الافراط في الحمية
اصدقاءنا الكرام باتت البدانة من ابرز امراض العصر بعد ان كانت تعتبر ظاهرة غير صحية الا انه ثبت ان فرط الوزن حالة تسبب امراضاكثيرة وخطيرة كفرط ضغط الدم وامراض القلب والدورة الدموية وتصلب الشرايين زيادة مستوى الكولستيرول في الدم والمساعدة في تشكل الحصى الصفراوية والاضطرابات الرئوية والتهاب المفاصل وامراض الاستقلاب كمرض السكر بل والسرطان في بعض الاحيان حيث نقوي من احتمال الاصابة بسرطان البروستاتا وسرطان المستقيم وكذلك سرطان الثدي والمبيض والرحم والمهبل وسرطان المثانة وغيرها .وعلى العموم فان البدناء معرضين اكثر من الاشخاص ذوي الوزن المعتدل للموت بالسرطان هذا ناهيك عن ان فرط الوزن يسبب العزلة الاجتماعية والتفرقة في العمل اضافة الى مشاكل نفسية صعبة..لذا فان الكثيرين يسعون الى تخفيف وزنهم باي طريقة كانت ويتبعون حمية ما او يتناولون عقاقير خاصة .. الا انه لابد من التأكيد هنا ان الحمية باتت علم بحد ذاته ولها اساليبها الصحية ووتيرتها والتي لابد ان تفصَل على مقياس كل فرد تبعا لطبيعة جسمه واوضاعه الصحية وسنه وما الى ذلك ..وفي هذا الاطار حذر ت دراسة حديثة اجراها المعهد الالماني لطب الغذاء والحمية القي عنها تقرير في مؤتمر علمي في اخن في غرب ا لمانيا من ان الاتباع المتكرر للحميات الغذائية يمكن ان يؤدي الى نتيجة معاكسة اي الى البدانة في خاتمة المطاف وبدرجة اكبر مما كانت عليه .. واكدت الدكتورة بريجيت بانزن في التقرير ان على من يرغب بالنحافة الصحية وتخفيف الوزن على المدى البعيد وبصورة جدية ان يزيد من استهلاك الجسم للطاقة و ان يبذل نشاطا حركيا نشيطا لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل اضافة الى تعديل نوعية الغذاء حيث تخفض فيه كمية السعرات الحرارية ..
واشارت الخبيرة الالمانية في التقرير الى ان الجسم يتكيف مع الحميات الغذائية بصورة سريعة فعقب اتباع الحمية عشرين مرة يمكن ان يصبح تناول وجبة غذائية تحتوي على 800سعرة فقط وجبة كافية .. وهذه كمية محدودة جدا في الواقع . فكلما انخفض وزن الجسم نصف كيلوغرام او كيلوغراما واحدا فان متطلبات الجسم من الطاقة واستهلاكه لها ينخفضان ايضا ..ومن يخفض وزنه عشرة كيلوغرامات وهذه حالة شائعة جدا لدى الحميات وخاصة الحميات السريعة , فانه يفقد والحالة هذه سبعة كيلوغرامات من الدهن وثلاثة كيلوغرامات من الانسجة الخالية من الدهون ومعظمها من العضلات التي تعتبر من اكثر الانسجة الحيوية استهلاكا للطاقة في الجسم ..ومع هذا التخفيض يتراجع استهلاك الجسم للطاقة بمعدل 300 سعرة حرارية يوميا .وكل من اتبع نظاما للحمية فترة ما وعاد يأكل الكمية المعتادة التي كان يتناولها من قب فان وزنه يزداد اليا من جديد وبسرعة .وهذا مايطلق عليه الخبراء اسم تأثير اليويو اي التأرجح بين السمنة وتخفيض الوزن مرات عديدة حيث يحد الجسم من احتياجاته للطاقة على المدى البعيد ولكنه يصبح قابلا للسمنة بصورة اكبر وبكمية اقل من الغذاء اي السعرات الحرارية ..
وتلخص خبيرة التغذية الالمانية بانزين تقريرها بقولها ان على من يسعى الى تخفيض وزنه بصورة صحية ان يتبع اسلوب التنحيف على المدى البعيد وبصورة تدريجية ويتمثل قوام هذا الاسلوب في بذل النشاط الحخكي بصورة منتظمة لاتقل عن ثلاث مرات اسبوعيا ولمدة نصف ساعة كل مرة ذلك ان الجسم يبدأ باستهلاك الدهون المتراكمة بعد مضي عشر دقائق على الشروع بالتمارين او الحركة النشيطة ..
ولايقتصر اصدقاءنا الاعزاء خطر السمنة على الامراض والاشكالات الصحية التي ذكرناها بل انها يمكن ان تمثل عائقا لعمليات ووظائف حيوية مهمة كالتروية الدموية او امكانية حقن الادوية و غيرها من المواد والسوائل الطبية وتقول دراسة بريطانية ان هناك حافزا اضافيا قد يدفع البدناء لاتباع نظام غذائي سليم و ممارسة الرياضة وهو أن ابر المحقن العادية لا تصلح لحقنهم بأي مصل بل ينبغي استخدام ابر اطول من المعتاد لتطعيمهم. حيث ان حقن اللقاح في الطبقة الدهنية المتوضعة بين الجلد والعضلةوالتي تكون سميكة لدى البدناء يتسبب في فشل اللقاح او ايصال العلاج الى الدم .واجريت هذه الدراسة الحديثة أجريت على 220 شخصا من البالغين واظهرت ان ابرة طولها 16 ملليمترا لم تخترق الطبقة الدهنية للوصول الى العضلة في 17 في المئة من الرجال و50 في المئة من السيدات.وبات من الضروري تطوير ابرة اثخن واطول لاتمام مثل عمليات الحقن هذه الذي يجب ان تتم في العضلات مباشرة كي تكون فعالة ولاتنطوي على مضاعفات او آثار جانبية كالالتهابات اوالتورمات الموضعية.