لافاييت(ماري جوزيف مركيز)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لافاييت(ماري جوزيف مركيز)

    لافاييت (ماري جوزيف، مركيز) Lafayette (Marie Joseph, Marquis de-) - Lafayette (Marie Joseph, Marquis de-)
    لافاييت (ماري جوزيف، مركيز ـ)

    (1757ـ 1834)




    ماري جوزيف بول إيف روش جيلبر دي موتييه، مركيز لافاييت Marie-Joseph-Paul-Yves-Roch-Gilbert du Motier, Marquis de La Fayette قائد عسكري فرنسي ورجل دولة، قاتل إلى جانب سكان المستعمرات في حرب الاستقلال الأمريكية، وكان له بعد ذلك دور مميز في الثورة الفرنسية.

    ولد لافاييت في أسرة نبيلة معروفة في مدينة شافانياك Chavaniac (اسمها اليوم شافانياك-لافاييت) في فرنسا، وتثقف في كلية لويس الكبير Collège Louis-le-Grand في باريس، وورث ثروة ضخمة بزواجه سنة 1774من ابنة دوق آين Duc d’Ayen وانضم إلى الحاشية في بلاط لويس السادس عشر، غير أنه أحب الحياة العسكرية بحثاً عن المجد.

    بدأ لافاييت حياته العسكرية في الجيش الفرنسي بين عامي 1771 ـ 1776، ورقي في أثنائها إلى رتبة نقيب captain. دفعه تعاطفه مع الثورة الأمريكية ـ بعد إعلان المستعمرات استقلالها عن بريطانيا العظمى ـ إلى مغادرة فرنسا والتوجه إلى أمريكا عام 1777 لعرض خدماته على الكونغرس في فيلادلفيا. وقد أصدر الكونغرس قراراً خاصاً عام 1777 بتعيينه برتبة عميد في الجيش القاري Continental Army. وسرعان ما غدا صديقاً مقرباً من الجنرال جورج واشنطن George Washington وضابطاً في أركانه. وأصيب إصابة بليغة في معركة براندي واين Brandywine في بنسلفانيا لكنه شفي منها، وعين بعدها قائداً لفرقة، خاض على رأسها معركة مونموث Monmouth ونفذ انسحاباً منظماً عند بارِن هيل Barren Hill (أيار/مايو 1778) أظهر فيه حنكة عالية.

    في عام 1778 دخلت فرنسا والولايات المتحدة في حلف مناهض لبريطانيا العظمى التي أعلنت الحرب على فرنسا؛ فعاد لافاييت في أواخر ذلك العام إلى بلاده، ومكث فيها ستة أشهر سعى في أثنائها إلى الحصول على دعم مالي وعسكري للأمريكيين، ورجع إلى الولايات المتحدة سنة 1780 ليقود جيشاً في حملة فرجينيا التي انتهت عام 1781 باستسلام الجنرال البريطاني اللورد تشارلز كورنواليس Charles Cornwallis عند يوركتاون. وقام لافاييت في أثنائها بدور رئيسي حتى عدّ بطلاً قومياً في البلدين. ولما عاد بعدها إلى فرنسا سنة 1782 لمتابعة الحوادث الجارية فيها منح رتبة مارشال ميدان. ثم عاد مرة أخرى إلى أمريكا سنة 1784 في زيارة قصيرة واستقبل فيها استقبال الأبطال ومنحته ولايات عدة حق المواطنة فيها.

    احتل لافاييت مكانة قيادية في الثورة الفرنسية بصفته من أشد المدافعين عن المبادئ الديمقراطية بين الأرستقراطيين الأحرار، ونادى بالتسامح الديني وإلغاء العبودية وتجارة العبيد. وانتخب في عام 1789 ممثلاً عن النبلاء في الجمعية الوطنية الفرنسية، وتقدم بلائحة حقوق الإنسان التي استوحاها من إعلان الاستقلال الأمريكي. كما تولى بنفسه تنظيم الحرس الوطني وقيادته بعد اقتحام الباستيل، وكان واحداً من مؤسسي نادي الفويّان Feuillants الذي ضم المعتدلين السياسيين المدافعين عن الملكية الدستورية، واتخذوا مقاعد اليمين في الجمعية التشريعية مقابل اليعاقبة الديمقراطيين اليساريين (انهار النادي سنة 1792 إثر تغلب اليعاقبة).

    في عام 1792 قاد لافاييت جيشاً في الحرب على النمسا، ولكن اليعاقبة وقفوا ضده لمعارضته سياستهم الراديكالية واتهموه بالتخطيط لتوجيه قواته ضدهم بعد إسقاط الملكية، وعدّته الجمعية الوطنية خائناً ففر إلى الفلاندر Flanders (بلجيكا)، حيث اعتقلته القوات النمساوية التي كانت تحتل البلاد آنئذٍ، ومكث في سجون بروسيا والنمسا خمس سنوات (1792-1797). وفي عام 1799 عاد لافاييت إلى فرنسا غير أنه لم يشارك في الحياة السياسية لأنه لم يكن راضياً عن سياسات نابليون بونابرت. وبعد سقوط نابليون عاد لافاييت إلى ممارسة النشاط السياسي، فأصبح عضواً في مجلس النواب عام 1815، ثم من عام 1818 إلى عام 1824، سافر بعدها في زيارة جديدة إلى الولايات المتحدة استغرقت عاماً ونيفاً، بدعوة من الكونغرس الذي منحه هبة بلغت 200000 دولار وقطعة أرض كبيرة. وبدءاً من عام 1825 حتى وفاته في باريس ظل عضواً في مجلس النواب، كما قاد الحرس الوطني في ثورة تموز/يوليو 1830 التي أسقطت الملك شارل العاشر ورفعت إلى العرش لويس فيليب.

    آمن لافاييت بالتحرر المعتدل، وكرس حياته للإصلاح الاجتماعي وفرض النظام العام؛ فعاداه الملكيون الذين عدوه خائناً لطبقته، وعاداه الراديكاليون المتطرفون، وفيهم اليعاقبة الذين عدوه متخاذلاً في دفاعه عن التغيير في البنية الاجتماعية. وقد ظل لافاييت متمسكاً بقناعاته الديمقراطية حتى بعد أن صودرت ممتلكاته الشخصية في أثناء الثورة الفرنسية، وظل طوال حياته ينادي بالمساواة الاجتماعية، وبالتمثيل الشعبي وحرية الصحافة.

    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X