحــــدٌ

    مفردُ النَّهجِ والوتـرْ

    أنتِ لونٌ لمْ يَنْـسُجِ الـ

    ظَّنُّ أحلـى ولا أَسَرْ

    كان شعر صلاح وأترابه حلقة مهمة في تطور الشعر العربي أفضت إلى شعر الحداثة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين.

    خليل موسى
يعمل...
X