لاروشفوكو(فرانسوا)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لاروشفوكو(فرانسوا)

    لاروشفوكو (فرانسوا) La Rochefoucauld (François-) - La Rochefoucauld (François-)
    لاروشفوكـو (فرانسوا ـ)

    (1613 ـ 1680)



    ينتمي الأديب فرانسوا لاروشفوكو François La Rochefoucauld المولود في باريس إلى إحدى أعرق العائلات في فرنسا، تزوج ولما يبلغ الخامسة عشرة من عمره ورزق بثمانية أولاد. كان يُتوقع لـه مستقبل عسكري وسياسي لامع لكن الحياة لم تخبئ لـه إلا المرارة والأوهام، ومع ذلك لمع اسمه في مجال الأدب. جاء نتاجه الأدبي في النصف الثاني من حياته نتيجة التجارب وخيبات الأمل التي عاشها في شبابه، وعند بلوغه الأربعين انصرف كلياً إلى حياة الصالونات الأدبية وانتمى إلى الوسط المتحذلق. استقر في بلاط لويس الثالث عشر حيث اشترك في مؤامرات عدة غير ناجحة ضد الكاردينال ريشليو[ر] Richelieu فسُجن على أثرها ستة أشهر في الباستيل ونُفي بعد ذلك إلى إقطاعيته دي فيرتوي De Verteuil. عاد إلى البلاط عام 1642 وشارك من جديد في اضطرابات لافروند La Fronde، وهي حركة تمرد قام بها الأمراء ضد مازاران Mazarin في فترة الوصاية على لويس الرابع عشر، وصار في عام 1648 قائداً للحركة. هُزِمَ وجُرِحَ مرات عديدة وخاب أمله بالناس واعتزل المجالين السياسي والعسكري.

    انسحب لاروشفوكو مدة عامين إلى إقطاعيته وعاد في عام 1656 إلى باريس وتحالف مع الملك وخصص كلّ أوقاته للحياة الاجتماعية ولحياة المنتديات الأدبية (الصالونات). كان أحد المترددين على صالون مدام دي سكوديري Madame de Scudéry والتقى هناك مدام دي مونبنسييه Madame de Montpensier ومدام دي سابليه Madame de Sablé، وكان أول عمل أدبي لـه «مذكرات حول المكايد ضد الحكومة عند وفاة الملك لويس الثالث عشر» Mémoires contenant les brigues pour le gouvernement à la mort de Louis XIII (1662).

    ذاعت شهرته الأدبية عندما نشر في عام 1664 كتابه «تأملات أو حكم أو أقوال مأثورة» Réflexions ou Sentences ou Maximes Morales الذي أعيدت طباعته مرات عدة بعد أن أجرى الكاتب عليه بعض التعديلات بتأثير من مدام دي لافاييت Madame de Lafayette التي ربطته بها صداقة متينة وواسته كثيراً في محنه وأحزانه في آخر أيام حياته خاصة عند فقده أحد أبنائه.

    لم يعتمد لاروشفوكو في كتابه أي ترتيب معين للأمثال التـي يبدو فيهـا التشاؤم جلياً. وهو كسائر أقرانه من أمثال راسين[ر] Racine ولافونتين[ر] La Fontaine وباسكال[ر] Pascal يعرف الطبيعة البشرية بما فيها من ضعف وعيوب وأخطاء. وقد خلص إلى أن وضع الإنسان البائس هو نتيجة خطيئته وثمرة عيوب وشوائب لا حصر لها يخفيها وراء قناع من العفة. ومن ينجو هو فقط من أنعم الخالق عليه وصانه، فركز نقده على تعظيم «الأنا» وندَّدَ بالأنانية أو حب الذات حسب لغة العصر التي تحمل في ظاهرها المزيّف أوجه الفضيلة، ومن أقواله المأثورة: «تتوه الفضيلة في المصالح الشخصية كما تصب الأنهر في البحر». ويظل هذا الكتاب - بفضل موهبة الكاتب وما تمتع به من حكمة وأخلاق- أحد أبرز الأعمال في هذا المجال، وكانت لـه أهمية كبيرة في النصف الثاني من القرن السابع عشر، ويمثل كاتبه الأرستقراطية الراقية في زمانه التي وزعت أوقاتها بين تدبير الدسائس وحياة المنتديات الأدبية. وقد تميز لاروشفوكو من عدد كبير من معاصريه بمعرفة عميقة للأخلاق السائدة في عصره وعبّر عنها في مؤلفاته بأسلوب مختصر وواضح.

    هالة صباغ
يعمل...
X