#يوميات_مخرجة_مستجدة_2
تكتبها: بثينة الناصري
أثناء البحث عن القطار في بداية الأمر، كنت ابحث في نفس الوقت عن اثنين من الشباب في الثلاثينات من العمر واثنين من الفتيات بنفس السن، على ان يكون أحد الممثلين واحدى الممثلات من العراقيين. بدون تردد كان اول اختياري للصديقة نادية التي مثلت دورا رئيسيا في فيلمي للتخرج (حظ السلاحف) وكانت قد حازت اعجابي لسرعة بديهيتها وإجادتها تمثيل دورها وتطويع تعبيرات وجهها للمواقف المختلفة مع العلم انها كانت تجربة اولى لها في مجال السينما. ثم من أصدقاء الفيسبوك اخترت اثنين (أحمد) من اهالي المنصورة لتشخيص العراقي الرومانسي المتمرد المهاجر الى مصر والمتزوج من المصرية نادية و(محمد) للقيام بدور المصري مدرس التاريخ المتزوج من عراقية. الآن نحتاج الى من تمثل دور العراقية. وضعت شبه اعلان على صفحتي في الفيسبوك. فإذا بصديقة فيسبوكية مصرية ترشح لي (بانة) العراقية التي تعيش في مصر منذ طفولتها. وبعد التواصل معها اكتشفت مفاجأة سارة كبيرة. بانة كانت ابنة أديبة عراقية صديقة لي مقيمة في مصر، ورغم تواصلي النادر معها لكني لم اكن قد التقيت بابنتها التي تعيش مع اسرتها الخاصة في بيت منفصل. وكان علي ان ازور هذه الإبنة لأرى إذا كانت تستطيع تجسيد دور معقد لا يعتمد بشكل اساسي على الحوار وانما على ما يسمى في لغة السينما في مصر (ريأكشنات) أي التعبير بملامح الوجه.
أول ما دخلت بيتها، التقيت بقطتين تتمددان على الارض في صالة البيت. فأل حسن. قلت لنفسي: طالما تحب القطط فأكيد لديها شفافية روحية تستطيع التعبير بها. وكان حدسي في محله.
الآن اكتمل عدد الممثلين، ومازال التواصل معهم عبر المسنجر والهاتف. حين علم (احمد) بأني سأستبدل القطار بحافلة ابدى أسفه لأن للقطار نكهة اخرى. لكن ما باليد حيلة.
للبحث عن حافلة ركاب تقوم مقام القطار، اضطررت للتواصل مع عدة شركات اتوبيسات في مصر، اسألهم إن كان لديهم اربع مقاعد في مواجهة بعضها، حسب سيناريو الفيلم. اكتشفت بعد جولة دامت أياما أن نوعا معينا من الحافلات ذات الطابقين لشركة معروفة لديها ضالتي في الطابق الأول. أخيرا !! سألت عن سعر ايجارها ليوم واحد لتصوير فيلم، ذكر من أخاطبه عبر الهاتف رقما صغيرا يناسب ميزانيتي. وافقت بدون أن ابدي فرحتي، وبدوره طلب مني ان ابلغ الشركة قبل اسبوع من بدء التصوير. ولكن بعد اسبوع وحين بدأنا في بروفات السيناريو، تغير موقف الشركة بعد أن علمت ادارتها ان الغرض من التأجير هو لتصوير فيلم سينمائي. زاد السعر 5 أضعاف. ربما ظنوا اني قادمة من هوليوود بملايين الدولارات. كان علي ان أبلغ فريق الفيلم بما حدث، وعلى مدى الايام اللاحقة كان سؤالهم الوحيد لي "هل وجدت الاتوبيس؟"
انتظروني في الحلقة القادمة