إن انتظام
الأمعاء بالغ الأهمية بالنسبة الى الصحة ، ويمكن أن يزيد الامساك من خطر بعض مشاكل
الأمعاء . فعلى المدى الطويل ، يمكن أن تتكون جيوب صغيرة في جدار الجزء السفلي من
القولون ، تعرف بالردب . قد تلتهب هذه الردب أحياناً نتيجة البراز ، مما يسبب بدوره
ألماً في الجهة اليسرى من البطن . وقد تنشأ تعقيدات أكثر خطورة مثل النزف وثقب
الأمعاء . يقول الأطباء عن هذه الحالة إنها مرض ردبي ويرتبط نشوئه بالامساك المزمن
. كما أن الامساك المزمن يزيد من احتمال سرطان القولون .
وعلى المدى القصير ، إن
لم يتم التخلص من قذارات الأمعاء بشكل دوري ، يمكن أن تتراكم هذه المواد السامة في
الجسم وتؤدي الى مشاكل مثل التعب والنفس السيء وتردّي صحة الجلد .
زيادة مأخوذ الأليافتعتبر الألياف مكوناً أساسيا لعمل الأمعاء بشكل صحيح . فهذه المادة غير القابلة للهضم تضيف الحجم الى بقايا الطعام ، وبالتالي تحفز مرور البراز عبر الأمعاء . لذا ، ينصح أغلب الذين يعانون من الامساك بتناول حبوب غنية بالألياف مرتكزة على نخالة القمح . غير أن الألياف في هذه الحبوب قد تكون صلبة جداً ونشوية مما يهيج الغشاء الداخلي للأمعاء . أما الألياف الموجود في الشوفان والخضار والفاكهة الطازجة فهي ألطف على الأمعاء . ولكي تعمل الأمعاء بأفضل شكل ممكن ، والتأكد من تناول المأخوذ الصحيح من الفيتامينات والمعادن ، عليك تناول خمس حصص على الأقل من الخضار والفاكهة كل يوم . |
المواد المسهلة |
يستخدم العديد من الأشخاص المواد المسهلة المرتكزة على مواد مثل السناكوت لضمان انتظام حركة الأمعاء . ورغم أن هذه المواد تريح مؤقتاً من الامساك ، يصبح العديد من الأشخاص معتمدين عليها لعمل أمعائهم . والسبب في ذلك أن المواد المسهلة تثير الأمعاء بصورة غير طبيعية ، فتفقد الأمعاء قدرتها على العمل طبيعياً . كما أن المواد المسهلة تحتوي غالباً على عناصر تهيج الغشاء الداخلي للأمعاء ، وهذا ليس جيداً للصحة الهضمية الاجمالية . يفترض مثالياً معالجة أي مشكلة إمساك بصورة طبيعية من دون اللجوء الى المواد المسهلة ، خصوصاً على المدى الطويل . |
ثمة طريقة فعالة وملائمة لزيادة مأخوذ الألياف وهي إضافة مادة تضخيم طبيعية الى طعامك . تناول ملعقة الى ملعقتين من بذور الكتان مع المياه يومياً ، أو رشها فوق الحساء أو السلطات .
يعتبر بزر الكتان أحد أفضل عوامل التضخيم الطبيعية . |
شرب المزيد من المياهبالاضافة الى الألياف ، ثمة مكون أساسي آخر لانتظام عمل الأمعاء وهو السائل . ولعل الماء هو أفضل أشكال السوائل لصحة الأمعاء . إشرب ليتراً ونصف أو ليترين من الماء النقي كل يوم . |
يمكن ان تساعد التمارين في التخفيف من الامساك ، ربما من
خلال العمل الآلي لعضلات المعدة والحجاب الحاجز في الأمعاء . حاول القيام بثلاثين
دقيقة من تمارين الأيروبيك ، مثل المشي السريع ، أو الركض الخفيف ، أو ركوب الدراجة
، أو التجذيف ، ثلاث مرات على الأقل كل أسبوع . والواقع أن التمارين المنتظمة لا
تساعد عمل الأمعاء فقط ، وإنما هي مفيدة أيضاً للصحة إجمالاً .
إستجب دوماً وبسرعة للحاجة الى تفريغ أمعائك
.
فعدم القيام بذلك بشكل دوري يقمع الأعصاب الأساسية للتخلص من البراز . وقد
تكون النتيجة إمساكاً دائماً .
ثمة حالة يتم
تشخيصها أكثر فأكثر هذه الأيام وهي تناذر الأمعاء المهتاجة . يصيب هذا المرض 10 ـ
20 بالمئة من سكان العالم الغربي ، ويصيب النساء مرتين أكثر من الرجال . ورغم أن 60
بالمئة من الأشخاص الذين يتوجهون الى عيادة لأمراض المعدة يعانون من تناذر الأمعاء
المهتاجة ، لم ينجح الطب التقليدي بعد في العثور على سبب محدد أو علاج دقيق لهذه
الحالة .
هناك العديد من الأسباب المحتملة لتناذر الأمعاء المهتاجة ، وهي
بمعظمها غير مؤذية نسبياً . لكن بعض العوارض المرتبطة بالحالة قد تكون دليلاً على
مرض باطني ولابد حينها من استشارة الطبيب .
العوارض النموذجية |
يعاني المصابون بتناذر الأمعاء
المهتاجة من أحد العوارض التالية : |
يعاني بعض المصابين بتناذر الأمعاء
المهتاجة من خلل في الانقباضات الطبيعية للأمعاء .
فالتشنج غير الطبيعي لعضلات
الأمعاء يسبب آلاماً مبرحة ويتداخل مع مرور بقايا الطعام عبر الأمعاء ، مما يؤدي
الى الامساك و| أو الاسهال
انقباضات أمعاء طبيعية |
|
انقباضات أمعاء غير طبيعية |
|
ثمة سبب رئيسي يؤدي الى تناذر الأمعاء المهتاجة وهو اختلال توازن الكائنات الحية الموجودة داخل الأمعاء . في الواقع ، هناك العديد من المشاكل المرتبطة بإفراط نمو متعضية الخميرة ، واسمها candida. تميل هذه المتعضية الى تخمير الطعام مما يؤدي الى التجشؤ وريح البطن . وللقضاء على هذه المشكلة ، يجب التوقف عن تغذية هذه المتعضية من خلال الامتناع عن تناول السكر ، والخبز والكربوهيدرات المكررة ـ مثل الأرز الأبيض ، المعكرونة ، الجبنة ، الفاكهة المجففة ، عصير الفاكهة ، صلصة الصويا ، الخل ، مكعبات المرق والفول السوداني . وفي الوقت نفسه ، يستحسن تناول مكمّل قاتل للحموضة ، متوافر في الصيدليات والمخازن الكبرى . يحتوي هذا المكمل على آثار جرثومية تساعد في إعادة توازن المتعضيات في الأمعاء . وإن كان التخمر هو السبب الكامن وراء المشكلة ، يفترض بالتعديل الغذائي والمكملات القاتلة للحموضة أن تحسن العوارض بعد فترة شهرين أو ثلاثة .
إن العديد من المصابين بتناذر الأمعاء المهتاجة يشعرون أن عوارض مرضهم تبدأ فور تناول أطعمة معينة . فالأمعاء تبدو غير قادرة على التأقلم مع مشكلة الطعام ، مما يسبب تفاعلات تطلق عوارض تناذر الأمعاء المهتاجة . والواقع أنه يمكن لأي طعام القيام بذلك ، لكن الأطعمة الأكثر شيوعاً هي الحليب ، الجبنة ، الأطعمة المرتكزة على القمح مثل الخبز والمعجنات والبيتزا والبسكويت والكاتو وحبوب الفطور . وفي حال الامتناع عن هذه الأطعمة ، يمكن ملاحظة تحسن كبير في العوارض لدى عدد كبير من الأشخاص .
أطعمة أساسية يجب تفاديها في تناذر الأمعاء المهتاجة | ||
|
رغم أن تناذر الأمعاء المهتاجة يعتبر حالة معقدة مشتملة على عدد من العناصر المختلفة ، منها الاجهاد ، يجد العديد من المصابين به أن تناول بعض الأطعمة يمكن أن يساعد في التخفيف من عوارض هذه الحالة . وقد تبين وجود فئتين من الأطعمة المفيدة في هذا الصدد وهي الأطعمة الغنية بالألياف وتلك المحتوية على جراثيم الأمعاء . وإذا استثنينا الأطعمة التي تميل الى مفاقمة عوارض تناذر الأمعاء المهتاجة ( راجع الصفحة 55 ) ، ننصحك بزيادة كمية الأطعمة المذكورة في الخانة المقابلة . وبما أن معظم هذه الأطعمة غنية بالفيتامينات والمواد المغذية إضافة الى الألياف ، يحتمل أن تلاحظ تحسناً في صحتك إجمالاً ومستويات الطاقة لديك .
إن الغذاء الغني بالألياف مهم جداً للقضاء على تناذر الأمعاء المهتاجة . يجد العديد من المصابين أن الحبوب الغنية بنخالة القمح مفيدة جداً لهم . غير أن الالياف في هذه الحبوب قد تكون قاسية جداً على الأمعاء ويواجه بعض المرضى حساسية تجاهها . يفضل أن يعتمد المصابون بتناذر الأمعاء المهتاجة أطعمة مثل الفاكهة والخضار والأرز البني . وإن كنت تعاني من هذا المرض ، إحرص على تناول خمس حصص على الأقل من الفاكهة أو الخضار كل يوم . كما أن الأطعمة المرتكزة على الشوفان ، مثل كعك الشوفان وبعض أنواع حبوب الفطور ، تعتبر مصادر جيدة للألياف .
إن الجراثيم الموجودة في اللبن الطازج يمكن أن تؤثر إيجاباً في الأمعاء . فهي تساعد على الهضم وتعزز صحة الغشاء الواقي في الأمعاء . هكذا ، فإن تناول صحن من اللبن الطازج كل يوم يعتبر طريقة جيدة للحفاظ على الجراثيم الصحية في الأمعاء . ويجد العديد من الأشخاص أن هذه الطريقة بالغة الفاعلية في الحد من العوراض .
التخفيف من الاجهاد وتناذر الأمعاء المهتاجة |
إن العديد من المصابين بتناذر الأمعاء المهتاجة يلاحظون تفاقم وضعهم فور شعورهم بالقلق أو الاجهاد . وقد تبين أن التخفيف من الاجهاد وتقنيات الاسترخاء مفيدة جداً لهذا المرض ، شرط أن تتزامن مع التعديلات الغذائية . حاول أن تتمرن كل يوم على التنفس العميق أو التأمل . تعلّم اليوغا تقنيات مثالية للاسترخاء . والجدير ذكره أن بعض الأشخاص يجدون في التمارين الخفيفة المنتظمة مثل المشي السريع طريقة للاسترخاء والتخفيف من تناذر الأمعاء المهتاجة . |
أطعمة أساسية للتخفيف من تناذر الأمعاء المهتاجة |
تبين أن الأطعمة التالية مفيدة جداً
للمصابين بتناذر الأمعاء المهتاجة . بعض هذه الأطعمة غني بالألياف ، والبعض
الآخر بديل جيد للأطعمة التي قد تفاقم الحالة . تحتوي كل الأطعمة المذكورة
أدناه على مواد مغذية قيّمة تحسّن الصحة إجمالاً . |
يعتبر الكبد والكليتين الأعضاء الأساسية المسؤولة عن التخلص من الفضلات والمواد السامة الموجودة في الدم . والواقع أن هذه المواد الكيميائية غير المرغوبة قد تتراكم في الدورة الدموية نتيجة الهضم الطبيعي وأيض الطعام ، أو يتم امتصاصها مباشرة من الأمعاء كما هي حال العقاقير أو الأدوية . وفي حال تعطل عمل الكبد والكليتين ، تتراكم الفضلات في الدورة الدموية وتؤدي الى اعتلال الصحة .
الكبد هو العضو الأساسي لمعالجة المواد الكيميائية في الدورة
الدموية ـ إما بتحويلها الى شكل يستطيع الجسم استخدامه أو بتغييرها بحيث تتمكن
الكليتان من إزالتها . ويؤدي الكبد دوراً بالغ الأهمية في هضم الدهون ومعالجتها .
لذا ، تؤثر صحة الكبد في كامل الجسم . غير أن تناول أو شرب المواد المضرة يخفف من
فاعلية الكبد . فشرب الكثير من الكافيين يفرض ضغطاً قوياً على الكبد . والامساك ،
الناجم عن غذاء قليل الألياف وقليل السوائل ، يمكن أن يدفع الأمعاء الى إعادة
امتصاص المواد السامة مما يجهد الكبد أيضاً . هكذا ، يتبين أن العناصر الغذائية
الأساسية لصحة الكبد هي :
تقوم الكليتان بتصفية الدم والتخلص من المواد الكيميائية
القذرة والسوائل الفائضة وتخرجها من الجسم في شكل بول . وباستثناء حالة قصور وظيفة
الكلية ، التي تستلزم علاجاً طبياً خاصاً ، لا يؤثر الطعام الذي نتناوله في صحة
الكلية ، علماً أنه ينبغي شرب الكثير من السوائل ، ولا سيما المياه ، لا بقاء
الجهاز « نقياً » والحؤول دون التهاب الجهاز البولي . غير أن بعض الأشخاص يميلون
الى تكوين « حصى » في كليتيهم . تتألف هذه الترسبات الصغيرة عادة من أوكسالات
الكلسيوم أو الفوسفات ، وقد تسبب آلاماً مبرحة حين تجتاز المسالك البولية ، ويحتاج
المرضى عادة الى علاج طبي . لذا ، إن كنت تميل الى تكوين « حصى » في كليتيك ، ننصحك
بالتخفيف من الأطعمة الغنية بحمض الأوكساليك ، بما في ذلك الشمندر والسبانخ والكرز
والمكسرات والشوكولاته والشاي .
تعتبر
السمنة مشكلة شائعة في دول العالم الصناعي ، وهي تزداد انتشاراً رغم التوعية
الصحّية . وبالاضافة الى كونها عاملاً أساسياً لمرض القلب ، تزيد السمنة أيضاً من
احتمال الاصابة بأمراض أخرى ، ومنها السكري والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان .
كما أن الوزن الزائد يؤثّر سلباً في الحياة النفسية ، وقد يسبب تعاسة كبيرة
.
كما أن الحميات السريعة لها مشاكلها الخاصة ولا تفلح غالباً في تخفيف الوزن .
لذا ، يفضل تخفيض الوزن الزائد تدريجياً من خلال الغذاء الصحي .
يبقى الوزن الصحي ، الى درجة كبيرة مسألة شخصية . فكل شخص يشعر بالارتياح تجاه وزن وطول معينين ، ويتحدد الوزن المثالي بالنسبة للعديد من الأشخاص وفقاً لإحساسهم بالراحة وليس وفقاً لترتيبهم في الجدول المبين أدناه . ورغم أن هذه الجداول تمنح دليلاً أولياً للوزن الصحي لكل فرد ، يصعب عادة تطبيقها على تركيبة كل الأجسام وخصائصها .
الوزن الزائد والسمنة هما حالتان تشيران الى وجود
كمية فائضة من دهن الجسم . قد يكون الفرق بين الاثنين درجة واحدة ، لكن السمنة حالة
أكثر خطورة . وفي السنوات الأخيرة ظهر ميل للابتعاد عن جداول الوزن والطول
التقليدية لتشكيل تقييم للوزن بات يعرف بمؤشر حجم الجسم . يمكنك حساب مؤشر حجم جسمك
بدقة بقسمة وزنك بالكيلوغرامات على مربع طولك بالأمتار . استخدم هذا الجدول للتحقق
بسرعة من مؤشر حجم جسمك .
هل مؤشر حجم جسمك سليم ؟ |
|
حساب مؤشر حجم الجسم | |||
إن النطق المحددة طبياً لخطر اعتلال الصحة نتيجة ارتفاع مؤشر حجم الجسم تختلف قليلاً بين الرجال والنساء . فإن كان مؤشر حجم الجسم متاخماً للحد الفاصل بين السوي واللاسوي حسبما هو مذكور في الصفحة المقابلة ، من الأفضل ربما إجراء حساب يدوي والتحقق من النتائج بمقارنتها مع الارشادات التالية : | |||
| |||
دون الوزن المطلوب نادراً ما يكون الوزن دون المطلوب مشكلة ، ويمكن ربطه بمرض مزمن أو خلل في الأكل . والواقع أن الوزن دون المطلوب يعرّض صاحبه بدرجة أكبر للأمراض . الوزن السليم إن كنت تقع ضمن هذه الفئة ، يكون وزنك مثالياً وعليك الحفاظ على هذا المستوى في السنوات القادمة . الوزن الزائد قد يواجه الأشخاص المنتمين الى هذه الفئة العديد من المشاكل الصحية . ثمة خطر معتدل لمرض القلب ولا بد من اتخاذ الاجراءات لتخفيف الوزن في المدى الطويل . السمنة تترافق السمنة عادة مع اعتلال في الصحة ، ويتعرض كل شخص واقع ضمن هذه الفئة للعديد من الاضطرابات . يجب اتخاذ إجراءات لتخفيف الوزن على الفور . السمنة المفرطة في هذه الحالة يكون الشخص معرضاً كثيراً للخطر وعليه اتخاذ إجراءات فورية للتخلص من الوزن تحت إشراف طبي . |
ترتكز العديد من
برامج التخلص من الوزن الزائد على مبدأ قوامه أنه كلما تناولنا وحدات حرارية أقل
خسرنا المزيد من الوزن . ورغم أن هذا المبدأ يصحّ في معظم الحالات في المدى القصير
، ثمة أسباب مهمة تعلّل عدم استمرار هذا الأثر . فالحد الطويل الأمد للوحدات
الحرارية يفرض عبئاً كبيراً على الجسم . وبتنا نعرف الآن أن تقليص الوحدات الحرارية
بإفراط له آثار مؤذية ، وينتهي العديد من الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من
الحمية الى الجوع والوزن الزائد وسوء التغذية .
أصول مبدأ الوحدة الحرارية |
برز مبدأ الوحدة الحرارية للمرة الأولى عام 1930 بفضل الطبيبين نيوبورغ وجونستون من جامعة متشيغان ، الولايات المتحدة . فقد أجرى هذان الطبيبان دارسة لفترة قصيرة من الوقت للتوصل الى نتيجة بشأن الآثار الطويلة المدى لتقليص مقدار الوحدات الحرارية . لكن هذه الدراسة تحولت الى طريقة معيارية للتخلص من الوزن في المؤسسات الطبية . |
لماذا تخفق الحمية التقليدية ؟ | |||||
إن الحمية التقليدية ، القائمة على ضبط الوحدات الحرارية ، تسبب هبوطاً حاداً في مستويات الوزن والدهن في الجسم ، وكذلك فقدان قوة العضلات ومستويات الطاقة . لذا ، عالج الوزن الزائد باعتماد مبادئ الأكل السليم المذكورة في هذا الفصل للتخلص تدريجياً من الوزن والدهن ، مع الحفاظ على قوة العضلات وتحسين مستويات الطاقة . | |||||
| |||||
|
رغم أن مبدأ الوحدات الحرارية صحيح أساساً ، يكشف الجسم بسرعة أن مأخوذه للطعام تضاءل ودخل في نمط الجوع ، ويبذل كل ما بوسعه للحفاظ على مخزون الطاقة الموجود فيه . ويعني ذلك أنه كلما تناولت أقل في المدى الطويل ، تضاءل حرق جسمك ـ ولهذا السبب قد يبقى وزنك على حاله مهما قللت من تناول الأكل .
عند الاقلاع عن الحمية والعودة مجدداً الى مستويات الأكل الطبيعية ، يجد الجسم نفسه فجأة غير قادر على التأقلم مع المورد المتزايد ويعود الوزن الذي تم فقدانه بسرعة ، مع بضعة كيلوغرامات إضافية . وقد تبين أن الدورات المتكررة لفقدان الوزن ومن ثم استرداده تؤثر سلباً في الصحة ، خصوصاً لناحية مرض القلب .
إن فقدان الوزن نتيجة حمية صارمة لا يعني أنك تفقد الدهن . وللتعويض عن الطعام الذي لا تتناوله ، لا يكتفي الجسم بتفكيك الدهون لاستخدامها كطاقة ، وإنما يفكك أيضاً البروتينات ( العضلات ) . غير أن التخفيف من حجم جسمك الهبر هو آخر ما يجدر بك القيام به في الحمية . لذا ، قد تنجح الحميات التقليدية في تخفيض الوزن ، لكن نسبة الدهون في الجسم لا تتغير إلا قليلاً .
تشدد الحميات المرتكزة على الوحدات الحرارية بشكل أساسي على
كمية الطعام وليس على نوعيته . وحتى الغذاء الصحي ظاهرياً قد لا يزوّد الجسم
بالفيتامينات والمعادن التي نحتاج اليها بالكميات اللازمة . وحين نبدأ بتخفيض مقدار
الطعام الذي نتناوله ، ونأكل في الوقت نفسه أطعمة فيها القليل من المواد المغذية (
وهذه هي حال معظم أطعمة الحمية ) ، نعرّض أنفسنا لخطر المعاناة من آثار تقهقر
مستويات الفيتامينات والمعادن .
إن الحمية المقتصرة على
الأطعمة « المنحّفة » النموذجية ، مثل رقائق الخبز والكرفس ، لا تستطيع أن تلبي
حاجات الجسم الغذائية .