تويت
لبانه (محمد عيسي) Ibn al-Labbanah (Mohammad ibn Issa-) - Ibn al-Labbanah (Mohammad ibn Issa-)
ابن اللبانة (محمد بن عيسى ـ)
(…ـ 507 هـ/… ـ 1113م)
محمد بن عيسى بن محمد، أبو بكر اللخمي الأندلسي المشهور بابن اللبانة؛ لأن أمه كانت تبيع اللبن، ولد في مدينة دانية الأندلسية، وينسب إليها. أحد الشعراء المرموقين في الأندلس، وأحد وجهاء دولة محمد بن معن بن صمادح، اتخذ الشعر صنعة، فمدح ملوك الطوائف والأمراء، ونال جوائزهم، وحظي بالرتب العالية عندهم، وكان المعتمد بن عبّاد أحد أشهر ممدوحيه، لكن ابن اللبّانة لم يبدأ مدحه إلا في مرحلة متأخرة من حياته؛ ولهذا قلّ شعره الذي يمدحه فيه. وكان المعتمد بن عبّاد يميزه، ويعجب لجمال شعره وما يأتي به فيه من الغريب والنادر.
ولما دخل سَيْر بن أبي بكر الأندلسي- وهو أحد قواد يوسف بن تاشفين- مدينة إشبيلية استسلم ابن عباد، وحُمِل مقيداً مع أهله إلى مراكش، ومنها إلى أغمات، وبقي فيها إلى أن مات، أما ابن اللبانة فقد كان وفياً لممدوحه بعد الأسر، وذكره في قصائد من شعره.
لحق ابن اللبّانة بجزيرة ميورقة، وكان على أَمْرها مبشّر العامري الملقّب بالناصر، فحظي عنده ابن اللبانة بمكانة عالية، وعلت منزلته، ومدحه بقصائد أجاد فيها، ومن أشهر قصائده فيه قصيدة طريفة لم يصنع مثلها متقدم ولا متأخر- كما يقول عبد الواحد المراكشي- وذلك لأنه جعلها من أولها إلى آخرها: صَدْرُ البيتِ غزلٌ وعَجُزُهُ مدحٌ، وأولها:
وتبسّمَتْ عن جوهرٍ فحسبتُهُ
ما قلَّدَتْهُ محامدي منْ جوهرِ
هُزَّتْ بنغمةِ لفظِها نفسي كما
هُزَّتْ بذكراهُ أعـالي المنبرِ
وشعر ابن اللبَّانة سهل نبيل المأخذ، مرصوص المباني ممتزج الألفاظ والمعاني، كثير الإبداع، ولكنه- كما يقول صاحب «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» - قليل المعرفة بعلل الشعر، لم يُجِد الخوض في علومه، وإنما كان يعتمد في أكثره على جودة طبعه وقوة قريحته، ويدل على ذلك قوله:
مَنْ كان ينفقُ منْ سوادِ كتابِهِ
فأنا الَّذِي من نورِ قلبي أنفقُ
وله في الوصف قصائد وموشحات كثيرة، كما أن له كتاباً اسمه «مناقل الفتنة».
تُوفِّي ابن اللبانة في ميورقة.
أحمد نتوف
ابن اللبانة (محمد بن عيسى ـ)
(…ـ 507 هـ/… ـ 1113م)
محمد بن عيسى بن محمد، أبو بكر اللخمي الأندلسي المشهور بابن اللبانة؛ لأن أمه كانت تبيع اللبن، ولد في مدينة دانية الأندلسية، وينسب إليها. أحد الشعراء المرموقين في الأندلس، وأحد وجهاء دولة محمد بن معن بن صمادح، اتخذ الشعر صنعة، فمدح ملوك الطوائف والأمراء، ونال جوائزهم، وحظي بالرتب العالية عندهم، وكان المعتمد بن عبّاد أحد أشهر ممدوحيه، لكن ابن اللبّانة لم يبدأ مدحه إلا في مرحلة متأخرة من حياته؛ ولهذا قلّ شعره الذي يمدحه فيه. وكان المعتمد بن عبّاد يميزه، ويعجب لجمال شعره وما يأتي به فيه من الغريب والنادر.
ولما دخل سَيْر بن أبي بكر الأندلسي- وهو أحد قواد يوسف بن تاشفين- مدينة إشبيلية استسلم ابن عباد، وحُمِل مقيداً مع أهله إلى مراكش، ومنها إلى أغمات، وبقي فيها إلى أن مات، أما ابن اللبانة فقد كان وفياً لممدوحه بعد الأسر، وذكره في قصائد من شعره.
لحق ابن اللبّانة بجزيرة ميورقة، وكان على أَمْرها مبشّر العامري الملقّب بالناصر، فحظي عنده ابن اللبانة بمكانة عالية، وعلت منزلته، ومدحه بقصائد أجاد فيها، ومن أشهر قصائده فيه قصيدة طريفة لم يصنع مثلها متقدم ولا متأخر- كما يقول عبد الواحد المراكشي- وذلك لأنه جعلها من أولها إلى آخرها: صَدْرُ البيتِ غزلٌ وعَجُزُهُ مدحٌ، وأولها:
وتبسّمَتْ عن جوهرٍ فحسبتُهُ
ما قلَّدَتْهُ محامدي منْ جوهرِ
هُزَّتْ بنغمةِ لفظِها نفسي كما
هُزَّتْ بذكراهُ أعـالي المنبرِ
وشعر ابن اللبَّانة سهل نبيل المأخذ، مرصوص المباني ممتزج الألفاظ والمعاني، كثير الإبداع، ولكنه- كما يقول صاحب «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» - قليل المعرفة بعلل الشعر، لم يُجِد الخوض في علومه، وإنما كان يعتمد في أكثره على جودة طبعه وقوة قريحته، ويدل على ذلك قوله:
مَنْ كان ينفقُ منْ سوادِ كتابِهِ
فأنا الَّذِي من نورِ قلبي أنفقُ
وله في الوصف قصائد وموشحات كثيرة، كما أن له كتاباً اسمه «مناقل الفتنة».
تُوفِّي ابن اللبانة في ميورقة.
أحمد نتوف