لامبدوسا (جوزبه توماسي دي) Lampedusa (Giuseppe Tomasi di-) - Lampedusa (Giuseppe Tomasi di-)
لامِبدوسا (جوزِبِّه توماسي دي ـ)
(1896 ـ 1957)
جوزِبِّه توماسي دي لامِبدوسا Giuseppe Tomasi di Lampedusa دوق بالما Palma وأمير لامبدوسا؛ روائي وكاتب مقالات إيطالي، يتحدر من سلالة ملكية في جزيرة صقلية، فوالده هو الأمير جوليو ماريا توماسي Giulio Maria Tomasi، ووالدته هي النبيلة بياتْريتْشِه ماستروجوڤاني تاسكا دي كوتو Beatrice Mastrogiovanni Tasca di Cutò التي كان لها كبير الأثر في تنشئته وتكوين شخصيته وميوله الأدبية، في حين كان والده بارد العاطفة ومستقلاً في حياته. تلقى لامبدوسا تعليمه الأساسي على أيدي معلمين خصوصيين في قصر العائلة في بالِرمو Palermo، وكان يضم مسرحاً صغيراً تقدم فيه بعض الفرق الجوالة عروضها، وأتقن الإنكليزية والفرنسية، ثم أتمّ تعليمه في روما حيث انتسب عام 1915 إلى كلية الحقوق في جامعتها. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى شارك في معركة كابورِتّو Caporetto الخاسرة، فأسره النمساويون وسُجن في معتقل هنغاري، لكنه تمكّن من الهرب منه والعودة إلى إيطاليا مشياً على الأقدام.
«الفهد» من إخراج ﭭيسكونتي
قام برفقة والدته برحلات كثيرة داخل وخارج إيطاليا وتفرغ لدراسة الآداب الأجنبية. تزوج عام 1932 نبيلة من لاتڤيا Latvia هي ألكسندرا ڤولف ستومرزيه Alexandra Wolff Stomersee التي كانت تدرس التحليل النفسي. بعد وفاة والديه وإعادة بناء قصر بالرمو الذي دُمِّر في الحرب العالمية الثانية، افتتح لامبدوسا منتدى فكرياً أدبياً جمع عدداً كبيراً من المثقفين الشباب، وكان يتردد كثيراً على منزل قريبه الشاعر لوتشيو بيكولو Lucio Piccolo، الذي رافقه في عام 1954 إلى احتفال لتوزيع جوائز أدبية ضم عدداً من كبار أدباء وفناني إيطاليا. وعلى أثر ذلك بدأ لامبدوسا بتنفيذ المشروع الذي خطط له منذ خمسة وعشرين عاماً، وهو رواية «الفهد» Il Gattopardo التي رفضتها دور نشر عدة، حتى أسهمت صديقته إلينا كروتشِه Elena Croce بإصدارها لدى دار فِلْترينلِّي Feltrinelli، ففازت عام 1959 بجائزة ستريغا Premio Strega، وسرعان ما تُرجمت إلى لغات عدة وصارت من أكثر الكتب رواجاً عالمياً، واختارها المخرج السينمائي لوتشينو ڤيسكونتي L.Visconti في عام1963 لفيلم قام بأدواره الرئيسية الأمريكي برت لانكاستر B.Lancaster والفرنسي آلان ديلون A.Delon والإيطالية كلاوديا كاردينالي C.Cardinale، وحقق نجاحاً عالمياً كبيراً.
تعدّ رواية «الفهد» من الأعمال النفسية التاريخية التي تنتمي من حيث أسلوب السرد إلى تقاليد رواية القرن التاسع عشر الإيطالية، ففيها مجموعة من السمات تحيل الباحث الأدبي إلى مانزوني[ر] Manzoni ونييڤو Nievo وفاغوتسارو Fagozzaro، لكنها ظهرت عملياً في منتصف القرن العشرين حين كانت إيطاليا تمر بتحول اجتماعي وفكري جذري. ولاشك في أن العلاقة المتوترة بين التمسك بتقاليد الماضي وبين عادات الوقت الحاضر قد انعكست في الشكل الروائي. فالرواية برأي الناقد الفرنسي كوبييه H.Coubier «غير حديثة حتماً، بل مضادة للحداثة، لكنها مثيرة من حيث تطورها، لدرجة تُعدُّ معها طليعة التقاليد». فالعنصر غير التقليدي فيها هو البنية المكونة من مجموعة أحداث متراصفة دونما روابط، إلا أنها تدور حول شخصية واحدة وموضوع محدد، هو انهيار الطبقة الأرستقراطية الصقلية متمثّلة في شخصية فابريتسيو كوبيرا Fabrizio Cobèra، عالم الفلك الشهير عالمياً الذي يراقب ببرود تسرب أملاك العائلة إلى جيوب حديث النعمة المتسلق كالوجيرو سِدارا C.Sedàra، الذي اغتنم الأحداث السياسية فصار مليونيراً وعضواً في مجلس الشيوخ. وفي الوقت نفسه يتزوج ابن خال كوبيرا الكونت المتهور تانكريدي Tancredi من ابنة سدارا الجاهلة الحسناء، وينضم إلى صفوف غاريبالدي[ر] ليصير أحد دبلوماسيي النظام الملكي الجديد، وكل ذلك على مدى نصف قرن منذ نزول قوات غاريبالدي في صقلية عام 1860.
إضافة إلى هذه الرواية كتب لامبدوسا أعمالاً عدة نشرت كلها بعد وفاته، ومنها: «قصص» I racconti (1961)، و«دروس حول ستندال» Le lezioni su Stendhal (1959)، و«مقدمة للأدب الفرنسي في القرن السادس عشر» Invito alle Lettere francesi del Cinquecento (1970)، وعدداً من المقالات مازالت تُدرَّس في كليات الحقوق في إيطاليا حتى اليوم.
ق. ل. أ
لامِبدوسا (جوزِبِّه توماسي دي ـ)
(1896 ـ 1957)
جوزِبِّه توماسي دي لامِبدوسا Giuseppe Tomasi di Lampedusa دوق بالما Palma وأمير لامبدوسا؛ روائي وكاتب مقالات إيطالي، يتحدر من سلالة ملكية في جزيرة صقلية، فوالده هو الأمير جوليو ماريا توماسي Giulio Maria Tomasi، ووالدته هي النبيلة بياتْريتْشِه ماستروجوڤاني تاسكا دي كوتو Beatrice Mastrogiovanni Tasca di Cutò التي كان لها كبير الأثر في تنشئته وتكوين شخصيته وميوله الأدبية، في حين كان والده بارد العاطفة ومستقلاً في حياته. تلقى لامبدوسا تعليمه الأساسي على أيدي معلمين خصوصيين في قصر العائلة في بالِرمو Palermo، وكان يضم مسرحاً صغيراً تقدم فيه بعض الفرق الجوالة عروضها، وأتقن الإنكليزية والفرنسية، ثم أتمّ تعليمه في روما حيث انتسب عام 1915 إلى كلية الحقوق في جامعتها. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى شارك في معركة كابورِتّو Caporetto الخاسرة، فأسره النمساويون وسُجن في معتقل هنغاري، لكنه تمكّن من الهرب منه والعودة إلى إيطاليا مشياً على الأقدام.
«الفهد» من إخراج ﭭيسكونتي
قام برفقة والدته برحلات كثيرة داخل وخارج إيطاليا وتفرغ لدراسة الآداب الأجنبية. تزوج عام 1932 نبيلة من لاتڤيا Latvia هي ألكسندرا ڤولف ستومرزيه Alexandra Wolff Stomersee التي كانت تدرس التحليل النفسي. بعد وفاة والديه وإعادة بناء قصر بالرمو الذي دُمِّر في الحرب العالمية الثانية، افتتح لامبدوسا منتدى فكرياً أدبياً جمع عدداً كبيراً من المثقفين الشباب، وكان يتردد كثيراً على منزل قريبه الشاعر لوتشيو بيكولو Lucio Piccolo، الذي رافقه في عام 1954 إلى احتفال لتوزيع جوائز أدبية ضم عدداً من كبار أدباء وفناني إيطاليا. وعلى أثر ذلك بدأ لامبدوسا بتنفيذ المشروع الذي خطط له منذ خمسة وعشرين عاماً، وهو رواية «الفهد» Il Gattopardo التي رفضتها دور نشر عدة، حتى أسهمت صديقته إلينا كروتشِه Elena Croce بإصدارها لدى دار فِلْترينلِّي Feltrinelli، ففازت عام 1959 بجائزة ستريغا Premio Strega، وسرعان ما تُرجمت إلى لغات عدة وصارت من أكثر الكتب رواجاً عالمياً، واختارها المخرج السينمائي لوتشينو ڤيسكونتي L.Visconti في عام1963 لفيلم قام بأدواره الرئيسية الأمريكي برت لانكاستر B.Lancaster والفرنسي آلان ديلون A.Delon والإيطالية كلاوديا كاردينالي C.Cardinale، وحقق نجاحاً عالمياً كبيراً.
تعدّ رواية «الفهد» من الأعمال النفسية التاريخية التي تنتمي من حيث أسلوب السرد إلى تقاليد رواية القرن التاسع عشر الإيطالية، ففيها مجموعة من السمات تحيل الباحث الأدبي إلى مانزوني[ر] Manzoni ونييڤو Nievo وفاغوتسارو Fagozzaro، لكنها ظهرت عملياً في منتصف القرن العشرين حين كانت إيطاليا تمر بتحول اجتماعي وفكري جذري. ولاشك في أن العلاقة المتوترة بين التمسك بتقاليد الماضي وبين عادات الوقت الحاضر قد انعكست في الشكل الروائي. فالرواية برأي الناقد الفرنسي كوبييه H.Coubier «غير حديثة حتماً، بل مضادة للحداثة، لكنها مثيرة من حيث تطورها، لدرجة تُعدُّ معها طليعة التقاليد». فالعنصر غير التقليدي فيها هو البنية المكونة من مجموعة أحداث متراصفة دونما روابط، إلا أنها تدور حول شخصية واحدة وموضوع محدد، هو انهيار الطبقة الأرستقراطية الصقلية متمثّلة في شخصية فابريتسيو كوبيرا Fabrizio Cobèra، عالم الفلك الشهير عالمياً الذي يراقب ببرود تسرب أملاك العائلة إلى جيوب حديث النعمة المتسلق كالوجيرو سِدارا C.Sedàra، الذي اغتنم الأحداث السياسية فصار مليونيراً وعضواً في مجلس الشيوخ. وفي الوقت نفسه يتزوج ابن خال كوبيرا الكونت المتهور تانكريدي Tancredi من ابنة سدارا الجاهلة الحسناء، وينضم إلى صفوف غاريبالدي[ر] ليصير أحد دبلوماسيي النظام الملكي الجديد، وكل ذلك على مدى نصف قرن منذ نزول قوات غاريبالدي في صقلية عام 1860.
إضافة إلى هذه الرواية كتب لامبدوسا أعمالاً عدة نشرت كلها بعد وفاته، ومنها: «قصص» I racconti (1961)، و«دروس حول ستندال» Le lezioni su Stendhal (1959)، و«مقدمة للأدب الفرنسي في القرن السادس عشر» Invito alle Lettere francesi del Cinquecento (1970)، وعدداً من المقالات مازالت تُدرَّس في كليات الحقوق في إيطاليا حتى اليوم.
ق. ل. أ