يوميات مخرجة مستجدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوميات مخرجة مستجدة

    #يوميات_مخرجة_مستجدة_3

    تكتبها: بثينة الناصري
    يوميات – 3
    أول بروفة كانت قبل رمضان بأيام. اتفقت مع فريق الفيلم على اللقاء في حدائق دار الاوبرا المصرية. جاءت (بانة) في الموعد المحدد، ثم وصل (محمد) وتأخرت (نادية) التي تقيم في الاسكندرية، فهاتفتها لأرى سبب تأخرها فأعتذرت انها في زحمة شغل لديها نسيت الموعد. بدأنا بروفة لدور محمد وبانة، ولم يكن الحوار طويلا بينهما، وتطوع محمد ان يمرن بانة على حوارها مع الشخصيات الغائبة. وبعد مضي اكثر من ساعة غادرت بانة لاضطرارها للعودة الى البيت، ثم بعد مغادرة محمد ايضا، وصل (أحمد) قادما من المنصورة حيث يقيم واعتذر لزحمة المواصلات. قلت له "لن ينفع ان تصل بعد مغادرة الجميع". وهكذا ففي البروفة الثانية وقد صادفت في اوائل رمضان، كان (أحمد) اول الحاضرين.
    كان اللقاء ظهرا في كافيه في حديقة الأوبرا، وبما ان الوقت كان نهار رمضان فقد كان الكافيه مغلقا ولكن الكراسي في اماكنها ولم يكن ثمة غير فريق الفيلم وكأن المكان محجوز لنا فقط (الصورة المرفقة) حضر الممثلون ومساعدة المخرج النشيطة (حسناء). ولم نضيع وقتا. بدأنا بمراجعة السيناريو واقترح البعض اقتراحا هنا وهناك، تبديل كلمة في حوار او جملة. إضافة حركة هنا وحركة هناك.
    كانت المشكلة هي ان ندرب (أحمد) على اللهجة العراقية لقيامه بدور عراقي. كنت اقول له "تكلم مثلي" لقد عشت في مصر اكثر من اربعين سنة ومازلت كلما نطقت كلمة واحدة امام أي مصري، يسألني مباشرة: من أي بلد أكون. اقول لأحمد "ليس من الضروري ان تتكلم باللهجة العراقية، بل يكفي ان تشدد على الكلمات حتى يصدق المشاهد انك لست مصريا" مثل كلمة (كلّش) الواردة في جملة حوارية له مع (بان) . يلفظها كمصري كأنها (كولِش) بدون اي تشديد، في حين انها تحوير لكلمتي (كلّ شيء) واللام هنا ايضا عليها شدة.
    حين غادرت دار الأوبرا بعد انتهاء البروفة، كان رأسي مزدحما بمهمة تغيير السيناريو وفق الاقتراحات التي قدمها الفريق. وفي نفس الوقت، بات لزاما علي الآن ان أجد الحافلة وقد دخلنا في صميم التحضير للفيلم.
    وعدت نفسي ان ابدأ البحث الحثيث منذ الغد.


يعمل...
X