مارو (كليمان)
Marot (Clement-) - Marot (Clement-)
مارو (كليمان ـ)
(1496 ـ 1544م)
كليمان مارو Clément Marot شاعر فرنسي ولد في كاهور Cahors جنوبي فرنسا، وكان والده أمين سر آن البريتانية [ر] Anne de Bretagne وحاجباً لدى الملك فرانسوا الأول François Ier، وهذا ما جعل مارو الصغير ينشأ في أوساط البلاط ويعمل فيها لاحقاً. إذ بعد أن نال قدراً يسيراً من العلم في باريس، عُيِّن حاجباً لدى النبيل الإقطاعي نيكولا دي نوڤيل Nicolas de Neuville ثم أمين سر المدعي العام، ودخل في عام 1518م في خدمة مرغريت دوقة ألنسون Marguerite duchesse d’Alençon وشارك في الحملة على إيطاليا. بعد موت أبيه حل مكانه وصيفاً للملك فرانسوا الأول.
لم تكن حياة مارو بالسهولة التي يتصورها المرء، ففي الفترة الواقعة بين 1527 و1532 اتُهم بالهرطقة وأُودع السجن حين كتب نصاً هجائياً بعنوان «الجحيم» L’Enfer. وبعد الإفراج عنه تورط في مشكلات أخرى، مما أجبره على اللجوء إلى بلاط مرغريت دي ناڤار Marguerite de Navarre، ثم إلى بلاط الأميرة رنيه دي فرانس Renée de France التي كانت قد اعتنقت البروتستنتية. وانتهى به الأمر في البندقية التي أرسل منها رسالة إلى الملك طالباً العفو. لكنه بعد عودته إلى فرنسا في عام 1514م ترجم عدداً من مزامير العهد القديم، مما أجبره على الهروب مجدداً إلى جنيڤ ثم إلى شامبيري وبعدها إلى تورينو في إيطاليا حيث توفي.
تأثر مارو في بداياته بالبلاغيين وبالقدماء ويبدو ذلك على نحو واضح في ترجماته لـ«القصيدة الرعوية الأولى» Première bucolique و«حكم مينوس» Jugement de Minos، وفي قصيدته «معبد كيوبيد» Le Temple de Cupido (1515) التي تعتمد أسلوب التشخيص المجازي لبعض شخصياتها المأخوذة عن «الرواية الوردية» Roman de la Rose التي نشرها في عام 1529، إضافة إلى نشره أعمال ڤييون [ر] Villon ومجموعة «يفاعة كلمنتية» (نسبة إلى اسمه كليمان) Adolescence clémentine (1532) التي جمع فيها قصائد شبابه. وقد لاقت هذه المجموعة نجاحاً كبيراً وأعيدت طباعتها سبع مرات.
كان مارو شاعر بلاط، وكان مضطراً إلى أن يخصص بعض قصائده للمناسبات كما في «الشكاوى» Déploration و«قصائد الأعراس» Épithalames و«تراتيل» Cantiques. ولئن كانت قصائده المكتوبة في مديح الملوك مثقلة بالصنعة، غير أنه في كتاباته الخاصة كان يترك العنان لمشاعره ولا يتقيد بقواعد البلاغيين أو بمتطلبات العظماء. ومع أنه لم يكن مجدّداً في أعماله الشعرية التي كانت تضم الروندو Rondeau والبالاده [ر] Ballade وغيرهما من الأشكال الشعرية الثابتة، إلا أنه تميز ببحثه عن إيقاعات جديدة لم تكن قد استُخدمت بعد، ومنها السونيتة [ر] Sonnet التي كان أول من أدخلها إلى الشعر الفرنسي.
لم يؤسس مارو لمدرسة شعرية، إلا أنه منح الشعر الفرنسي تنوعاً وعفوية وصدقاً؛ فقصائده الرثائية - التي لا يُعرف المَرثي فيها- تفيض بالعاطفة، ورسائله Épîtres مليئة بالإسقاطات على أحداث العصر، وقصائده الهجائية لاذعة لا ترحم، وقصائده الدينية مليئة بالتأمل والسكينة.
أجاد مارو الهجاء على نحو خاص، إذ لم يستثنِ لسانه اللاذع أحداً، ولاسيما رجال القضاء والشرطة والكنيسة. وتعد الرسالة الهجائية التي وجهها إلى ساغون Sagon الذي كان وراء اتهامه بالهرطقة أول شعر هجائي باللغة الفرنسية، وفي قصائده «الهجائية القصيرة» Épigrammes كان الهجاء غرضاً بحد ذاته. أما رسائله الثلاث والخمسون التي جمعت في عام 1544، فقد ترك فيها العنان لفكره وقلبه، و يتنقل أسلوبه فيها بين الجدّية والمزاح ومن الخفة إلى المداعبة، ولاسيما أنه كان يروي فيها مشاعره وآلامه وأفراحه، وقد طوّر هذه الموضوعات بمرونة لا توجد إلا عند ڤولتير [ر] Voltaire، من هذه الرسائل «رسالة إلى ليون جاميه» Épître à Lyon Jamet و«رسالة إلى الملك ليخلصه من السجن» Épître au roi pour le délivrer de Prison و«رسالة إلى الملك لأنه اختفى عن الأنظار» Épître au roi pour avoir été dérobé.
تميز أسلوب مارو بالأناقة والوضوح والسلاسة وتأثر بالنزعة الإنسانية [ر] ويمكن عدّه نموذجاً واضحاً لكتّاب عصر النهضة.
حنان قصاب حسن
Marot (Clement-) - Marot (Clement-)
مارو (كليمان ـ)
(1496 ـ 1544م)
كليمان مارو Clément Marot شاعر فرنسي ولد في كاهور Cahors جنوبي فرنسا، وكان والده أمين سر آن البريتانية [ر] Anne de Bretagne وحاجباً لدى الملك فرانسوا الأول François Ier، وهذا ما جعل مارو الصغير ينشأ في أوساط البلاط ويعمل فيها لاحقاً. إذ بعد أن نال قدراً يسيراً من العلم في باريس، عُيِّن حاجباً لدى النبيل الإقطاعي نيكولا دي نوڤيل Nicolas de Neuville ثم أمين سر المدعي العام، ودخل في عام 1518م في خدمة مرغريت دوقة ألنسون Marguerite duchesse d’Alençon وشارك في الحملة على إيطاليا. بعد موت أبيه حل مكانه وصيفاً للملك فرانسوا الأول.
تأثر مارو في بداياته بالبلاغيين وبالقدماء ويبدو ذلك على نحو واضح في ترجماته لـ«القصيدة الرعوية الأولى» Première bucolique و«حكم مينوس» Jugement de Minos، وفي قصيدته «معبد كيوبيد» Le Temple de Cupido (1515) التي تعتمد أسلوب التشخيص المجازي لبعض شخصياتها المأخوذة عن «الرواية الوردية» Roman de la Rose التي نشرها في عام 1529، إضافة إلى نشره أعمال ڤييون [ر] Villon ومجموعة «يفاعة كلمنتية» (نسبة إلى اسمه كليمان) Adolescence clémentine (1532) التي جمع فيها قصائد شبابه. وقد لاقت هذه المجموعة نجاحاً كبيراً وأعيدت طباعتها سبع مرات.
كان مارو شاعر بلاط، وكان مضطراً إلى أن يخصص بعض قصائده للمناسبات كما في «الشكاوى» Déploration و«قصائد الأعراس» Épithalames و«تراتيل» Cantiques. ولئن كانت قصائده المكتوبة في مديح الملوك مثقلة بالصنعة، غير أنه في كتاباته الخاصة كان يترك العنان لمشاعره ولا يتقيد بقواعد البلاغيين أو بمتطلبات العظماء. ومع أنه لم يكن مجدّداً في أعماله الشعرية التي كانت تضم الروندو Rondeau والبالاده [ر] Ballade وغيرهما من الأشكال الشعرية الثابتة، إلا أنه تميز ببحثه عن إيقاعات جديدة لم تكن قد استُخدمت بعد، ومنها السونيتة [ر] Sonnet التي كان أول من أدخلها إلى الشعر الفرنسي.
لم يؤسس مارو لمدرسة شعرية، إلا أنه منح الشعر الفرنسي تنوعاً وعفوية وصدقاً؛ فقصائده الرثائية - التي لا يُعرف المَرثي فيها- تفيض بالعاطفة، ورسائله Épîtres مليئة بالإسقاطات على أحداث العصر، وقصائده الهجائية لاذعة لا ترحم، وقصائده الدينية مليئة بالتأمل والسكينة.
أجاد مارو الهجاء على نحو خاص، إذ لم يستثنِ لسانه اللاذع أحداً، ولاسيما رجال القضاء والشرطة والكنيسة. وتعد الرسالة الهجائية التي وجهها إلى ساغون Sagon الذي كان وراء اتهامه بالهرطقة أول شعر هجائي باللغة الفرنسية، وفي قصائده «الهجائية القصيرة» Épigrammes كان الهجاء غرضاً بحد ذاته. أما رسائله الثلاث والخمسون التي جمعت في عام 1544، فقد ترك فيها العنان لفكره وقلبه، و يتنقل أسلوبه فيها بين الجدّية والمزاح ومن الخفة إلى المداعبة، ولاسيما أنه كان يروي فيها مشاعره وآلامه وأفراحه، وقد طوّر هذه الموضوعات بمرونة لا توجد إلا عند ڤولتير [ر] Voltaire، من هذه الرسائل «رسالة إلى ليون جاميه» Épître à Lyon Jamet و«رسالة إلى الملك ليخلصه من السجن» Épître au roi pour le délivrer de Prison و«رسالة إلى الملك لأنه اختفى عن الأنظار» Épître au roi pour avoir été dérobé.
تميز أسلوب مارو بالأناقة والوضوح والسلاسة وتأثر بالنزعة الإنسانية [ر] ويمكن عدّه نموذجاً واضحاً لكتّاب عصر النهضة.
حنان قصاب حسن