مبرد (يوسف حسن)
Ibn al-Mubarid (Yusuf ibn Hasan-) - Ibn al-Mubarid (Yusuf ibn Hasan-)
ابن المِبْرَد (يوسف بن حسن)
(840 ـ 909هـ/ 1436 ـ 1503م)
يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، وينتهي نسبه إلى سالم بن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين t. مقدسي الأصل حنبلي المذهب، دمشقي صالحي اشتهر بابن المبرد وهو لقب جده أحمد. فقيه، متحدث، متكلم، مشارك في عدة علوم. قرأ على الشيخ أحمد المصري، الحنبلي، والشيخ محمد والشيخ عمر العسكريين. وقرأ «المقنع في الفقه» لموفق الدين المقدسي على الشيخ تقي الدين الجراعي، والشيخ تقي الدين بن قندس، والقاضي علاء الدين المرداوي، وحضر دروس علماء كثر، منهم القاضي برهان الدين بن مفلح، والبرهان الزرعي، وأخذ الحديث عن عدد من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني وغيرهم، وكان إماماً علامة، يغلب عليه علم الحديث والفقه، درّس وأفتى، وله مؤلفات كثيرة، وغالبها أجزاء، وألّف تلميذه ابن طولون في ترجمته مؤلفاً ضخماً سماه «الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي».
كان يوصف بأنه جبل من جبال العلم، فرد من أفراد العالم، عديم النظير في التحرير والتقرير، آية عظمى وحجة من حجج الإسلام الكبرى، بحر لا يدرك له قرار، وبَرُُّ لا يُـشقّ له غبار، أعجوبة عصره في الفنون ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السنون.
أجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته. صنف ما يزيد على أربع مئة مصنف. ومن مؤلفاته التي أثارت اهتمام الباحثين مؤلفه المسمى «مغني ذوي الأفهام»، وهو كتاب جليل احتوى على مهمات المسائل الدينية في المذاهب الأربعة، وهو مجلد واحد، طبع بمطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر عام 1391هـ بتحقيق الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. وقد اقتصر المعرفون بهذا الكتاب - وهم كثير- على أنه في الفقه الحنبلي فقط، ولكنه يعدّ من كتب الفقه المقارن، فهو يتعرض لآراء المذاهب الثلاثة الأخرى في كثير من المسائل، وقد جُعل عمدة للطالب المبتدئ وكافياً للمنتهي، ويَكتفي بالقول المختار ويشير إلى المسألة المجمع عليها بالقول: «وربما وقع ذلك لنا فيما اتفق فيه أبو حنيفة والشافعي في بعض المسائل لم نعلم فيها مذهب الإمام مالك».
وله كتب في علم الحديث، منها: كتاب «التبيين في طبقات المحدثين المتقدمين والمتأخرين» في سبعة مجلدات، «والرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة»، ومن مصنفاته كذلك: «الدر النقي في ألفاظ الخرقي» في الفقه الحنبلي، «الوقوف على لبس الصوف»وكتاب «الألفية المنيرة في حل مشكلات السيرة» في مجلدين وهو كتاب نفيس على سيرة ابن هشام.
وقد ذُكر له في «كشف الظنون» غير ما تقدم «الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب الإمام أحمد» وكتاب «المبتدي في الفقه الحنبلي»، وذكر له صاحب هدية العارفين كتاب «الاختيار في بيع العقار» وغير ذلك كثير.
توفي في دمشق، ودُفن بسفح جبل قاسيون، وكانت جنازته حافلة بالمشيعين.
أحمد محمد أبوضاهر
Ibn al-Mubarid (Yusuf ibn Hasan-) - Ibn al-Mubarid (Yusuf ibn Hasan-)
ابن المِبْرَد (يوسف بن حسن)
(840 ـ 909هـ/ 1436 ـ 1503م)
يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، وينتهي نسبه إلى سالم بن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين t. مقدسي الأصل حنبلي المذهب، دمشقي صالحي اشتهر بابن المبرد وهو لقب جده أحمد. فقيه، متحدث، متكلم، مشارك في عدة علوم. قرأ على الشيخ أحمد المصري، الحنبلي، والشيخ محمد والشيخ عمر العسكريين. وقرأ «المقنع في الفقه» لموفق الدين المقدسي على الشيخ تقي الدين الجراعي، والشيخ تقي الدين بن قندس، والقاضي علاء الدين المرداوي، وحضر دروس علماء كثر، منهم القاضي برهان الدين بن مفلح، والبرهان الزرعي، وأخذ الحديث عن عدد من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني وغيرهم، وكان إماماً علامة، يغلب عليه علم الحديث والفقه، درّس وأفتى، وله مؤلفات كثيرة، وغالبها أجزاء، وألّف تلميذه ابن طولون في ترجمته مؤلفاً ضخماً سماه «الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي».
كان يوصف بأنه جبل من جبال العلم، فرد من أفراد العالم، عديم النظير في التحرير والتقرير، آية عظمى وحجة من حجج الإسلام الكبرى، بحر لا يدرك له قرار، وبَرُُّ لا يُـشقّ له غبار، أعجوبة عصره في الفنون ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السنون.
أجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته. صنف ما يزيد على أربع مئة مصنف. ومن مؤلفاته التي أثارت اهتمام الباحثين مؤلفه المسمى «مغني ذوي الأفهام»، وهو كتاب جليل احتوى على مهمات المسائل الدينية في المذاهب الأربعة، وهو مجلد واحد، طبع بمطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر عام 1391هـ بتحقيق الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. وقد اقتصر المعرفون بهذا الكتاب - وهم كثير- على أنه في الفقه الحنبلي فقط، ولكنه يعدّ من كتب الفقه المقارن، فهو يتعرض لآراء المذاهب الثلاثة الأخرى في كثير من المسائل، وقد جُعل عمدة للطالب المبتدئ وكافياً للمنتهي، ويَكتفي بالقول المختار ويشير إلى المسألة المجمع عليها بالقول: «وربما وقع ذلك لنا فيما اتفق فيه أبو حنيفة والشافعي في بعض المسائل لم نعلم فيها مذهب الإمام مالك».
وله كتب في علم الحديث، منها: كتاب «التبيين في طبقات المحدثين المتقدمين والمتأخرين» في سبعة مجلدات، «والرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة»، ومن مصنفاته كذلك: «الدر النقي في ألفاظ الخرقي» في الفقه الحنبلي، «الوقوف على لبس الصوف»وكتاب «الألفية المنيرة في حل مشكلات السيرة» في مجلدين وهو كتاب نفيس على سيرة ابن هشام.
وقد ذُكر له في «كشف الظنون» غير ما تقدم «الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب الإمام أحمد» وكتاب «المبتدي في الفقه الحنبلي»، وذكر له صاحب هدية العارفين كتاب «الاختيار في بيع العقار» وغير ذلك كثير.
توفي في دمشق، ودُفن بسفح جبل قاسيون، وكانت جنازته حافلة بالمشيعين.
أحمد محمد أبوضاهر