مارفل (أندرو)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مارفل (أندرو)

    مارفل (اندر)

    Marvell (Andrew-) - Marvell (Andrew-)

    مارڤِل (أندرو ـ)
    (1621ـ 1678)

    يعد أندرو مارڤل Andrew Marvell، إلى جانب جون دَن [ر] J.Donne، أبرز الأدباء الإنكليز ممن خلفوا شكسبير[ر] وأطلق عليهم صموئيل جونسون [ر] S.Johnson تسمية الشعراء الميتافيزيقيين Metaphysical Poets. ولد مارفل في بلدة واينستيد Winestead في مقاطعة يوركشَر، ودرس في مدرسة مدينة هَل Hull الثانوية ثم في جامعة كمبردج حيث تخرج عام 1639. عايش فترة عصيبة في تاريخ إنكلترا هي فترة النزاع بين الملك والبرلمان؛ فعاصر الثورة وجمهورية أوليڤر كرومويل [ر] O.Cromwell والحرب الأهلية عام 1642 ثم إعادة الملكية Restoration عام 1660. جال كثيراً في أوربا، وصار الشاعر الرسمي لكرومويل، وكان أيضاً مساعداً للشاعر جون مِلتون [ر] J.Milton في عمله في وزارة الخارجية، وخلفه في منصبه حين زُج مِلتون في السجن مع إعادة الملكية، وتمكن بسبب نفوذه الكبير من الإفراج عنه. انتخب عام 1659 نائباً في البرلمان عن مدينة هَل، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في لندن.
    كتب مارڤل «أود هوراسية بمناسبة عودة كرومويل من إيرلندا» An Horatian Ode upon Cromwell’s Return from Ireland (1650)، وتعد هذه القصيدة أبلغ ما كتب في الشعر السياسي الإنكليزي. كتب أيضاً «الميلاد الأول» The First Anniversary (1655)، وقصيدة أخرى «بمناسبة وفاة أوليڤر كرومويل» On the Death of O.C.. (1659). ومع إعادة الملكية وحكم الملك تشارلز الثاني توجه مارڤل نحو الهجاء السياسي في نثره وشعره فكتب قصائد مثل «توجيهات أخيرة إلى مصور» Last Instructions to a Painter، ولم يُنشر ديوانه «قصائد متنوعة» Miscellaneous Poems إلا في عام 1681.
    مع أفول نجم مارڤل رجلاً سياسياً وهجَّاءً، ظل شعره الغنائي - على قلته - هو الباقي على الرغم من كل ما عاناه من إهمال في القرنين اللاحقين، وقد أُعيد اكتشافه في القرنين التاسع عشر والعشرين، وأخذ مكانه إلى جانب الشعراء الإنكليز الكبار. ويعدّه الشاعر والناقد إليوت[ر] أعظم هؤلاء، إذ حافظ في شعره على الإحساس الذي انعدم تقريباً لدى شعراء كبار آخرين، مثل مِلتون، واستعاضوا عنه بالعلم الغزير، وهو ما أطلق عليه إليوت «انعتاق الإحساس» dissociation of sensibility حيث تأخذ اللغة الحيز الأول. ولم يعد ذلك الإحساس إلى الشعر الإنكليزي إلا بعد مضي ما يقارب القرنين من الزمن على يد شعراء ما قبل الإبداعية Preromanticism والإبداعية[ر] Romanticism.
    لم يأت الشعراء الميتافيزيقيون، وأولهم دَن ومارڤل، من فراغ بل كانوا استمراراً لتقاليد عريقة في الشعر الأوربي (دانتي [ر] وكڤلكانتي[ر] وغوينيتسيللي) والشعر الأندلسي (ابن حزم [ر]، ولسان الدين ابن الخطيب[ر]). وقد كان إسهامهم أساسياً في تطور الشعر الإنكليزي؛ إذ استكشفوا بدرجات مختلفة من التعقيد مسائل ميتافيزيقية مثل الحياة والموت، والخلود والزوال، والروح والجسد، والحب والتصوف، كما في قصيدة دَن «لا تتباه أيها الموت» Death, Be Not Proud وهي إحدى السونيتات القدسية Holy Sonnets، وقصيدة مارڤل «إلى سيدته الخجول» To his Coy Mistress التي تعد إحدى درر الشعر الإنكليزي، متوجهاً فيها إلى من يحب «لو كان لدينا عالم يكفينا، ووقت، لما كان هذا الخجل، يا سيدتي، بجريمة». ويستكشف مثل هذا الشعر - على حسيته وما يشي به من توق واستعجال - الحياة الزائلة والوجود بعمق يفوق كل ما كتب حول ذلك في الشعر الإنكليزي. وهو رياضة ذهنية، وأحجية لغوية تبحث في الماهيات والمسائل الوجودية التي كانت على الدوام مثار قلق الإنسان، كل ذلك بوزن بسيطٍ سريعٍ ولغة مكثفة وصور مبتكرة وتشبيهات طريفة ومفارقات متراكمة، مما يستوجب ذهناً وقاداً وفطنة كبيرة وخيالاً خصباً لدى القارئ.
    طارق علوش
يعمل...
X