طبقًا لدراسة حديثة، فإن التجارب التي يتعرض لها الشخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة ربما تترك أثرًا عميقًا في حياة أبناءه المستقبليين. راشيل يهودا -Rachel Yehuda-، الباحثة في علم التخلق (epigenetics) وفي مجال انتقال تأثير الصدمات بين الأجيال، عكفت لوقت طويل بمشاركة زملاءها على دراسة الاشخاص الناجين من الصدمات النفسية العنيفة. أحدث نتائج هذه الدراسة تكشف أن احفاد الأشخاص الناجين من محرقة الهولوكوست لديهم مستويات من هورمون القلق Stress Hormone تختلف عن الاشخاص العاديين، مما قد يكون سببًا في زيادة احتمال تعرضهم لاضطرابات نفسية.
فريق “يهودا” الذي يعمل بكلية الطب (أيكان) بجامعة جبل سيناء، إلى جانب مركز ج. بيترز الطبي لشؤون قدامى المحاربين في برونكس -نيويورك، وآخرون، أكدوا في السابق أن الناجين من الهولوكوست لديهم مستويات مختلفة من هورمون القلق بمقارنةً مع الاشخاص العاديين. اظهر الناجون مستويات متدنية من الكورتيسول cortisol، وهو هرمون يساعد الجسم على العودة إلى حالته الطبيعية بعد تعرضه للصدمات، كما أن الأشخاص الذين عانوا في السابق من اضطراب مابعد الصدمات (post-traumatic stress disorder) اظهروا مستويات أكثر تدنيا من الكورتيزول. الا ان السبب الكامن وراء انخفاض نسبة افراز هذا الهرمون يبقى غير واضح.
بالاضافة الى ذلك، وجد فريق “يهودا” مؤخرًا أن الناجين لديهم مستويات منخفضة من أحد الإنزيمات الذي يعمل على تكسير الكورتيسول. هذه النتيجة تعتبر منطقية، فتقليل نشاط الإنزيم يعمل على الحفاظ على مستويات اعلى من الكورتيسول الحر في الجسم، مما يسمح للكبد والكلى بتخزين أكبر قدر من الجلوكوز glucose ومن وقود الأيض، وهو التصرف المثالي تحت تهديد التجويع طويل الأمد وغيره من التهديدات. كما اظهرت الدراسة انه كلما كان عمر الناجي اصغر وقت حدوث المحرقة، كلما قلّ لديه مستوى الإنزيم في سن النضج. هذه النتائج تتوافق مع دراسات أخرى سابقة في مجال علم التخلق توضح بدورها أن تأثير التعرض لخبرات معينة خلال الطفولة والمراهقة يبقى أثره واضحًا في الكبر، بل وقد ينتقل في بعض الأحيان إلى الأجيال اللاحقة.
مؤخرًا، استهدفت دراسة حديثة أحفاد الناجين من الهولوكوست. وجدت الدراسة أن هؤلاء الأفراد كان لديهم، مثلما كان لوالديهم، مستويات متدنية من الكورتيسول. ولكن، وعلى العكس من والديهم، كان لديهم مستويات أعلى من الطبيعي من الإنزيم الهاضم للكورتيسول. تفترض “يهودا” وفريقها أن هذا التحور قد حدث في الرحم. ففي الأحوال العادية، يتواجد الإنزيم في المشيمة بمستويات مرتفعة لحماية الجنين من سريان كورتيسول الأم. فإذا كان لدى الناجيات الحوامل مستويات منخفضة من الإنزيم في المشيمة، فستصل كمية أكبر من الكورتيسول إلى الجنين، والذي بدوره سيعمل على تكوين قدر أكبر من الإنزيم ليحمي نفسه.
التغيرات التخلقية Epigenetic عادة ماتقوم بإعداد الجنين بيولوجيًا لبيئة تشبه بيئة الوالدين، كما تشرح “يهودا”. أما في هذه الحالة فإن احتياجات الجنين تبدو وكأنها اختلقت هذا الهدف. فمع تدني مستويات الكورتيسول، وارتفاع مستوى الإنزيم الذي يكسره، أصبح عدد كبير من نسل الناجين من الهولوكوست لا يملكون هم أنفسهم القدرة على احتمال التجويع. في واقع الأمر، فإن هذا التكوين من هرمون القلق ربما يجعلهم هدفًا سهلا لإضطراب ما بعد الصدمات، وقد وجدت الدراسات السابقة بالفعل أن أبناء الناجين أكثر عرضة للتأثر بالقلق وأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. هذا النسل قد يكون أيضًا عرضة للإصابة بمتلازمات الأيض المرتبطة بالسن، بما فيها السمنة وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين، وعلى الأخص في ظل بيئة الرخاء والوفرة.
على الرغم من هذه النتائج، الا ان البحث ما يزال في بداياته، و هناك حاجة للمزيد من الدراسات لفهم هذا النظام المعقد الذي ينتقل من الاهل للاولاد، على مستوى التغيرات الجزيئية، و من وجهة نظر علم التخلق، و لتحديد ما ان كان له اي تاثير فعلي على الاشخاص. وعلى حد قول “يهودا”: “إذا كنت تنتظر أن تكون هذه النتائج منطقية و قاطعة، و هي ليست كذلك حتى الان، فنحن بالكاد لازلنا في بداية فهمنا للأمر”.
فريق “يهودا” الذي يعمل بكلية الطب (أيكان) بجامعة جبل سيناء، إلى جانب مركز ج. بيترز الطبي لشؤون قدامى المحاربين في برونكس -نيويورك، وآخرون، أكدوا في السابق أن الناجين من الهولوكوست لديهم مستويات مختلفة من هورمون القلق بمقارنةً مع الاشخاص العاديين. اظهر الناجون مستويات متدنية من الكورتيسول cortisol، وهو هرمون يساعد الجسم على العودة إلى حالته الطبيعية بعد تعرضه للصدمات، كما أن الأشخاص الذين عانوا في السابق من اضطراب مابعد الصدمات (post-traumatic stress disorder) اظهروا مستويات أكثر تدنيا من الكورتيزول. الا ان السبب الكامن وراء انخفاض نسبة افراز هذا الهرمون يبقى غير واضح.
بالاضافة الى ذلك، وجد فريق “يهودا” مؤخرًا أن الناجين لديهم مستويات منخفضة من أحد الإنزيمات الذي يعمل على تكسير الكورتيسول. هذه النتيجة تعتبر منطقية، فتقليل نشاط الإنزيم يعمل على الحفاظ على مستويات اعلى من الكورتيسول الحر في الجسم، مما يسمح للكبد والكلى بتخزين أكبر قدر من الجلوكوز glucose ومن وقود الأيض، وهو التصرف المثالي تحت تهديد التجويع طويل الأمد وغيره من التهديدات. كما اظهرت الدراسة انه كلما كان عمر الناجي اصغر وقت حدوث المحرقة، كلما قلّ لديه مستوى الإنزيم في سن النضج. هذه النتائج تتوافق مع دراسات أخرى سابقة في مجال علم التخلق توضح بدورها أن تأثير التعرض لخبرات معينة خلال الطفولة والمراهقة يبقى أثره واضحًا في الكبر، بل وقد ينتقل في بعض الأحيان إلى الأجيال اللاحقة.
مؤخرًا، استهدفت دراسة حديثة أحفاد الناجين من الهولوكوست. وجدت الدراسة أن هؤلاء الأفراد كان لديهم، مثلما كان لوالديهم، مستويات متدنية من الكورتيسول. ولكن، وعلى العكس من والديهم، كان لديهم مستويات أعلى من الطبيعي من الإنزيم الهاضم للكورتيسول. تفترض “يهودا” وفريقها أن هذا التحور قد حدث في الرحم. ففي الأحوال العادية، يتواجد الإنزيم في المشيمة بمستويات مرتفعة لحماية الجنين من سريان كورتيسول الأم. فإذا كان لدى الناجيات الحوامل مستويات منخفضة من الإنزيم في المشيمة، فستصل كمية أكبر من الكورتيسول إلى الجنين، والذي بدوره سيعمل على تكوين قدر أكبر من الإنزيم ليحمي نفسه.
التغيرات التخلقية Epigenetic عادة ماتقوم بإعداد الجنين بيولوجيًا لبيئة تشبه بيئة الوالدين، كما تشرح “يهودا”. أما في هذه الحالة فإن احتياجات الجنين تبدو وكأنها اختلقت هذا الهدف. فمع تدني مستويات الكورتيسول، وارتفاع مستوى الإنزيم الذي يكسره، أصبح عدد كبير من نسل الناجين من الهولوكوست لا يملكون هم أنفسهم القدرة على احتمال التجويع. في واقع الأمر، فإن هذا التكوين من هرمون القلق ربما يجعلهم هدفًا سهلا لإضطراب ما بعد الصدمات، وقد وجدت الدراسات السابقة بالفعل أن أبناء الناجين أكثر عرضة للتأثر بالقلق وأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. هذا النسل قد يكون أيضًا عرضة للإصابة بمتلازمات الأيض المرتبطة بالسن، بما فيها السمنة وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين، وعلى الأخص في ظل بيئة الرخاء والوفرة.
على الرغم من هذه النتائج، الا ان البحث ما يزال في بداياته، و هناك حاجة للمزيد من الدراسات لفهم هذا النظام المعقد الذي ينتقل من الاهل للاولاد، على مستوى التغيرات الجزيئية، و من وجهة نظر علم التخلق، و لتحديد ما ان كان له اي تاثير فعلي على الاشخاص. وعلى حد قول “يهودا”: “إذا كنت تنتظر أن تكون هذه النتائج منطقية و قاطعة، و هي ليست كذلك حتى الان، فنحن بالكاد لازلنا في بداية فهمنا للأمر”.